باتيستوتا (نجم صنع نفسه 8).. حرب باساريلا وباتي غول

28 يوليو 2015
باتيستوتا والتألق العالمي (العربي الجديد)
+ الخط -
"حينما كنا نلعب في بطولة الدوري مع بوكا، أبلغني ألفيو باسيلي بأنه سيستدعيني للفريق الذي سيشارك في بطولة كوبا أميركا. هذا الخبر كان مفرحا للغاية بالنسبة لي، إنه شيء ضخم ويحقق لي أحد أحلامي الكبرى، وما حدث بعدها لا يمكن مقارنته بأي شيء آخر".

هذه كانت تصريحات غابرييل باتيستوتا، حينما تلقى استدعاء المنتخب الذي ظل يحلم به كثيرا للدفاع عن ألوان قميص المنتخب الأرجنتيني، والذي يعد شرفا بالنسبة لأي لاعب، خاصة من يحملون مواصفات "باتي". وجاء انضمام باتيستوتا للمنتخب حينما كانت مسيرته في لحظة صعود مع بوكا جونيورز تحت قيادة الأوروغواياني أوسكار واشنطن تاباريز، ولكنه لم يكن حينها لاعبا لا يمكن الاستغناء عنه.

ارتدى باتيستوتا، في 27 يونيو 1991، قميص المنتخب الأرجنتيني لأول مرة، وكان في كلاسيكو أميركا اللاتينية أمام البرازيل، ولكنها كانت مباراة ودية، حيث انتهت بالتعادل بهدف لمثله. لم يخيب باتيستوتا ظن باسيلي بالمرة في كوبا أميركا 1991، حيث نجح في قيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب، بل وحصل على لقب هداف البطولة، ليدخل بصورة كاملة ونهائية في قلب عشاق المنتخب الأرجنتيني.

حكاية باتيستوتا مع منتخب الـ"ألبيسيلسيتي" مليئة بفصول المجد، مثل حصوله على لقب الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني، وكأس الملك فهد (كأس القارات حاليا) في 1993، وأيضا كوبا أميركا في نسخة 1993.

على الرغم من هذا، توجد صفحة حزينة متكررة في قصة باتيستوتا مع المنتخب، وهي كأس العالم، حيث كانت مشاركته الأولى في مونديال 1994 والذي كان مارادونا استبعد منه بعد أن كانت نتائجه إيجابية في فحوص المنشطات، حيث خرج الفريق من دور الـ16 أمام رومانيا، بعد تمكن "باتيجول" من تسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك" في دور المجموعات أمام اليونان.

تحطمت أحلام باتيستوتا في التتويج بلقب المونديال، ورحل باسيلي وجاءت من بعده حقبة دانييل باساريلا لقيادة المنتخب في تصفيات مونديال فرنسا 1998 والبطولة نفسها، والذي لم يكن أسعد نبأ بالنسبة لـ"باتي"، فالجميع يتذكر كيف كان الموقف حينما كان باساريلا يدرب ريفر، وطلب رحيل اللاعب، لعدم قناعته به.

الأمور تختلف بعض الشيء الآن، فباتيستوتا لم يعد ذلك الفتى الذي لا يعرف أحد بشأنه، بل هداف قاتل وسفاح، ولاعب لا يمكن الاستغناء عنه، لذا فإن باساريلا استدعاه في النهاية لخوض بطولة كوبا أميركا 1995. وفي مباراة ربع النهائي أمام البرازيل تفاجأ الجميع بإخراجه وإدخال المدافع روبرتو آيالا مكانه، مع العلم أن باتيستوتا كان هداف هذه البطولة، لينتهي اللقاء بخسارة "راقصي التانغو" وخروجهم من البطولة.

وظلت هناك حرب تصريحات خفية بين الطرفين، فيخرج باساريلا بعد التعادل أمام تشيلي في بونيوس آيرس ليقول إن الفريق ينقصه "الحماس"، ويأتي الرد من باتيستوتا بأنه لا يشعر بأن تصريحات المدرب تقصده.

في المقابل، وخلال تصفيات مونديال 1998، ظلت العلاقة غريبة بين الطرفين، فتارة يستدعيه باساريلا، وأخرى لا، سواء في المباريات الودية أو الرسمية، وهو ما دفع صحيفة (كلارين) الأرجنتينية إلى نشر مقال من صفحتين حول هذا الأمر في فبراير 1998 بعنوان "هل يريده أم لا؟" تضمن تاريخ كل المواجهات بين الطرفين.

وكان الضغط الجماهيري والإعلامي كبيراً وفي صالح جابرييل الذي كان يقدم مستوى متميزا للغاية في إيطاليا، لذا انضم اللاعب في النهاية للمنتخب وشارك في مونديال فرنسا، حيث سجل خمسة أهداف، ليصبح أكثر لاعبي الأرجنتين تسجيلا في مونديال (تسعة أهداف)، ولكن الفريق خرج من ربع النهائي أمام هولندا.

حول تلك الفترة في حياة باتيستوتا، يقول اللاعب في حوار صحافي مع جريدة (كلارين) وعقب تولي مارسيلو بييلسا تدريب المنتخب "باساريلا لم يكن يعتبرني لاعبا في المنتخب، ولكن أنا أحترمه، لكل شخص ذوقه"، كانت هذه التصريحات بعد أن سجل "جابي" في الفريق الذي يدربه باساريلا حينها، وهو منتخب أوروغواي.

كانت المرحلة التالية في رحلة باتيستوتا نحو حلم الفوز بكأس العالم أقل توترا، ولكنها كانت الأخيرة، حيث شاءت الأقدار أن يكون مارسيلو بييلسا الذي شاهد ولادة باتيستوتا في نيولز أولد بويز هو مدرب "راقصي التانغو" في نسخة 2002، التي شهدت إقصاء الأرجنتين من الدور الأول، بعد فوز على نيجيريا، وخسارة من إنجلترا، وتعادل مع السويد، ليعتزل بعدها اللعب دولياً.
اقرأ أيضاً:باتيستوتا (نجم صنع نفسه) 1...جسد ممتلئ وبدين..وغريفا المكتشف
باتيستوتا(نجم صنع نفسه 2)...لماذا لا نجلب البدين يا بييلسا؟
باتيستوتا(نجم صنع نفسه 3)... الفيل المكافح والضربات الرأسية
باتيستوتا(نجم صنع نفسه 4)...ثق بي يا كارلوس سأنتصر..لن أفشل
باتيستوتا(نجم صنع نفسه5)..يا له من جسد مهاجم يثير الحسد!
بعيدا عن هيغواين..باتي غول هو أعظم مهاجم عرفته الأرجنتين
باتيستوتا(نجم صنع نفسه6).. عندما رفضه تاباريز...فجاء الرد بالملعب
باتيستوتا (نجم صنع نفسه 7).. غابرييل الذكي وسريع التعلم
دلالات
المساهمون