بالفيديو..الأهلي المصري بطلاً للكونفيدرالية..بهدف قاتل

القاهرة

أحمد أبو زيد

avata
أحمد أبو زيد
06 ديسمبر 2014
05391B96-2BF9-4814-A47F-FD33359962A3
+ الخط -

توج النادي الأهلي المصري بطلاً لكأس الكونفيدرالية الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) لكرة القدم لأول مرة في تاريخ الأندية المصرية، ومنح الملايين أول وآخر ابتسامة في عام 2014، عندما فاز على سيوي سبور بهدف مقابل لا شيء في لقائهما، اليوم السبت، على استاد القاهرة الدولي في إياب الدور النهائي للبطولة ليحقق لقبه القاري رقم 20 والأول له على صعيد مشاركاته في الكونفيدرالية.

وخطف عماد متعب الانتصار الثمين بتسجيله هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بعد محاولات متواصلة للتسجيل طيلة مجريات المباراة، ما ساهم في توتر أعصاب الجماهير الغفيرة التي حضرت لمؤازرة الأهلي، وظلوا فترات طويلة ينتظرون قبلة الحياة وتحقيق الانتصار الغالي.

ويدين الأهلي في انتصاره الصعب إلى جماهيره التي احتشدت بالآلاف في مدرجات كاملة العدد، تقدمتها رابطة التراس الأهلاوي التي أطلقت العشرات من الشماريخ والصواريخ، ولم تتوقف عن الهتاف طيلة المباراة لتحفيز اللاعبين على تحقيق الإنجاز، وتوج عماد متعب نفسه بطلاً منقذاً خطف الانتصار الغالي، وهو الذي يعد أحد أبناء مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للأهلي والذي تعهد فور حضوره الى القاهرة مازحاً "بقتل" لاعبيه في حالة فقدانهم اللقب القاري.

وبدأ خوان جاريدو، المدير الفني للأهلي اللقاء بتشكيلة خلت من نجمه الأول، محمود حسن تريزيجيه، وضمت كلاً من شريف إكرامين حارساً للمرمى وأمامه باسم عليأ مدافعاً أيمن ومحمد نجيب وسعد الدين سمير قلبي دفاع وشريف عبد الفضيل مدافعاً أيسر، بالإضافة الى محوري ارتكاز هما، حسام غالى وحسام عاشور، خلف ثلاثة محاور هجومية هم، رمضان صبحي ووليد سليمان وموسى يدان، خلف عماد متعب، رأس الحربة الوحيد ليعود جاريدو الى طريقته التي بدأ بها الموسم 4/2/3/1.

في المقابل اعتمد جيرفيه، المدير الفني لفريق سيوي سبور على طريقة لعب 3/6/1، واعتمد على هيرنان كرأس حربة وحيد مع اندفاعات وانطلاقات سريعة للثنائي روجيرو أسالي وكوفي كوامي من خلفه، أملاً في إحداث المباغتة عبر الهجمة المرتدة وصناعة الخطورة على مرمى بطل مصر في استاد القاهرة.

وظهر واضحاً منذ الدقيقة الأولى تأثر الفريق الأهلاوي بغياب نجمه الأول، محمود حسن تريزيجيه، للإيقاف بالإضافة الى افتقاده رأس الحربة الخطير في ظل غياب عمرو جمال رأس الحربة الذي عانى من قطع في الرباط الصليبي.

وشابت أداء الأهلي نقاط ضعف عدة، ساهمت في تأخر التسجيل والحسم، أبرزها عصبية لاعبه وليد سليمان، العقل المفكر للفريق بالإضافة الى الدفع بأبو تريكة الجديد، رمضان صبحي، لأول مرة أساسيّاً في حضور 70 ألف متفرج وسط ضغوط عصبية، لم تشهدها مسيرة اللاعب من قبل في ظل حداثة سنه، وأخيراً تُوقف الجبهة اليسرى، تماماً، عن أي دور لـ 60 دقيقة كاملة بسبب الدفع بشريف عبد الفضيل، الظهير الأيمن في هذا المركز بسبب التخوف من عدم جاهزية صبري رحيل الذي عانى من الإصابة قبلها.

وساهم في النتيجة، أيضاً، حالة الاهتزاز المعنوي الذي كان عليها الثنائي الكبير، حسام غالي، لاعب الوسط وكابتن الفريق وعماد متعب رأس الحربة، اللذان لا يزالان بعيدين عن مستواهما منذ بداية الموسم، وإن نجح متعب في خطف هدف الفوز في الوقت القاتل.

ورغم الحضور الجماهيري الكبير والدعم الهائل الذى يحصل عليه الفريق الأهلاوي، إلا أن البداية لم تكن جيدة، وفاجأ سيوي سبور الآلاف في استاد القاهرة بصناعة خطورة كبيرة على مرمى أحمد عادل عبدالمنعم، حارس البطل المصري، وعانى الأهلي منذ الدقائق الأولى من سوء حالة وليد سليمان وعصبيته التي سيطرت عليه، بالإضافة الى غياب الثقة بشكل كبير عن حسام غالي وحسام عاشور وجاء تقدمهما إلى الجانب الهجومي ضعيفاً، فيما تأثر شريف عبد الفضيل، الظهير الأيسر الجديد في هذا المركز، بعدم تأقلمه على أداء واجبات هجومية والتزامه الكامل بالجانب الدفاعي، خصوصاً في ظل مشاركته على استحياء في المباريات.

