يواجه المرضى صعوبات جمّة بعد دخول احتجاج الأطباء وإضرابهم عن العمل في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان يومه الثالث. وامتدت الاحتجاجات إلى مدن عدة بعد سقوط عدد من الجرحى خلال مواجهات بين المحتجين ورجال الأمن الذين تصدوا لهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الأطباء المحتجين وبين رجال الأمن عندما حاول الأطباء الوصول إلى أمام مقر الحكومة المحلية، ولكن الشرطة الباكستانية تصدت لهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع. وأدت المواجهات إلى إصابة ما يزيد عن عشرة أطباء، أحدهم في حالة خطرة تم نقله إلى مدينة كراتشي جنوب البلاد، لتلقي العلاج.
كما اعتقلت الشرطة 20 ممن كانوا يقودون الاحتجاجات. وأدت الاعتقالات والإصابات في صفوف الأطباء إلى توسيع رقعة الإضراب ليشمل جميع مدن إقليم بلوشستان، الأمر الذي أدى إلى تعاظم مصاعب عامة المواطنين الذين يأتون بمرضاهم إلى المستشفيات.
حفيظ منغل أحد المواطنين الذي أتى بأمّه من مدينة سبي النائية إلى مدينة كويتا، لم يستطع توفير العلاج لها نتيجة إضراب الأطباء عن العمل، وهو الآن يتنقل من مستشفى إلى آخر، عله يحظى برحمة الجهات المعالجة.
ويضيف الشاب الثلاثيني، أن المستشفيات الحكومية لا تستقبل المرضى بسبب الإضراب والاحتجاج، بينما العلاج في العيادات الخاصة غال. كما يعرب الرجل عن خيبة أمله بعد أن صرف جلّ ما أتى به من المال في الفنادق، إذ أن المستشفيات لا تسمح لهم بالمبيت داخلها.
من جانبه، يؤكد رئيس نقابة الأطباء حفيظ الله أن الاحتجاج السلمي تحول إلى مواجهات بعدما استخدمت الشرطة القوة مع المحتجين، وأن اجتماعاً للنقابة قرر مواصلة الإضراب عن العمل في كافة المستشفيات الحكومية بإقليم بلوشستان، مشدداً على أن "الإضراب سيستمر حتى تقبل الحكومة مطالبنا".
وتمثل زيادة الرواتب وتأمين جميع حقوق الأطباء التي وعدت الحكومة بها، بالإضافة إلى توفير المساكن الوظيفية، أبرز مطالب الأطباء.
بدوره، أوضح رئيس الحكومة المحلية بإقليم بلوشستان ثناء الله خان زهري أن الحكومة تجري التحقيق بشأن قضية استخدام الشرطة القوة مع المحتجين، وأنها شكلت لجنة بزعامة وزير الداخلية في الحكومة المحلية سرفراز بغتي لدراسة القضية والوصول إلى حل المعضلة.