باريس تجنّبت إحراج السيسي خلال زيارته وتنتظر انتخابات 2015

26 نوفمبر 2014
فرنسا يهمها عدم إزعاج القاهرة (Getty)
+ الخط -

 

 

ساهمت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا ومباحثاته مع كبار المسؤولين، وفي مقدمهم الرئيس فرانسوا هولاند في إعادة الدفء في العلاقات بين باريس والقاهرة، في وقت أكدت فيه أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن "فرنسا يهمها في هذه المرحلة عدم إحراج أو إزعاج القاهرة في ضوء المواقف التي كانت قد اتخذتها باريس في السابق بشأن الانقلاب والتطورات السابقة".

وأكّد الرئيس الفرنسي، أن "مصر هي شريك هام لفرنسا وصديقة لها، وتربطنا بها علاقة وأمل وتقدير مشترك لتوازن العالم"، في محاولة لوضع حد للتوتر السابق في العلاقات بين البلدين وتجاوز الموقف الذي كانت قد اتخذته باريس بالنسبة للانقلاب.

وأشار هولاند إلى ضرورة "مضي القاهرة في المسيرة الانتقالية الديمقراطية فهي مرت بظروف صعبة، ومن الهام مواصلة المسيرة السياسية".

وجرى التوقيع، خلال الزيارة، على عدد من الاتفاقيات في مجالات عديدة، كالتنمية ومشروع للمترو والسياحة والتسلح.

وأعرب الرئيسان، في مؤتمر صحافي مقتضب مشترك، عن "تطابق في وجهات النظر حول عدد من الملفات، ومن بينها موضوع مكافحة الإرهاب". وقال هولاند: "أذكر بأن مصر تواجه حركات إرهابية من دول مجاورة لها".

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "ضرورة عمل كل شيء من أجل مواجهة المتطرفين كما حدث في جنوب سيناء".

وحول غزة والملف الفلسطيني، شكر هولاند، السيسي على جهود الوساطة التي قام بها مع الأطراف. كما أكد "الرئيسان على ضرورة التوصل إلى حل يقوم على أساس دولتين".

كما حضر الملف الليبي في المباحثات. وأشار هولاند والسيسي، إلى"أنهما يتشاركان المخاوف". وقال السيسي: "هناك بيئة خصبة للجماعات التكفيرية، واتفقنا على ضرورة وقف النزيف ودعم الشرعية، وفرنسا ومصر تريدان دعم الشعب الليبي الذي يعود له الحق في الإدلاء بخياراته، وإرساء الحوار بين الأطراف".

كما تطرق الرئيسان إلى الوضع في سورية والعراق. وقال السيسي إن "المباحثات عكست تفاهما حول ضرورة التوصل إلى حل سياسي يضع حدا للدماء، ويحمي المؤسسات ويؤمن للمرحلة السياسية الانتقالية"، كما كشف الرئيس المصري أن "هولاند سيقوم بزيارة رسمية إلى مصر في شهر أغسطس/آب المقبل. كما أعلن هولاند عن تنظيم فرنسا لموسم ثقافي مصري عام 2018".

وكان شارع فرانكلين روزفيلت، القريب من جادة الشانزيليزييه، قد شهد مظاهرة معارضة لزيارة السيسي، وتدخلت قوى الأمن الفرنسي للتهدئة.

وفي السياق نفسه، أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن "فرنسا يهمها في هذه المرحلة عدم إحراج أو إزعاج القاهرة في ضوء المواقف التي كانت اتخذتها باريس في السابق، بشأن الانقلاب والتطورات السابقة". وأضافت أن "باريس تسعى في تحسين العلاقة، وتعتبر أن اللحظة والمرحلة حساسة وصعبة، وينبغي مساعدة القاهرة".

لكن المصادر، تشدّد في الوقت نفسه "على ضرورة أن تتم الانتخابات التشريعية عام 2015 في مصر بشفافية"، كما تؤكد "على ضرورة المضي بالمسيرة الديمقراطية وبالمرحلة الانتقالية ضمن خريطة الطريق".

وترى المصادر كذلك، فيما يخص انتخابات 2115، أن "فرنسا تجد أن من حق الإخوان المسلمين أن يترشحوا لهذه الانتخابات، وأنها لاتعتبر حركة الإخوان، إرهابية".

المساهمون