باص كلية الصيدلة.. مكابح طائرات الإنقاذ

10 فبراير 2017
(تصوير: وولفغانغ كاهلر)
+ الخط -

التاريخ، الإثنين 17 فبراير 2014، أي منذ ثلاث سنوات تمامًا، في مثل هذا التوقيت والظرف المناخي، استيقظ المصريون المتابعون لمواقع التواصل الاجتماعي، على معلومة نشرها مجموعة أصدقاء عن اختفاء ثمانية أشخاص، من بينهم المخرج المصري الشاب محمد رمضان.

الثمانية اختفوا، خلال رحلتهم إلى جبال سانت كاترين المصرية، ونظرًا لسوء الأحوال الجوية فإن سيناريوهات السوء الذي قد يصيبهم قد ارتفعت، وهو ما دفع أصدقاءهم إلى المطالبة بضرورة تدخل طيران القوات المسلحة، للكشف عن أماكن المختفين.

ساعة بعد ساعة، الأمر يزداد غموضًا وأدلاء البدو يحاولون المساعدة، انقضت 48 ساعة، حتى أعلنت الصحف في الأربعاء 19 فبراير 2014، العثور على جثة المخرج الشاب، وثلاثة آخرين، وأن الطائرات الآن تمشط المنطقة، بمساعدة البدو، بعد مواجهة المفقودين عاصفةً ثلجية، أودت بحياتهم.

المتحدث العسكري، أحمد محمد علي، حينئذ، قال، إن عناصر من الجيش الثالث الميداني، وقوات حرس الحدود، عثرت على الجثث في منطقة صخرية لا يتحرك خلالها الطيران.

بالسطور السابقة انطوت القصة، ومعها كل مشاعر الغضب التي انتابت المجموعة القريبة من رمضان ورفاقه، وخمدت كل الدعوات لاستخدام الإسعاف الطائر في الوقت المناسب، فلو استخدمناه لاختلفت النتيجة، بحسب الغاضبين.

بين الثالث والرابع من فبراير 2017، كانت دعوات غاضبة مماثلة قد عمت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، بعد توارد أنباء عن انقلاب باص سياحي في نوبيع، يقل عددًا من طلاب كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، واستقبال مستشفى سموحة الجامعي لـ 34 حالة من مصابي الحادث، إضافة إلى 4 جثامين، بينهم ثلاثة أشقاء.

الدعوات الغاضبة، طالبت بنقل المصابين بطائرات عسكرية، تحت وسم #انقلوهم_بالطيارة، لسرعة إنقاذهم، خصوصًا مع تصاعد القصص التي تقول، إن المصابين في حالة خطرة ويستلزم نقلهم فورًا بالطائرة.

ما زاد الأمر سوءًا، هو أن الطائرات العسكرية نقلت الجثامين من مستشفى شرم الشيخ العام إلى مطار برج العرب، بينما تولى نقل المصابين 22 سيارة إسعاف مجهزة، لنقلهم إلى نفس المكان.

التبرير الذي حملته وسائل الإعلام لذلك، هو عدم استقرار حالة المصابين الصحية. بحسب الدكتور هشام جابر، نائب رئيس جامعة الإسكندرية في تصريحات صحافية له، فمن المقرر إجراء ست جراحات عاجلة لمصابين، مع وجود حالة واحدة داخل العناية المركزة بالمستشفى، لافتًا إلى استقرار جميع حالات المصابين.

بحسب جابر أيضًا، فإن فريقًا طبيًا أخضع جميع المصابين لفحص طبي شامل، لأكثر من ست ساعات متواصلة، وتنوعت الإصابات لما يزيد عن 27 حالة، بين إصابات بالعين، وكسور، وكدمات وجروح سطحية.

من بين الغضب والخوف، استطاعت أسرة وحيدة، تحركت إلى موقع الحادث، نقل ابنتها بمعرفتها، والتي أصيبت جراء الحادثة بكسر في الفخذ، ثم استقبلها مستشفى سموحة بالإسكندرية.

عصام الدين أبو غنيمة، أمين مساعد اللجنة الفنية لاتحاد طلبة كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وأحد الناجين من الحادث، يروي لـ "جيل" القصة كما رآها وعاشها، يقول: "نحن مجموعة شبابية قررنا تنظيم رحلة، اتفقنا مع شركة رحلات سياحية، على أن تكون مسؤولة عن النقل وحجز الفنادق".

يتابع أبو غنيمة: "كانت وسيلة النقل المتفق عليها، "أتوبيسات مرسيدس 600"، لكن فوجئنا يومها بتبديل شركة السياحة للأتوبيسات لطراز أقل وهو مرسيدس 500. هذا هو الخلاف الأول بحسب أبو غنيمة، لفارق السعر والجودة بين الطرازين".

بعد تحرك الرحلة وتحديدًا عند طابا، ظهرت المشكلة التالية، وهي أن المكابح تعطلت، الأمر الذي وصفه سائق الحافلة بالبسيط، وتعهد عندها بإصلاحه في مدينة شرم الشيخ المصرية.

بعد استقرارهم في الفندق، ولا يزال الحديث على لسان أبو غنيمة، عاد الطلاب لاستكمال رحلتهم، لكن الطرق كانت شديدة الانحدار، حارة واحدة للاتجاهين، يفصل بينهما خط على الأرض، وعند منحدر أخير كتب قبله "ممنوع استخدام المكابح"، انقلبت الحافلة.

يرى أبو غنيمة، وهو أحد منظمي الرحلة، أن المسؤولية تقع كاملة على شركة السياحة التي قررت تغيير طراز الحافلة، إضافة إلى تكليف سائق لا يعرف الطرق، رغم كونه حاول بكل الطرق إنقاذهم.

المسؤولية التالية تقع حسب أبو غنيمة، على المستشفيات غير المجهزة لما بعد استقبال حالات الطوارئ، التي لم يتحرك مسؤولوها إلا بعد إثارة الضجة، وأكبر مثال حالة زميلة تدعى غادة، والتي شُخصت بشرم الشيخ على أنها حالة كسر بسيطة بالحوض، ثم كانت المفاجأة عندما نُقلت لمستشفى آخر، فكان التشخيص نزيف داخلي وتجمع دموي بالبطن.

المساهمون