بازارات

07 ديسمبر 2015
أحمد الحياني/ المغرب
+ الخط -

يبدو أن الأمر لا يختلف كثيراً. سواءً في بيروت أو الدوحة أو القاهرة أو الجزائر؛ لا تعدو معارض الكتاب أن تكون محض بازارات كبيرة للبيع والشراء.

نعم، الكتاب سلعةٌ كغيره من السلع: تخضع لمنطق الاقتصاد، ورواجُها محرّك رئيسي في عملية النشر، وربّما في العملية الثقافية برمّتها. لكن العيب أن يقتصر الأمر على الجانب التجاري، بما أن القارئ بإمكانه اقتناء الكتاب الذي يريد من أية مكتبة في بقية أيام السنة.

هكذا، بتنا نسمع اللغة نفسها، من المغرب إلى عُمان، تلك اللغة المُستعارة من أفواه السياسيين؛ لغةٌ مستهلكة تُطنب في الحديث عن "الإنجازات"، وتختزلها في أرقام كثيرة الأصفار: عشرات البلدان، مئات الناشرين، ملايين الزوّار. ثمّ ماذا؟

ما الذي أضافته كلّ تلك الأرقام إلى مشاهدنا الثقافية البائسة؟ معرض فرانكفورت نفسه لا يتجاوز عددُ زائريه سنوياً 300 ألف. لكن ذلك لم يمنع من احتفاظه بمكانته كأهم معرض للكتاب في العالم.

هل علينا أن نجترح الأسئلة نفسها كلّ مرّة عن أسباب هذه الحالة العامّة؟ لعلّ ذلك لم يعُد مُجدياً. ربما لم يبق لنا إلا أن نتساءل عمَّا إذا كان القائمون على هذه التظاهرات (الحكومية في الغالب) على وعي وإدراك بما يقومون به، أم أنّهم يدخلون إلى بيوتهم منتشين بعد أن يسمعونا أرقامهم في نهاية كل تظاهرة؟


اقرأ أيضاً: 
معرض الجزائر: هذا الكتاب ذلك الخلل البنيوي

المساهمون