وقال سائق سيارة الأجرة في كابول حبيب الله لوكالة "فرانس برس": "إنه صباح أول يوم يمكنني أن أخرج فيه بلا خوف من أن أُقتل بقنبلة أو بهجوم انتحاري".
وأضاف "آمل أن يستمر ذلك دائماً". أما قيس حقجو، وهو حداد في الثالثة والعشرين من العمر، فقد بدا أقل تفاؤلاً.
وقال في ورشته في العاصمة الأفغانية: "أعتقد أن الأميركيين يهربون ويفتحون الطريق لعودة "طالبان" وتوليهم الحكم كما حدث في منتصف تسعينيات" القرن الماضي. وأضاف أن "السلام لن يأتي أبداً إلى هذا البلد".
وتهدف هذه الهدنة الجزئية أو "خفض العنف" إلى إثبات حسن نية الحركة، قبل أن توقع في نهاية الشهر الجاري اتفاقاً تاريخياً مع واشنطن حول انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من البلاد مقابل ضمانات أمنية. وتريد واشنطن تجنب أن تصبح أفغانستان من جديد ملاذاً للجهاديين.
ويفترض أن يفضي الاتفاق أيضاً إلى بدء مفاوضات أفغانية تهدف إلى تقرير مستقبل البلاد، بينما كانت حركة "طالبان" قد رفضت طوال 18 عاماً التفاوض مع السلطة الحاكمة، معتبرة أنها "دمية" تحركها واشنطن. وذكر مصدر من حركة "طالبان" في باكستان أن هذه المحادثات يفترض أن تبدأ في "العاشر من آذار/مارس" المقبل.
وينتشر بين 12 و13 ألف عسكري أميركي في أفغانستان، حيث خاضت الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها.
وصرح أحد أعضاء "طالبان" في إقليم مايوند بولاية قندهار (جنوب) لوكالة "فرانس برس": "تلقينا أوامر من قادتنا تطلب منا الاستعداد لخفض أعمال العنف اعتباراً من السبت"؛ لكن حافظ سعيد هدايت، القيادي الآخر في الحركة في قندهار، أكد لـ"فرانس برس" أن خفض المعارك لن يطبق سوى "في المدن والطرق الرئيسة"، موضحاً أن "هذا يعني أن العنف قد يستمر في بعض الأقاليم" الريفية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الجمعة، أنه من المتوقع إبرام اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية في 29 فبراير/ شباط الجاري، وذلك بعد ساعات من اتفاق على "خفض العنف" في أفغانستان لمدة أسبوع.
وقال بومبيو، في بيان، إن الولايات المتحدة و"طالبان" تجريان محادثات للتوصل لتسوية سياسية لإنهاء الصراع في أفغانستان، وتقليص الوجود الأميركي في المنطقة.
من جهته، قال متحدث باسم حركة "طالبان" إن الحركة ستوقع اتفاقاً مع الولايات المتحدة يوم 29 فبراير/ شباط بحضور مراقبين دوليين.
وأضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد في بيان: "سيهيئ الطرفان الآن وضعاً أمنياً ملائماً قبل موعد توقيع الاتفاق".
وكشف مصدر في الحكومة الأفغانية لـ"العربي الجديد" عن بعض محتويات الاتفاق، منها أن "طالبان" ستقوم بخفض وتيرة عملياتها بنسبة ثمانين في المائة، مشيراً إلى أن الحركة كانت تقوم يومياً بـ75 عملية وهجوماً، لتخفض هذا العدد وفق التوافق، إلى 15 عملية.
وأضاف المصدر أن "طالبان" لن تستهدف القوات الأفغانية ولا الشرطة في مراكزها وثكناتها الرئيسة، كما أنها لن تقوم بالعمليات على امتداد الطرق الرئيسة. ولن تنفذ الحركة بموجب الاتفاق أي عملية داخل المدن الأفغانية، ولن تقوم باستهداف قواعد ومراكز القوات الأجنبية.
في المقابل، توقف الحكومة الأفغانية والقوات الدولية جميع عملياتها براً وجواً على "طالبان"، وفي حال التعرض لأي مركز أمني أفغاني، تقوم القوات الأفغانية بالردّ بالمثل، وتقوم القوات الدولية بمساندتها.