واعتمد جاريدو منذ البداية على انطلاقات موسى يدان من الجانب الأيسر ورمضان صبحي من العمق بالإضافة الى باسم على الظهير الأيمن وكراته العرضية، ولكن ما خطط له جاريدو لم يكن متوافراً على أرض الملعب، فانحصرت الكرة في منطقة الوسط مع سيطرة ميدانية لسبور الذي كاد يباغت البطل المصري بهدف في الدقيقة 9 عندما سدد أسالي كرة قوية، حوّلها أحمد عادل إلى ركنية لم تستغل، وحاول الأهلي الرد من أول هجمة منظمة قادها رمضان صبحي من الجانب الأيسر في الدقيقة 15 بفاصل مراوغة لروجيرو أسالي، ثم مرر كرة عرضية لوليد سليمان، الذى حوّلها إلى عماد متعب، الذى تعرض للشد داخل منطقة الجزاء وسقط أرضاً مطالباً بركلة جزاء، وسط إشارة من الحكم باستكمال اللعب، كما تكرر السيناريو نفسه بعدها بـ3 دقائق، عندما طالب الأهلي بلمسة يد للحارس الإيفواري خارج منطقة الجزاء قبل عماد متعب، ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب، وفي الدقيقة 25 كانت أول فرصة حقيقية للأهلي بين الثلاث خشبات، عندما سدد وليد سليمان كرة أرضية بيميناه أنقذها الحارس الإيفواري بسهولة.

وبعدها بـ 4 دقائق ظهر الفريق الإيفواري بفرصة لهيرمان، رأس الحربة الذي استقبل تمريرة من جانب أسالي، وسدد كرة قوية علت العارضة بقليل، ثم سدد ديمبلي كرة تصدت لها عارضة أحمد عادل عبد المنعم، لتحرم بطل كوت ديفوار من هدف أول، وبعدها تلقى عماد متعب كرة عرضية، كاد يسجل، ولكنه تباطأ في التسديد عند الدقيقة 39.

وفي الشوط الثاني لم يجر جاريدو أية تغييرات سوى أنه منح حرية لحسام غالي في التقدم، بالإضافة الى وضع وليد سليمان على الجانب الأيمن وتحرك رمضان صبحي من العمق مع استمرار موسى يدان في الجانب الأيسر واللجوء الى سلاح التسديد من خارج منطقة الـ 18.

وانحصرت الكرة في منطقة الوسط مع استمرار عصبية وليد سليمان، ولكن خطورة الأهلي كانت واضحة بشكل أفضل من الشوط الأول بسبب تحركات رمضان صبحي.

وفى المقابل كاد سيوي أن يفتتح التسجيل مرتين في أول 30 دقيقة من عمر الشوط كانت أخطرها عبر روجيرو أسالي وهيرنان، ولكن تصدى أحمد عادل لواحدة، ومرت أخرى فوق العارضة، وظهر تركيز جيبو، حارس مرمى سيوي سبور على إهدار الوقت بادعاء الإصابة.

وألقى خوان جاريدو بورقته المهمة، عبدالله السعيد، 29 عاماً صانع الألعاب في الدقيقة 75 بدلاً من موسى يدان مع استمرار اللعب في مثلث خلف عماد متعب، أملاً في امتلاك السعيد القدرة البدنية على الإجادة في آخر 15 دقيقة وصناعة الفارق، ومنحه حرية كاملة في منطقة الوسط، وهتفت له الجماهير بشدة أملاً في ترجيح كفة الفريق رغم غيابه الطويل.

وفى الدقيقة 77 أطلق عبدالله السعيد تسديدة قوية اصطدمت بقدم ديمبلى تحولت الى ركنية نفذها السعيد، وفشل متعب في ترجمتها إلى هدف، واشتعلت الأجواء في آخر 10 دقائق، ويشير الأسباني، خوان جاريدو، الى لاعبيه بالاندفاع إلى الهجوم بحثاً عن هدف، في المقابل كانت هناك هجمات مرتدة لسيوي خطيرة كاد منها روجيرو أن يسجل مرتين، وتعرض أحمد عادل للإصابة، واستكمل اللقاء بقدم واحدة بعد التحام قوي بديمبي مدافع سيوي، وطالب لاعبو الأهلي بركلة جزاء في الدقيقة 88، ولكن الحكم أشار باستكمال اللعب، وتهتف الجماهير المصرية "يارب" مرات عدة، مع إعلان الحكم احتساب 6 دقائق وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع ، بدأها وليد سليمان بالتسديد بعيداً عن المرمى.

وتذكر عماد متعب ذاكرة التهديف في اللحظات الحاسمة ونجح في خطف الهدف المنشود في الدقيقة الخامسة عندما حول كرة وليد سليمان العرضية إلى شباك سيوي سبور لتطلق الجماهير الشماريخ معلنة الاحتفال الكبير، ومرت الدقائق التالية بدون جديد وسط شماريخ وصواريخ بالجملة، أطلقتها الجماهير الأهلاوية حتى أطلق الحكم صفارة النهاية، معلناً تتويج الأهلي بطلاً للكونفدرالية الأفريقية.

المساهمون