انطلق، في بداية الموسم الشتوي، عددٌ من برامج المنوّعات الخاصة. ورغم تقليص مبالغ الإنتاج التي كانت مخصصة لهذا النوع من البرامج، بدا واضحاً أنّ التكرار في سيناريوهات هذه البرامج لا يأتي بجديد يُذكر.
"أراب أيدول" في الموسم الرابع ظهر بارداً، بعيداً عن الحماس الذي تميّز به في السنوات الماضية، وعرّف العالم العربي بمواهب دخلت إلى طريق الاحتراف، وما زالت تُصارع.
لكن، ما الأسباب الكامنة وراء ذلك، وهل غياب ماكينة "أم بي سي" الإعلامية هذا الموسم أضعف الحلقات الأولى التي كان بعضها مُسجّلاً منذ عامين. لكن ذلك لا يمنع من إعادة التجديد أو الحماس المفترض أن يساند حلقات البث أو السهرات المباشرة.
أسئلة كثيرة طُرحت هذا الموسم، حتى عن ظروف الفنانين الذين أصبحوا غير متحمسين لجلوسهم على كراسي التحكيم، أو تعبوا قليلاً. فأحلام هدأت بعد مشاغبات كثيرة شهدتها المواسم السابقة من أيدول، وكذلك نانسي عجرم التي ما زالت تحافظ على هدوئها.
فيما يحاول حسين الشافعي الخروج بتعليقات جديدة، تُشعر المتفرج بأنّه أمام وجبة دسمة من النقد. لكن يبقى تعبير الشافعي محدوداً قياساً إلى الحالة التي كرّسها، كأحد المشاركين في لجنة التحكيم، بما وصفه المتابعون اعتماداً على الـ"كاريزما" التي يملكها موزع موسيقي بسيط، وصل إلى سدة النجومية بعد "أيدول".
بعيداً عن الحنكة والحرفية التي يتمتّع بها أعضاء لجنة التحكيم في الغناء والموسيقى عموماً، تأتي معظم التعليقات أو المشاركات في الموسم الرابع من "أيدول" بعيدة عن التناغم الذي من المفترض أن يجذب المشاهد العربي لمثل هذا النوع من البرامج.
يكتب البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، أن البرنامج لم يصل هذه السنة إلى ما كان يطمح إليه الجمهور الذي ارتبط به بطريقة أو بأخرى. ويشدد آخرون على أن الفنان الفلسطيني محمد عساف، هو آخر مشترك استطاع أن يحلق في فضاء خاص.
ولم يُسعف الحظ مجموعة من المواهب أو المشتركين الآخرين لعبور امتحان "أيدول" فيما بعد. لكن التعليقات لم تُجبر القائمين على البرنامج للاعتراف بذلك، فهم يقومون بتنفيذ البرنامج، من دون أي مجال للابتكار كما كان يحصل في السنوات السابقة، وحتى اختيار مجموعة من الفنانين للحلول ضيوفاً على السهرات المباشرة، جاء بارداً جداً لجهة استغلال جزء من نجومية الضيوف واستثمارها.
في السهرة المباشرة السابقة، استقبل البرنامج الفنان كاظم الساهر، الذي حلّ ضيفاً على بيروت، وغنى عدداً من أغنياته على المسرح، لكن التفاعل حتى على مواقع التواصل الاجتماعي كان خفيفاً قياساً إلى شهرة البرنامج وتاريخه الطويل.
"رقص النجوم"
في الموسم الرابع من برنامج "رقص النجوم"، قفزَ البرنامج إلى مراتب مُتقدّمة، أقلّه في لبنان. ثمّة دلالات كثيرة على تقدمه في المنافسة بين المحطات نفسها، إذ حافظت المنتجة المنفّذة، جنان ملاط، على مستوى جيد للبرنامج، واستعانت بفريق متخصص في إدارة سيناريو ترفيهي، واللعب على قصص المشاهير المشاركين في هذا الموسم.
لعلها مغامرة أن تبني ملاط على واقع تلفزيوني، أشبه بالرمال المتحركة، لجهة وفرة الأعمال التلفزيونية المُنوّعة، إضافة إلى قلة السيولة التي تعانيها محطة "أم تي في" نفسها. لكنها شكلت، تقنياً، نمطاً جديداً، يظهر فن الرقص الأكاديمي بصورة تختزل البرامج الأخرى.
وحتى لدى استقبال البرنامج الفنانين، كان الوهج يزيده تقدماً، ويُظهر لوحات مترابطة فنياً وموسيقياً مع الباقة المنوعة من مجموع المشاركين والمقدمين. أمّا لجنة التحكيم، فهي مؤلّفة من أكاديميين لم يصلوا إلى سدة النجومية المطلقة، كما هو حال باقي البرامج التي تخصص مجموعة من الفنانين لتولي مهام الحكم، واستثمار نجوميتهم.
ربما هذا التفاعل القائم على المحاسبة والتصفيق للموهبة التي تستحق في "رقص المشاهير" وقلة المجاملات، هو وراء ردود الفعل الخاصة التي يحظى بها البرنامج في هذا الموسم تحديداً.
"آراب كاستنغ"
لم تغب محطة "أبوظبي" الفضائية عن إنتاج موسم ثان من برامج المواهب "آراب كاستنغ". عدد كبير من المواهب التي ظهرت في الحلقات الأولى، يدل على أن الوطن العربي يزخرُ بمجموعة كبيرة من مواهب التمثيل التي لم تحصل على فرصة، ودخول عالم الإنتاج الحقيقي.
لكن التشدد الواضح في لجنة تحكيم البرنامج المؤلفة من غادة عبد الرازق وقصي خولي وباسل خياط وطارق العلي، قد يربك المشترك أحياناً، رغم اعتراف لجنة تحكيم البرنامج بأن مواهب هذا الموسم تمتلك خلفية جيدة بالنسبة لمستقبلهم المهني، والفُرصة المتاحة اليوم ستسمح لهم بدخول عالم التمثيل.
غيابات
غاب عن موسم البرامج، المذيعة المصرية وفاء الكيلاني. ويُحكَى عن عدم توفر ميزانيات لإعادة تقديم برنامجها "المتاهة" بعد موسم اعُتبِر فاشلاً، وقياساً إلى نوع الضيوف الذين تكرّر معظمهم في برامج وفاء الكيلاني. إذ يتطلّب ذلك ميزانية ضخمة خصوصاً أجرة الضيف في الحلقة الواحدة.
وتُبيّن معلومات خاصة أن التركيز على عدد قليل من الفنانين النجوم في البرامج التلفزيونية بات يستنزف المحطات دون تقديم أي جديد يذكر. وهذا ما سيدفع المحطات إلى إعادة خلط الأوراق جيداً، والبحث عن مخرج للمأزق المالي أولاً، وتطوير للمحتوى المطلوب ثانياً. المحتوى الذي من المفترض أن يكون هادفاً بالدرجة الأولى.
وفي السياق نفسه، لم تصل المفاوضات بين المقدم اللبناني نيشان ديرهاتيونيان، ومحطات محلية وأخرى فضائية لتوقيع عقد على برنامج جديد إلى أي نتائج. ولو أنّ المعلومات تقول، إن فكرة جديدة يستعد لها صاحب برنامج "مايسترو" ستكون خاصة بشهر رمضان المقبل.