قبل أكثر من خمسين عاماً، بدأت برامج "المقالب" أو ما يُعرف ببرامج الكاميرا الخفية عرضها. ويذكر التاريخ أن برنامج "كاندد كاميرا" الذي بث عام 1948 على شاشة CBS الأميركية، وكان من تقديم، آلن فونت، استمر زهاء عشرين عاماً، ليعود بداية القرن الحالي مع نجل فونت. لكنه لم يلق الصدى المطلوب، والذي اكتسبه أثناء فترة عرضه السابقة.
يُؤرِّخ المصريَّون، بأنَّ أوَّل برنامج للمقالب انطلقَ في الثمانينيات، مع الفنان الراحل، فؤاد المهندس، وزميله اسماعيل يُسري الذي كان مُشاركاً ومُشرفاً على أوَّل برنامج للمقالب أو الكاميرا الخفيَّة، والذي بدأ في القاهرة والعالم العربي. اكتسبَ هذا النوع من البرامج شهرة واسعة منتصف الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في العالم العربي، لكنه عاد وتراجع بسبب الاستهلاك، وسوء إدارة بعض المقالب التي بيَّنت عن اتفاقيات مُسبقة بين الضيوف وبين المسؤولين عن البرنامج، وهذا ما أفقد بعض المقدمين لهذه البرامج مصداقيتهم.
في السنوات الأخيرة، طوى الغرب صفحة المقالب بالطريقة التقليدية، واتجه إلى تنفيذ مقالب عفوية، لم يغلب فيها الضرر النفسي الذي يُسببه المقلب، وابتعد عن الـ Gags، بل حاول من خلال بعض "الاسكتشات" السريعة، منح الضحية والمُشاهد لحظات ترفيه أو تسلية خاصة. كما هو الحال في فرنسا، التي أسست لمدرسة خاصة بفن المقالب التلفزيونية عام 1964 مع جان بول، وجاك رولان جاك.
عرفَت القاهرة مجموعة من برامج المقالب، كما هو الحال في بيروت، وكذلك في دول المغرب العربي، لا فرق كبير بين أفكار هذه البرامج داخل الدول العربيَّة، والتي أصبحت تعتمد في جزء منها على الاتفاق مع "الضحية"، خصوصاً لما يكون المشاهير على لائحة البرنامج، ويتم تحويلهم إلى "ضحايا"، تُحقِّقُ وفق المحطة مردوداً إعلانيّاً وتسويقيّاً ومالياً جيداً.
في لبنان، انتشرَت ظاهرة برامج المقالب، في تسعينيات القرن الماضي. فقدَّمت محطة LBCI اللبنانية، برنامجاً ترفيهيَّاً عن بعض المقالب التي تقومُ على خداع الناس على الطريق، لتبدأ بعدها مجموعة أخرى من البرامج، والتي تهافَت بعض الدخلاء على إنتاجها، دون أن تقدم ما هو جديد بالفعل. وتذكُر تلك الحقبة مجموعة من الأسماء، منها كميل أسمر، وسامي سليمان، وقلَّةً قليلةً لم تقدِّم ما هو جديد. وكُشِفَ عن أنَّ بعضها يتفق مع من يسمون بـ"ضحايا الكاميرا الخفيّة"، في إطار من اللعب على عواطف المشاهد.
ويبدو أن البعد عن التجدد، في مثل هذا النوع من البرامج، وضعها أمام استنساخ الأفكار. وعوضاً عن مشاركة الفنانين في دور "الضحية"، يتخذ البعض من المواطنين العاديين هدفاً لإثارة تعتمد أحياناً كثيرة على المخاطر وحبس الأنفاس والإزعاج، وهذا ما شكل نفوراً عند المشاهد اللبناني تحديداً.
مؤخراً، اعتمدت محطة "الجديد" اللبنانية، على المُسنين في برنامج خاص بالمقالب، يبتعد كل البعد عن المشاهير، ووضعت الفكرة في قالب اجتماعي وواقعي، يحاول التركيز على التفاعل بين ضحايا المُسنين في إطار فكاهي جيد، لعله أفضل ما عُرض في السنوات الأخيرة من برامج خاصة بالكاميرا الخفية.
رامز جلال
قبل سنوات، دخل الممثل المصري، رامز جلال، إلى دائرة هذا النوع من البرامج التي تقوم على المقالب، واستطاع من خلالها تحقيق شهرة واسعة. تكفلت محطة MBC الفضائية في دعم مشروع جلال التلفزيوني، واختارت توقيت العرض ضمن باقة برامج شهر رمضان التلفزيونية، وهي الأقوى عربياً.
