باكستان: الجيش يسيطر على 80% من عاصمة شمال وزيرستان

11 يوليو 2014
حقّق الجيش في ميرانشاه نجاحاً كبيراً (أمير قريشي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
بعد أسبوع تقريباً من إعلان الهجوم البري ضد حركة "طالبان" ومقاتلين أجانب، في وزيرستان، تمكن الجيش الباكستاني من استعادة السيطرة على 80 في المئة من مدينة ميرانشاه، عاصمة إقليم شمال وزيرستان القبلي. وأعلن الجيش إنهاء "هيمنة طالبان ومسلّحي تنظيم القاعدة، ومقاتلين أوزبك على ميرانشاه، كبرى مدن وزيرستان". 

وأكد قائد عملية وزيرستان، الجنرال ظفر الله ختك، في مؤتمر صحافي مشترك مع المتحدث باسم الجيش الجنرال عاصم باجوه، في ميرانشاه، أن "عملية (ضرب العصب)، التي يشنّها الجيش منذ 15 مايو/ أيار الماضي، أسفرت عن مقتل 400 مسلّح، و20 جندياً باكستانياً".

وأوضح أن "قوات الجيش أنهت هيمنة طالبان وتنظيم القاعدة على مدينة ميرانشاه، وأن الآثار الموجودة هنا تشير إلى أن المدينة كانت مقراً لمسلّحي القاعدة، ومقاتلين أوزبك". ولفت إلى أن "الجيش دمّر أكثر من 100 مخبأ للمسلحين، و13 مصنعاً للمتفجرات والأحزمة الناسفة".

بدوره، قال باجوه إن "الجيش أقام أكثر من 250 حاجزاً في المناطق التي استعادها من قبضة طالبان"، مؤكداً أنه "سيقوم بالتعاون مع القبائل، باستئصال جذور الحركات المسلّحة التي تخلّ بأمن البلاد واستقرارها".
ونظّم الجيش رحلة لبعض الوسائل الاعلامية إلى المناطق التي استعادها من "طالبان"، وظهرت آثار الدمار في بعض شوارع المدينة وطرقاتها، ومعظمها بسبب القصف الجوي. كما عرض أنواعاً مختلفة من المتفجرات والأحزمة الناسفة، التي تركها مسلّحو "طالبان" وراءهم. وأشار مصدر عسكري الى أن "الجيش عثر على 13 طناً من المتفجرات، حتى الآن".

وفي السياق، رأى المحلل الأمني وخبير الشؤون القبلية، شفاعت خان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "إعلان الجيش عن استعادة السيطرة على ميرانشاه، يُعدّ خطوة مهمة، لكن المواجهات الحقيقية بين الطرفين لم تكن متوقعة في ميرانشاه، بل في المناطق الجبلية النائية من وزيرستان، التي لاذ إليها المسلّحون قبل بدء العملية".

غير أن القيادي في حزب "عوامي القومي" البشتوني، وزير الإعلام سابقاً في حكومة إقليم خیبر بختونخوا، ميا إفتخار حسين، جزم بأن "ميرانشاه تُعتبر المعقل الرئيسي لطالبان"، ووصف إعلان الجيش عن استعادة السيطرة عليها بـ"التطور المهم للغاية".
وتجدّد القصف ليل الخميس، ما أدى إلى مقتل 13 مسلحاً، وتدمير ثلاثة من مواقعهم، بحسب بيان الجيش الباكستاني.

وتزامنت تطورات عملية "ضرب العصب" ضد "طالبان"، مع غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في منطقة دته خيل، في إقليم شمال وزيرستان. وأوضحت مصادر قبلية أن "الطائرة الأميركية استهدفت منزلاً قبلياً وسيارة متوقفة أمامه، وخلّفت ستة قتلى".
من جهتها، أعربت الخارجية الباكستانية عن قلقها إزاء استمرار الغارات الأميركية على الأراضي الباكستانية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم أسلم، إن "تواصل الغارات الأميركية سينعكس سلباً على عملية الجيش الباكستاني في شمال وزيرستان".
إلى ذلك، هاجم عشرات المسلحين ثكنة تابعة للقوات شبه العسكرية الباكستانية، في منطقة لورلاي بإقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان. ودارت مواجهات عنيفة بين المهاجمين وعناصر القوات شبه العسكرية، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود. وقال مصدر أمني: "إن المهاجمين تمكنوا من الفرار، لكن القوات تطاردهم".
المساهمون