يبدو أنّ قتل نصف مليون سوري وتغييب مثلهم، في السجون، فضلاً عن تهجير نحو 4 ملايين سوري خارج البلاد، لم تحقق الخطة الحكومية التنموية في تخفيض نسبة النمو السكاني، التي يسعى لها نظام الأسد، لتتوازى الموارد مع حاجات السكان، لينقلهم وبإمكانات سورية بحتة، لمعيشة رغيدة ومستوى دخل يدخل خلاله، قائمة الدول الأكثر دخلاً ورفاهية بالعالم.
لذا، وربما بعد تفكير واجتماعات حكومية، خرج اقتصاديو النظام السوري، بضرورة استغلال فصل الشتاء والمنخفضات الجوية المتتالية التي أوصلت درجات الحرارة لما دون التجمد، لإتمام الحلم التنموي وتخفيض عدد السكان، عن طريق الموت برداً.
من هنا جاء قرار حكومة الأسد رفع أسعار الكهرباء قبل أيام، إلى 40 ليرة للكيلو واط، عندما اكتشف المسؤولون السوريون، أن المواطن يرتكب جناية التدفئة عبر الكهرباء، ولم تحقق خطة رفع سعر ليتر المازوت نهاية العام الفائت إلى 135 ليرة، الهدف المرجو.
بيد أن المواطن السوري الآثم، التف على الكهرباء كما احتال سابقاً على المازوت، واقترف جريمة التدفئة على الغاز، بعد دراسة جدوى أجراها بعيداً عن الرقابة والحكومة، فإن أشعل السوري مدفأة المازوت لمدة أربع ساعات، واستهلكت بالحد الأدنى 5 ليترات مازوت، اشتراها بالسعر الرسمي وليس من السوق السوداء، فإن كلفة التدفئة الشهرية لربع اليوم، على أن يبقى تحت الغطاء بقية اليوم، ستصل إلى 20 ألف ليرة شهرياً، أي أكثر من نصف أجره، في حين أن استخدامه التدفئة عبر الغاز، لن يزيد عن استهلاك 4 أسطوانات شهرياً ولا يزيد الكلفة عن 9200 ليرة.
والملفت أن المواطن السوري تناسى أن حكومته له بالمرصاد، وأنها تعي كل محاولاته الاحتيالية ليمرر فصل البرد، ويبقى على قيد الحياة.
ولأن التنمية والرفاهية في نظام الأسد أولاً، ولأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتخفيض عدد السكان إلى نصف ما كان عليه قبل الثورة، خفضت الحكومة الرشيدة طرح أسطوانات الغاز بالأسواق، وعذرُ أنّ الإرهابيين وسيطرتهم على الحقول والمنشآت جاهز، فارتفع سعر الأسطوانة بدمشق لنحو 4 آلاف ليرة، وبالمناطق المحررة لنحو 7 آلاف ليرة، بعد تراجع إنتاج وتوزيع "داعش" من الغاز والمازوت.
وبدأت الخطة التنموية تجد طريقها للتنفيذ، وربما في موت سوريين في مضايا برداً وجوعاً قبل أيام، وبدت حالات الموت بالمخيمات اللبنانية والأردنية، بدايةً على حسن سير الخطة، وتأكيداً دامغاً على عبقرية حكومة الأسد التي تحتاج عليها براءة اختراع.
اقرأ أيضاً:
الأسد يسعى لاسترداد الأموال المجمدة في الخارج
أواه يا شام