الواضح، أن رامز جلال عرف كيف يُوظف اللعبة التلفزيونية في قالب مشوق، واستعان لهذا الغرض بمجموعة من الاختصاصيين الذين عملوا في برامج مماثلة، أو تخصصوا في الخدع التلفزيونية أو السينمائية. وحسنًا فعل رامز ذلك، ليثبت أن ما يقوم به هو مقلب محترف ويراعي السلامة العامة، خصوصاً وأن بعض المقالب اعتمدت على الخطر، كاستعمال الحيوانات المفترسة أو النار السنة الماضية.
قبل أيام، فاجأ الاعلامي اللبناني، طوني خليفة، الناس بفيديو، يكشف فيه عن برنامج جلال هذه السنة. بدا خليفة واعظاً في تسجيلٍ مُدَّته عشر دقائق، مُحمَّلاً، بداية، زميله المذيع، نيشان ديرهارتيونيان، مسؤولية قبوله المشاركة في التحايل، وخداع من يسميهم أصدقاءه، وإقناعهم السفر إلى القاهرة لتصوير حلقة تلفزيونية، استطاع خليفة أن يكشف أنها لصالح برنامج رامز جلال هذا الموسم، وبعيداً عن أي حسابات أو خلافات شخصية أو منافسة، تحكم علاقة طوني خليفة ونيشان، والتباين ثم الصلح بينهما. أسدى خليفة خدمة مجانية للبرنامج الذي يُصور اليوم، واستطاع خلال ساعات أن يشغل المتابعين، كون الفكرة وافية عن خدع جلال لهذا الموسم، والتي بحسب مصادر ستكون لصالح قناة MBC العادية، وMBC مصر.
ويُشارك نيشان في جزء من البرنامج كضيف شرف، بعدما عقد اتفاقاًُ مع إدارة المحطة وجلال للبرنامج نفسه. فكان خليفة بمثابة إعلان ترويجي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية لصالح البرنامج، بغض النظر عن التفاصيل التي استعملها نيشان، في علاقته مع الفنانين. في حين لم ينف خليفة أن حضور الضيف أو الفنان إلى البرنامج، سيكون مقابل أجر مادي جيد، وهذا ما يقلل من أهمية فيديو خليفة، والكلام عن "فضيحة" تتعلق ببرنامج ليس في النهاية إلا برنامج مقالب.
اقــرأ أيضاً
يُؤرِّخ المصريَّون، بأنَّ أوَّل برنامج للمقالب انطلقَ في الثمانينيات، مع الفنان الراحل، فؤاد المهندس، وزميله اسماعيل يُسري الذي كان مُشاركاً ومُشرفاً على أوَّل برنامج للمقالب أو الكاميرا الخفيَّة، والذي بدأ في القاهرة والعالم العربي. اكتسبَ هذا النوع من البرامج شهرة واسعة منتصف الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في العالم العربي، لكنه عاد وتراجع بسبب الاستهلاك، وسوء إدارة بعض المقالب التي بيَّنت عن اتفاقيات مُسبقة بين الضيوف وبين المسؤولين عن البرنامج، وهذا ما أفقد بعض المقدمين لهذه البرامج مصداقيتهم.
في السنوات الأخيرة، طوى الغرب صفحة المقالب بالطريقة التقليدية، واتجه إلى تنفيذ مقالب عفوية، لم يغلب فيها الضرر النفسي الذي يُسببه المقلب، وابتعد عن الـ Gags، بل حاول من خلال بعض "الاسكتشات" السريعة، منح الضحية والمُشاهد لحظات ترفيه أو تسلية خاصة. كما هو الحال في فرنسا، التي أسست لمدرسة خاصة بفن المقالب التلفزيونية عام 1964 مع جان بول، وجاك رولان جاك.
عرفَت القاهرة مجموعة من برامج المقالب، كما هو الحال في بيروت، وكذلك في دول المغرب العربي، لا فرق كبير بين أفكار هذه البرامج داخل الدول العربيَّة، والتي أصبحت تعتمد في جزء منها على الاتفاق مع "الضحية"، خصوصاً لما يكون المشاهير على لائحة البرنامج، ويتم تحويلهم إلى "ضحايا"، تُحقِّقُ وفق المحطة مردوداً إعلانيّاً وتسويقيّاً ومالياً جيداً.
