باحث مغربي يقترح أداء صلوات الجماعة "عن بعد"

11 ابريل 2020
الإجراءات الوقائية تمنع الصلاة بالمساجد (فاضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -
في سابقة من نوعها، دعا باحث مغربي إلى التفكير في إمكانية اللجوء إلى إقامة صلاة الجماعة عن بعد، وصلاة الجمعة، وذلك من أجل توطيد أواصر التضامن الروحي والديني، بما يكفل في الوقت نفسه عدم التجمع، وذلك في إطار جهود الوقاية من فيروس كورونا الجديد في المغرب.

واقترح الباحث المغربي، محمد شقير، أداء صلاة الجماعة بشكل افتراضي على غرار "التعليم عن بعد" أو "العمل عن بعد" في بعض القطاعات، خصوصاً أنّ أذان جميع الصلوات ما زال قائماً. واعتبر في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ من شأن صلاة الجماعة الافتراضية أن "تزيد من القوة النفسية والدينية لمواجهة هذا الدخيل المتفشي".

تابع الباحث المغربي الحديث عن مقترحه المثير للجدال بالقول: "يمكن اختيار مسجد بالعاصمة تنقل فيه عن طريق القناة الأولى وإذاعة محمد السادس مراسيم كلّ صلاة من هذه الصلوات، بإمام خاص ومأموم يقف وراءه على بعد المسافة التي تحددها التدابير الاحترازية وبعض المصلين المختارين لهذا الغرض، إذ يؤدي كلّ مصلٍّ في بيته وبمفرده الصلاة كأنّه يؤدي صلاته معهم، وبذلك تكون كلّ جموع المصلين من داخل بيوتهم كأنّهم يؤدون صلاة جماعة مشتركة تتجاوز حدود جدران المساجد، ما سيخلق بالطبع شعوراً دينياً جماعياً، وإحساساً روحياً مشتركاً قد يعوض بلا شك التلاحم الجسدي التقليدي".



ورأى شقير أنّه على المنوال نفسه، يُمكن أن تُنقل صلاة الجمعة بطقوس قراءة القرآن والأذان الثلاثي وكذلك خطبة الإمام على القنوات التلفزيونية والإذاعية، لكي يتابعها كلّ مصلٍّ في بيته وبمفرده، ويقوم بعد ذلك بالصلاة وراء الإمام، معتبراً أنّ ذلك "سيخلق بلا شك وشيجة روحية تجعل المصلين وهم عاكفون في بيوتهم كأنّهم يؤدون صلاة جمعة موحدة ومشتركة في كلّ ربوع المملكة".

وفي الوقت الذي يسود فيه قلق في صفوف المغاربة من أن يحرموا من الأجواء الروحانية المعتادة في شهر رمضان، لفت شقير إلى إمكانية اللجوء إلى "الصلاة عن بعد" في حال منع صلاة التراويح والفجر، وقيام الليل بالمساجد، جراء تمديد فترة الحجر الصحي.

وأضاف: "إذا ما تم تمديد حالة الطوارئ إلى رمضان فسيكون الأمر ملحاً للجوء إلى هذه الصلاة الافتراضية، وحينها يمكن الملك أن يرأس بعض الصلوات كصلاة الجمعة أو التراويح بصفته أميراً للمؤمنين، وأن تنقل تلك الصلوات عبر القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، ويتتبعها الناس كأنّها صلاة جماعة على صعيد المملكة، وهذا يزيد من التلاحم الروحي".



وكانت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى، قد أفتت في 12 مارس/ آذار الماضي، بضرورة إغلاق أبواب المساجد في المملكة خلال كلّ الصلوات اليومية الخمس وصلاة الجمعة، مع استمرار رفع الأذان. بلاغ المجلس العلمي الأعلى قال إنّ "هذا الإجراء لن يستمر، وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي".
كذلك، شدد المجلس على أنّ الفتوى "تأتي نظراً للضرر الفادح الناجم عن الوباء الذي يجتاح العالم، واعتباراً لما صدر من توجيهات من الجهات المختصة، بما فيها وزارة الصحة، بهدف الحرص على الوقاية من الفيروس بإغلاق أماكن عامة وخاصة".