باكستان: مقتل عالم الدين "أب طالبان" داخل منزله

02 نوفمبر 2018
قتل طعنا بسكين وبإطلاق النار عليه (ميتين أكتاس/الأناضول)
+ الخط -

أكدت السلطات الباكستانية الجمعة، أن المولوي سميع الحق زعيم جمعية "علماء الإسلام"، قتل داخل منزله في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد، بينما خرج أنصاره في تظاهرات حاشدة احتجاجا على مقتله.

وقالت شرطة مدينة راولبندي، إن عالم الدين المشهور بـ"أب طالبان" قتل داخل منزله في حي سكني تابع لوزارة الدفاع، بعدما عاد من تظاهرات نظمت احتجاجا على إخلاء المحكمة الباكستانية سبيل مسيحية قبل يومين، كان قد حكم عليها بالإعدام بتهمة الازدراء بالدين.

بدوره، قال حامد الحق نجل "أب طالبان"، إن والده كان وحده في منزله "بعدما خرج سائقه وحارسه لظرف ما، وعندما عادا وجداه قد قتل طعنا بالسكين، كما أطلق عليه وابل من الرصاص من مجهولين".

واعتقلت الشرطة سائق سميع الحق وحارسه، وبدأت التحقيق معهما لمعرفة ملابسات الحادث، لأنهما "عادة لا يخرجان معا"، كما نقلت الشرطة عن ذوي القتيل، و"اليوم خرجا معا وبقي وحده"، ما مكّن المهاجمين من الوصول إليه.

وذكرت الشرطة أن الرجل تلقى مؤخرا تهديدا بالقتل، لذلك طلبت الاستخبارات الباكستانية منه عدم التحرك دون حاجة ملحّة.

وبحسب بيان للشرطة فإن "المهاجمين اقتحموا المنزل عبر الجدار، ودخلوا الغرفة، فوجدوا المولوي سميع الحق في سريره، فطعنوه أولا بالسكين، قبل أن يطلقوا عليه النار".

وكان سميع الحق زعيم إحدى كبرى الجماعات الدينية في باكستان، وتخرّج معظم قيادات حركة "طالبان" في مدرسته "جامعة حقاني".

وشغل القتيل لولايتين عضوية مجلس الشيوخ، كما كان أحد الساسة المشهورين في باكستان، إذ كان له دور مهم في جميع الحكومات، وكانت معظم الجماعات الدينية في البلاد تابعة له.

وكانت الحكومة الأفغانية قد طلبت منه قبل فترة أن يقوم بدور الوسيط بينها وبين "طالبان"، كما رحب بالمفاوضات الأخيرة بين أميركا والحركة، غير أنه كان يدافع عن "طالبان" علنا، وكان يقول إن "ما تقوم به جهاد مشروع ضد المحتل".

وكان يلقب مؤسس "طالبان" الملا عمر بـ"التلميذ الوفي". 

 

في غضون ذلك، خرج مئات من أنصار المولوي سميع الحق إلى مدينة راولبندي والعاصمة إسلام آباد، احتجاجا على مقتله، بينما أعلنت الشرطة حالة التأهب القصوى "تحسبا لأي أعمال عنف".

ووقع الحادث في فترة حسّاسة جدا، إذ تشهد الساحة الباكستانية منذ أيام احتجاجات حاشدة تعطلت بسببها الحياة عقب إفراج محكمة، قبل يومين، عن مسيحية تدعى أسيا بي بي كان قد حكم عليها بالإعدام بتهمة ازدراء الدين.

وشاركت جماعة المولوي سميع الحق بقوة في التظاهرات.

دلالات