وقال بارمين، في ختام ندوة "السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، صناعة سلام أم مفاقمة نزاعات"، اليوم الإثنين، إنه "بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بات على روسيا تقديم الرواية أو الخطة البديلة"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "روسيا اعترفت، وللمرة الأولى في إبريل/ نيسان 2017، بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل"، مضيفا "هذا لم تقل به روسيا من قبل".
وشدد الباحث الروسي على أن "إسرائيل تعد من أقوى حلفاء روسيا في المنطقة، بغض النظر عن السياسة التي تنتهجها بشأن القضية الفلسطينية"، لافتا إلى رفض "إسرائيل جهود الوساطة التي قامت بها موسكو لجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي الجهود التي لم تنجح بسبب الرفض الإسرائيلي، والذي لم يؤثر على علاقات موسكو مع تل أبيب".
وأضاف أن "قنوات الاتصال بين الفلسطينيين وروسيا مفتوحة، والدعم المالي الروسي للسلطة الفلسطينية مستمر، وإن كان محدودا، وروسيا في وضعية جيدة للعمل مع الفلسطينيين، لكنها بانتظار أن ترى ما هي الخطة الأميركية (صفقة القرن)، وحينها ستتصرف".
وكان الباحث محمد الشرقاوي قد اعتبر أن "بإمكان روسيا أن تساهم في تسوية الصراع العربي الإسرائيلي، بإعلان مبادرة تعيد الاعتبار للقدس، وللاجئين الفلسطينيين"، وقال إن "على موسكو أن تتحرك في الاتجاه المعاكس بعد 25 عاما من اتفاق أوسلو الذي فشل، من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول القدس يكون منطلقا لحل جميع القضايا"، مضيفا أن "المبادرة الروسية يجب أن تقوم على حل الدولتين، وتقدم موضوع القدس وموضوع حل الدولتين، باعتبارهما مفتاحا لهذه المرحلة".
وفي الجلسة التي ناقشت "ما بعد الصراع في سورية: آفاق التعاون"، أبدى الباحث الروسي فلاديمير سازين تشاؤما حول مستقبل سورية، إذ تحدث عن "وجود تناقضات كثيرة بشأن سورية حتى داخل المعسكر الواحد، رغم إعلان جميع الدول تمسكها بوحدة سورية"، مضيفا "وحدة الأراضي السورية غير واضحة حتى الساعة"، وهو يرى أن سورية اليوم أربعة أجزاء، متوقعا أن تستمر أوضاعها السيئة لسنوات.
ورجح الباحث مروان قبلان، في الجلسة نفسها، وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية، وليس بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، و"إن لم تصل هذه المواجهة إلى الحرب بينهما".
وأوضح قبلان أن "المرحلة الراهنة في سورية أن كل طرف يحاول أن يعزز وجوده في المناطق التي يسيطر عليها"، مبرزا أن "هناك خطوطا واضحة ومرسومة للصراع في سورية بين الولايات المتحدة وروسيا، وشرق الفرات خرجت من الصراع، بعد سيطرة القوات الأميركية على المنطقة، والصراع يدور الآن على المناطق الواقعة غرب الفرات"، مبرزا أنه لا يتوقع تصعيدا أكبر من الموجود حاليا.