باكستان: رئيس الوزراء يدعو للتفاوض... والمعارضة متمسكة بـ"المسيرة الكبرى"

09 اغسطس 2014
خلال المواجهات بين الأمن وأنصار القادري (رنا عرفان علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، مجدداً، اليوم السبت، خلال مؤتمر قومي عقده في إسلام آباد، معارضيه إلى التفاوض، ونبذ العنف والاحتجاج. وترافقت دعوة رئيس الوزراء، مع استمرار المواجهات الشديدة بين قوات الأمن وأنصار زعيم "منهاج القرآن"، رجل الدين الصوفي، طاهر القادري، وخصوصاً في مختلف مناطق إقليم البنجاب.

وشارك في المؤتمر القومي عدد كبير من قيادات ومندوبي الأحزاب السياسية والحركات الدينية، فضلاً عن حضور قائد الجيش، الجنرال راحيل شريف، ومدير الاستخبارات، الجنرال ظهير الإسلام، وبعض الزعماء القبليين.

وشدد المؤتمر على ضرورة حل كل الخلافات الداخلية عبر الحوار. كما أطلع مدير العمليات العسكرية في الجيش الباكستاني، الجنرال أمير رياض، المشاركين على آخر مستجدات العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش حالياً في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية ضد حركة "طالبان ــ باكستان". وأكد مدير العمليات أن العملية قصمت ظهر الحركة وأن الجيش أحرز تقدماً كبيراً ضد المسلحين.

من جهته، دعا شريف، خلال كلمة له أمام المؤتمر، زعيم حركة "الإنصاف"، عمران خان، إلى التفاوض، ونبذ فكرة الاحتجاج والمسيرة الكبرى بهدف إطاحة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
وأكد شريف أنه مستعد للاجتماع بخان وبجميع القيادات الدينية والسياسية لحلحلة الأزمة الداخلية التي تواجهها باكستان حالياً. كما شدد على أن باكستان تعاني من ضعف علاقتها بدول الجوار، وأن الخلافات الداخلية قد تدفع البلاد نحو هاوية.
لكن زعيم حركة الإنصاف رفض دعوة شريف، قائلاً إن "الاحتجاج والمسيرة الكبرى في 14 من الشهر الجاري قرار نهائي، وإن زمن المفاوضات قد انقضى".

في هذه الأثناء، بدأ الأمن الباكستاني بإغلاق مداخل العاصمة الباكستانية لمنع المسيرة الكبرى، التي تستعد حركة الإنصاف والأحزاب الموالية لها لتنظيمها، من الدخول إلى إسلام آباد. لكن الأحزاب المعارضة هددت بنشر الاحتجاج في كل أرجاء البلاد، إذا ما تم منع أنصارها من الدخول إلى العاصمة. وقالت القيادية في حركة "الإنصاف"، شيرين مزاري، إن "إغلاق مداخل إسلام آباد ستكون له نتائج وخيمة، وإن تعامل الحكومة قد يدفع البلاد نحو الفوضى".

قتلى وجرحى في البنجاب

في غضون ذلك، تستمر مواجهات عنيفة بين أنصار زعيم "منهاج القرآن" و"الحركة الشعبية"، طاهر القادري، وبين الشرطة الباكستانية في مختلف مناطق إقليم البنجاب. وقد أدت الاشتباكات إلى مقتل ثمانية من أنصار القادري، وجندي من القوات الخاصة وإصابة المئات بجروح.
كما قام أنصار القادري بخطف 19 من عناصر الشرطة في كل من أتك وجهلم وشكوال. كما أحرقوا أكثر من عشر سيارات ودوريات الشرطة وقوات الأمن.

وقال وزير الإعلام في حكومة إقليم البنجاب، رانا مشهود، إن الشرطة الباكستانية اعتقلت أكثر من 500 من أنصار القادري، يُشتبه بضلوعهم في أعمال العنف. وأضاف أن مئات من عناصر الأمن أُصيبوا بجراح إثر هجوم أنصار القادري عليهم، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح لأحد بأن يعبث بأمن البلاد.

من جهته، أكد القادري، في مؤتمر صحافي أن أنصاره قد تعرضوا لاعتداء من قبل الشرطة وقوات الأمن الباكستانية. وأوضح أن الحكومة ستدفع ثمن ما وصفه بالظلم والاعتداء على المواطنين العزل، معلناً الاحتجاج والاعتصام في كل أنحاء البلاد.
كذلك، عقد القادري اجتماعاً مع قيادات الأحزاب السياسية والحركة الدينية الموالية له. وقال زعيم حزب "الرابطة لعامة المواطنين"، شيخ رشيد، عقب الاجتماع: "إننا مصممون على المضي قدماً في الاحتجاج ضد الحكومة"، واصفاً إياها بـ"الفاسدة والفاشلة".

إلى ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية نشر القوات الخاصة المعروفة محلياً بـ"رينجرز" في مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب، تحسباً لاحتجاج أنصار القادري.
كذلك أغلقت الشرطة جميع الطرق المؤدية إلى مدينة لاهور لمنع السفر إليها، والمشاركة في مراسم العزاء للذين قُتلوا من أنصار القادري في الاشتباكات مع الشرطة لدى عودة زعيمهم القادري من كندا خلال الشهر الماضي. ويتوقع أن يعلن القادري، عن مسيرة كبرى ضد الحكومة في يوم العزاء، أي غداً الأحد.