باسم وعبد العاطي..من يربح "الكفتة"

لم يعد حضور الإعلامي المصري الساخر، باسم يوسف، مصحوباً بالجدل والابتسامة معاً فقط، لكنه، وفقاً لمتابعين، صار أيضاً مؤشراً لمواقف إعلامية وسياسية تستحق الرصد.

إذ نشرت مواقع إخبارية بكثافة واضحة، تغريدات باسم الأخيرة، حول علاج "الفيروس سي" و"الإيدز" من خلال تحويل الفيروس إلى "كفتة" يتناولها المريض.

 المواقع الموالية للنظام، تعاملت مع الموضوع، على أنه مباراة بين باسم واللواء إبراهيم عبد العاطي مدعي الاختراع الغريب... مباراة تنتظر من يفوز بها في النهاية. وساهم الناشطون على مواقع التواصل بدور بارز في نشر تغريدات باسم ومقاطع الفيديو الخاصة بحلقاته السابقة، مرحبين بجولة جديدة من الصراع المعلوم النتائج مسبقاً لصالح باسم يوسف كما حدث في الجولات السابقة. إذ كانت النتيجة تأجيل الإعلان عن الاختراع من قبل الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة. 

وسخر أحدهم من تحدى باسم لعبد العاطي، وقال: "قلبي حاسس إن باسم يوسف هيعمل حلقة على يوتيوب يوم 31/12 ويحطّ على عبد العاطي كفتة"، وفسر آخر تبني باسم لقضية عبد العاطي على وجه الخصوص، فقال: "#باسم_يوسف بيذكر المصريين في ميعادهم مع عبد العاطي كفتة، هو اتنصب على المصريين بحاجات كثير، بس شكله باسم واخد موضوع الكفتة بشكل شخصي لأنه طبيب". 

يحدث ذلك، قبل أيام من اليوم الموعود الذي بشّر به عبد العاطي، كل المرضى بالشفاء الكامل من "فيروس سي" و"الإيدز"، والجميع في انتظار الإنجاز الذي سالت له دموع السيسي أثناء الاستماع للشرح التفصيلي من قبل مخترعه. وسال له لعاب المرضى الذين عانوا من الإهمال والمعاناة، وروّج له الإعلام الموالي للنظام على أنه ثاني أهم الاختراعات للبشرية بعد النار، إنه علاج "الكفتة" الشهير. 

فرغم عدم تحمل نظام السيسي لحلقة واحدة من سخرية باسم يوسف، وحجبه عن الظهور، ورغم غيابه القسري عن الشاشة، إلا أن الإعلامي الساخر لم ينس أنه طبيب في الأصل، ولم ينس معركته مع اللواء عبد العاطي مخترع جهاز علاج الفيروسات، وأعلن تحديه لصاحب الاختراع، وأرسل له رسالة تذكره بالتحدي قائلا: "في انتظارك يا غالي"، وذلك عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر، وقام بإرفاق حلقات سابقة من "البرنامج" عن اختراع الكفتة مع الرسالة. 

ولم تصب أسهم باسم يوسف اللواء عبد العاطي فقط، بل وسع الدائرة لتشمل آخرين. وشن هجوماً على الإعلام الموالي للسيسي، وذكّر المتابعين له بمن قام بالتطبيل والتهليل للاختراع، وقال في تغريدة أخرى: "تذكروا الإعلاميين والمسؤولين والأطباء اللي روّجوا للعلاج".

وخاطب باسم المصريين، قائلاً في تغريدة أخرى: "شوفوا الفيديو وتذكروا من قال موتوا بفيروساتكم، مش عاوزين نسمع صوتكم، اللي يشكك في العلاج يبقى خاين". ليصرّ باسم على توسيع رقعة معركته وتصعيدها، مع يقينه بعدم قدرة خصومه على رد طعناته "التويترية"، لأنهم تيقنوا أن علاج الكفتة "طلع فنكوش". وأكبر دليل عدم ذكر اسم اللواء عبد العاطي خلال عيد العلم الذي مر منذ  أيام عدة، وقام السيسي بنفسه بحضور احتفاله، وتكريم من لهم علاقة بالعلم، وبالطبع لم يكن مخترع علاج "الكفتة" منهم.