لم يكن اليوم الاثنين يوما عاديا في حياة العديد من مواطني الإسكندرية، بسبب المشاكل التي تعرض لها الكثير منهم، سواء بسبب موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، أو لغرق الشوارع بمياه المطر والصرف معا، بعد تعطل العديد من محطات الصرف الصحي وخروجها من الخدمة بصورة لم تعتدها المدينة من قبل.
وشكا الأهالي من توقف الحياة، وعدم قدرتهم على الخروج من منازلهم، بسبب ارتفاع منسوب المياه وتراكمها في الشوارع وأمام مداخل المحلات التجارية ومداخل العقارات والطوابق السفلية منها، وهو ما دفع المحافظة إلى قطع المياه عن المنازل لفترات طويلة للحد من الأزمة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لشوارع المدينة الساحلية، وقد امتلأت بالمياه وتحولها إلى ما يشبه النهر، ما دفع العديد من الأهالى إلى
استخدام المراكب والقوارب والعوامات الصغيرة للمرور والسير بين العقارات التي أغرقتها مياه الأمطار والصرف الصحي.
فيما تسبب توقف العمل بمحطة الصرف الصحي "3"، والتي تجمع آلاف الأمتار المكعبة من مخلفات الصرف الصحي والزراعي والصناعي بشرق المدينة، في خروج المياه إلى الشوارع وغرقها، وتعطل المرور على طريق الكورنيش الرئيسي، وتوقف الحياة اليومية، وأغلقت معظم المحال. ودفعت المحافظة بسيارات الصرف بأعداد كبيرة فى كل الاتجاهات لتلبية بلاغات المواطنين عن تراكم المياه.
فيما تعالت صرخات قاطني منطقة ميامي وشارع خالد بن الوليد، من تعطل مصالحهم وتجاهل المسؤولين وعدم تعاطيهم مع المشكلة، بعد ارتفاع منسوب مياه الصرف في الشوارع وأمام مداخل العقارات التي منعتهم من الخروج من منازلهم.
أزمة البوتاجاز
كما تكدست أعداد من المواطنين أمام مستودعات البوتاجاز في عدد من المناطق، بسبب النقص الحاد في أسطوانات البوتاجاز، بسبب تأخر دخول السفن المحملة بالبوتاجاز إلى ميناء الإسكندرية، نتيجة الأحوال الجوية غير المستقرة.
وشكا مواطنون من استمرار الأزمة خلال فصل الشتاء، مؤكدين أن أزمة البوتاجاز تحولت من نقص الكميات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، إلى اختفائها لأيام متواصلة وصعوبة توفير الأسطوانات اللازمة لاحتياجاتهم، مما دفع عددا من المواطنين إلى اللجوء للسوق السوداء.
ومن جانبه أكد اللواء يسري عازر، رئيس شركة الصرف الصحي في المدينة، أن: "الشركة دفعت بـ30 سيارة شفط لسحب مياه الصرف الصحي بمنطقة ميامي وشارع محمد نجيب وأمام بئر مسعود، وذلك بعد ما خرجت المياه في المحطة إلى الشوارع بسبب تعطل العمل بها".
وأوضح أن: "السبب في تعطل المحطة، هو الأحمال الزائدة عليها وتشغيلها لأيام متتالية بسبب الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى توقفها عن العمل وانقطاع الكهرباء، وغرق شوارع عدة مناطق، وهو ما اضطرنا إلى اللجوء إلى قطع المياه لتخفيف الضغط على الشبكة لحين تشغيل المحطة".
وقال مبارك عبد الرحمن، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية: "إن المديرية تحاول السيطرة على الأزمة التي تفاقمت بسبب سوء الأحوال الجوية، التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، عن طريق تشكيل غرفة عمليات في المديرية، لمتابعة ومراقبة عمليات التوزيع في كل منطقة".
وأضاف: "تم إرسال عدد من السيارات المحملة بأسطوانات البوتاجاز، إلى المناطق التي تعاني من نقص في البوتاجاز، مثل أبيس ومنطقة العامرية وأبو سليمان. وبمجرد استلام مديرية التموين والتجارة الداخلية شحنة البوتاجاز المتوقفة في ميناء الإسكندرية، سيتم إنهاء المشكلة".
وأوضح أن: "هناك عددا من الأشخاص المستغلين لتلك الأزمة، تسببوا فى ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز في السوق السوداء، فضلا عن ندرتها، خاصة فى المناطق الواقعة على أطراف المدينة مثل العامرية وبرج العرب وأبو قير وريف أبيس".