في لبنان، انتشرَت ظاهرة برامج المقالب، في تسعينيات القرن الماضي. فقدَّمت محطة LBCI اللبنانية، برنامجاً ترفيهيَّاً عن بعض المقالب التي تقومُ على خداع الناس على الطريق، لتبدأ بعدها مجموعة أخرى من البرامج، والتي تهافَت بعض الدخلاء على إنتاجها، دون أن تقدم ما هو جديد بالفعل. وتذكُر تلك الحقبة مجموعة من الأسماء، منها كميل أسمر، وسامي سليمان، وقلَّةً قليلةً لم تقدِّم ما هو جديد. وكُشِفَ عن أنَّ بعضها يتفق مع من يسمون بـ"ضحايا الكاميرا الخفيّة"، في إطار من اللعب على عواطف المشاهد.
ويبدو أن البعد عن التجدد، في مثل هذا النوع من البرامج، وضعها أمام استنساخ الأفكار. وعوضاً عن مشاركة الفنانين في دور "الضحية"، يتخذ البعض من المواطنين العاديين هدفاً لإثارة تعتمد أحياناً كثيرة على المخاطر وحبس الأنفاس والإزعاج، وهذا ما شكل نفوراً عند المشاهد اللبناني تحديداً.
مؤخراً، اعتمدت محطة "الجديد" اللبنانية، على المُسنين في برنامج خاص بالمقالب، يبتعد كل البعد عن المشاهير، ووضعت الفكرة في قالب اجتماعي وواقعي، يحاول التركيز على التفاعل بين ضحايا المُسنين في إطار فكاهي جيد، لعله أفضل ما عُرض في السنوات الأخيرة من برامج خاصة بالكاميرا الخفية.
رامز جلال
قبل سنوات، دخل الممثل المصري، رامز جلال، إلى دائرة هذا النوع من البرامج التي تقوم على المقالب، واستطاع من خلالها تحقيق شهرة واسعة. تكفلت محطة MBC الفضائية في دعم مشروع جلال التلفزيوني، واختارت توقيت العرض ضمن باقة برامج شهر رمضان التلفزيونية، وهي الأقوى عربياً.
الواضح، أن رامز جلال عرف كيف يُوظف اللعبة التلفزيونية في قالب مشوق، واستعان لهذا الغرض بمجموعة من الاختصاصيين الذين عملوا في برامج مماثلة، أو تخصصوا في الخدع التلفزيونية أو السينمائية. وحسنًا فعل رامز ذلك، ليثبت أن ما يقوم به هو مقلب محترف ويراعي السلامة العامة، خصوصاً وأن بعض المقالب اعتمدت على الخطر، كاستعمال الحيوانات المفترسة أو النار السنة الماضية.
قبل أيام، فاجأ الاعلامي اللبناني، طوني خليفة، الناس بفيديو، يكشف فيه عن برنامج جلال هذه السنة. بدا خليفة واعظاً في تسجيلٍ مُدَّته عشر دقائق، مُحمَّلاً، بداية، زميله المذيع، نيشان ديرهارتيونيان، مسؤولية قبوله المشاركة في التحايل، وخداع من يسميهم أصدقاءه، وإقناعهم السفر إلى القاهرة لتصوير حلقة تلفزيونية، استطاع خليفة أن يكشف أنها لصالح برنامج رامز جلال هذا الموسم، وبعيداً عن أي حسابات أو خلافات شخصية أو منافسة، تحكم علاقة طوني خليفة ونيشان، والتباين ثم الصلح بينهما. أسدى خليفة خدمة مجانية للبرنامج الذي يُصور اليوم، واستطاع خلال ساعات أن يشغل المتابعين، كون الفكرة وافية عن خدع جلال لهذا الموسم، والتي بحسب مصادر ستكون لصالح قناة MBC العادية، وMBC مصر.
ويُشارك نيشان في جزء من البرنامج كضيف شرف، بعدما عقد اتفاقاًُ مع إدارة المحطة وجلال للبرنامج نفسه. فكان خليفة بمثابة إعلان ترويجي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية لصالح البرنامج، بغض النظر عن التفاصيل التي استعملها نيشان، في علاقته مع الفنانين. في حين لم ينف خليفة أن حضور الضيف أو الفنان إلى البرنامج، سيكون مقابل أجر مادي جيد، وهذا ما يقلل من أهمية فيديو خليفة، والكلام عن "فضيحة" تتعلق ببرنامج ليس في النهاية إلا برنامج مقالب.