باكستان: المدارس الدينية تتهم الحكومة بعرقلة عملها

31 مارس 2019
ينتقدون تعميم تهمة الإرهاب على تلك المدارس (Getty)
+ الخط -


اتهم مجلس "وفاق المدارس العربية" الحكومة الباكستانية بأنها تعمل على إضعاف المدارس الدينية في باكستان، وتخلق لها المشاكل والعقبات، نتيجة الضغوطات الخارجية عليها، مشددا على أن المدارس الدينية لا ولن تكون خطرًا على أمن المنطقة وباكستان، بل إنها ساهمت إلى حد كبير في إحلال الأمن في المنطقة وبث رسالة السلام.

وقال الأمين العام للمجلس، القاضي عبد الرشيد، في مؤتمر صحافي مشترك مع العديد من علماء الدين، إن المجلس من أكبر المنظمات التعليمية في باكستان، إذ تعمل تحت إدارته أكثر من 20 ألف مدرسة في باكستان، ويدرس فيها أكثر من مليونين ونصف المليون طالبة وطالب، كما أن لها وجوداً في جميع أقاليم باكستان، بما فيها جلجت بلتستان والشطر الهندي من إقليم كشمير، مشيرا إلى أن مجلس "وفاق المدارس العربية" مظلة لتوحيد صف العلماء وللحفاظ على أمن باكستان.

وأضاف القاضي أن المدارس الدينية تسهل طريق التعليم لأبناء الفقراء في أنحاء باكستان، وأنها تقضي على النظام الطبقي في مجال التعليم، إذ بفضل تلك المدارس أصبح بإمكان أبناء وبنات الطبقة الفقيرة الدراسة بعد أن كانوا محرومين من التعليم، وكانت المدارس متوفرة لأبناء الأثرياء وحدهم.

وذكر القاضي أن المدارس الدينية ضامنة لأمن وسلامة البلاد، وهي تسعى أيضاً لنشر رسالة السلام في ربوع العالم، غير أن الحكومة الباكستانية تنظر إليها نظرة الشك وتخلق لها مشاكل متعددة الأنواع والأشكال، لافتاً إلى أن السلطات تسعى للربط بين ظاهرة الإرهاب والمدارس الدينية وهو أمر مؤسف للغاية.

من جانبه، قال المولانا سعيد يوسف، أحد علماء الدين المشهورين، "إننا ندعو العالم بأجمعه الذي يتهمنا في الفترة الأخيرة بالإرهاب أن يطلع على مناهجنا وعلى ما يدور في المدارس الدينية، وإذا طلبت منا المعلومات الكافية نحن حاضرون للتعاون على جميع الأصعدة ومن دون أي تردد"، مشيرا إلى أن "أشخاصا من المدارس الدينية ضالعون في الإرهاب ولكن أن نعمم ذلك ونحمل جميع المدارس الدينية المسؤولية فهذا ظلم وضيم".

وسبق لوزير الإعلام الباكستاني فواد شودري أن أكد أن مناهج المدارس الدينية أتت من الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن جامعة أميركية وضعت مناهج المدارس الدينية في باكستان إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان.

وذكر الوزير في بيان صحافي في 27 مارس/ آذار الحالي أن مناهج المدارس الدينية في باكستان وضعتها جامعة نيبراسكا، وحينها أسست التنظيمات الجهادية لقتال الروس في 1980.

يشار إلى أن السلطات الباكستانية أطلقت حملة أمنية ضد الجماعات المحظورة بعد هجوم انتحاري على القوات الهندية يوم 14 فبراير/ شباط الماضي في إقليم كمشير، وداهمت مدارس دينية عديدة واعتقلت بعض الأساتذة فيها، ما أدى إلى إثارة حفيظة علماء الدين وإدارات تلك المدارس.

وقال المولوي فضل الرحمن زعيم جمعية علماء الإسلام، أكبر الأحزاب الدينية في البلاد، قبل أيام في مؤتمر صحافي في مدينة بنو إلى الشمال الغربي من باكستان، إأن الحكومة تقود حملة ضد المدارس بإشارة أميركية.