لم تشفع شهادتا البكالوريوس، اللتان يحملهما الشاب الفلسطيني فلاح عادل (28 عاماً) له، بالحصول على وظيفة ثابتة تتناسب مع مؤهلاته، بدلا من الاكتواء بنار الشمس أثناء وقوفه خلف عربة صغيرة الحجم، يبيع من خلالها المشروبات الساخنة بأنواعها للمتنزهين في ساحة مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة.
ويؤمن فلاح بفكرة العمل في شتى المجالات المتاحة، في سبيل توفير بعض الأموال، التي تمكنه من تدبير شؤون عائلته المكونة من ثلاثة أفراد، بجانب مساعدته على إتمام إجراءات الحصول على درجة الماجستير، والتي توقفت في محطتها الأخيرة بسبب ظروفه المادية القاسية.
وانطلق قطار رحلة معاناة فلاح منذ عام 2005، بعدما جلس والده في البيت، نتيجة توقف العمل في المنطقة الصناعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وعلى إثر ذلك بدأت العائلة تدخل تدريجياً في مستنقع الفقر والبطالة، إلى أن بلغ الأمر ذروته مع فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل نحو تسع سنوات.
ولجأ فلاح إلى العمل على العربات الصغيرة لبيع مختلف حاجيات الأطفال وطلبة المدارس، مقابل أجر مادي زهيد، بالتزامن مع حصوله على شهادة الثانوية العامة والتحاقه بكلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2006، التي تخرج منها بنجاح بعد ثلاث سنوات ونصف بدلاً من أربع.
ويقول الشاب فلاح لـ "العربي الجديد"، إنه لم يتردد في اتخاذ قرار تجهيز عربة صغيرة الحجم يعتاش على رزقها اليومي، الذي لا يتجاوز غالبا 60 شيكلا (15.6 دولارا)، رغم ما يحمله من مؤهلات وقدرات علمية وعملية.
ويضيف: "بعدما حصلت على الشهادة الأولى في تخصص تعليم التكنولوجيا، طرقت أبواب المؤسسات والوزارات المعنية كافة، من أجل الحصول على فرصة عمل تتلاءم مع شهادتي وقدراتي، ولكن جميع محاولاتي اختتمت بالفشل في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية".
وعمل فلاح خلال ذات العام الذي تخرج فيه من الجامعة بعدة مجالات ومهن شاقة، كنقل الحجارة والرمال وأيضاً غسل السيارات، من أجل توفير بعض الأموال لحياته اليومية كشاب عاطل عن العمل، إلى أن تمكن من الحصول على فرصة عمل مؤقتة لمدة 70 يوماً في أحد المشاريع المحلية.
ويتابع "فور حصولي على راتبي الكامل مقابل عملي المؤقت توجهت نحو الجامعة للتسجيل لشهادة البكالوريوس الثانية تخصص تعليم أساسي بكلية التربية، بناءً على تقديرات تتحدث بأن المدارس التعليمية التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" توظف سنوياً أعدادا كبيرة من خريجي هذا التخصص".
اقرأ أيضا: الصيد يتحول من هواية إلى مهنة لعاطلي غزة
واعتمد الشاب فلاح خلال دراسته الجامعية لشهادتي البكالوريوس، على المنح والمساعدات الخارجية في تدبير نفقات الدارسة، ولكن عندما قرر الحصول على درجة الماجستير كان الأمر مختلفا.
ويوضح أنه اعتقد بعد حصوله على الشهادة الجامعية الثانية بمعدل جيد جداً، أن فرص التوظيف ستكون متاحة له بشكل أكبر، ولكن الواقع كان عكس ما تمنى، إذ توغلت قدماه أكثر في البطالة بفعل تشديد الحصار الإسرائيلي والحرب على القطاع عام 2012.
وعن ذلك يقول فلاح: "لم تقف الأوضاع القاسية في وجه طموحاتي، فتوجهت للتسجيل في برنامج الدراسات العليا ماجستير تخصص إدارة تربوية، بعدما استدنت تكاليف الدراسة، التي أنجزت غالبية متطلباتها بنجاح، قبل أن أتوقف عند المرحلة الأخيرة المتمثلة بمناقشة الرسالة، بسبب عدم توفر الأموال الكافية".
وبعدما سدت في وجه فلاح أبواب الوظائف، التي تتناسب مع مستواه العلمي، قرر العودة مجدداً لبيع الشاي والقهوة على عربة صغيرة، لتمكنه من إعالة طفليه بجانب مساعدة أخوته وعائلته على مواجهة الأعباء المعيشية الصعبة، الذين لا مصدر دخل لهم إلا بعض المساعدات المالية المتقطعة.
ويضيف "أعمل على العربة التي جهزتها لي إحدى الحملات الخيرية، منذ ساعات الصباح الأولى حتى وقت متأخر من الليل، بمساعدة شقيقي الأصغر وليد، الذي لم يتمكن من إكمال دراسته في جامعة الأزهر تخصص خدمة اجتماعية، بسبب عدم قدرته على تسديد تكاليف الدارسة التي تتجاوز 1200 دولار سنوياً".
وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة، وفقاً لإحصائية أعدتها اللجنة الشعبية لكسر الحصار 80%، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف عاطل من العمل، إذ تتجاوز نسبة البطالة في القطاع 55% من إجمالي القادرين على العمل.
وأشار فلاح إلى أنه يعمل بين الحين والآخر على إعطاء الدروس الخصوصية لطلبة المدارس مقابل نحو 15 شيكلا للساعة الواحدة، ليوفر بجانب العمل على العربة قرابة 200 دولار شهرياً، تصرف غالبيتها على ثمن الإيجار الشهري للشقة المتهالكة التي يعيش فيها مع زوجته وطفليه.
اقرأ أيضا: كافيهات الفقراء.. عربات المشروبات الساخنة في غزة
وانطلق قطار رحلة معاناة فلاح منذ عام 2005، بعدما جلس والده في البيت، نتيجة توقف العمل في المنطقة الصناعية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وعلى إثر ذلك بدأت العائلة تدخل تدريجياً في مستنقع الفقر والبطالة، إلى أن بلغ الأمر ذروته مع فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل نحو تسع سنوات.
ولجأ فلاح إلى العمل على العربات الصغيرة لبيع مختلف حاجيات الأطفال وطلبة المدارس، مقابل أجر مادي زهيد، بالتزامن مع حصوله على شهادة الثانوية العامة والتحاقه بكلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2006، التي تخرج منها بنجاح بعد ثلاث سنوات ونصف بدلاً من أربع.
ويقول الشاب فلاح لـ "العربي الجديد"، إنه لم يتردد في اتخاذ قرار تجهيز عربة صغيرة الحجم يعتاش على رزقها اليومي، الذي لا يتجاوز غالبا 60 شيكلا (15.6 دولارا)، رغم ما يحمله من مؤهلات وقدرات علمية وعملية.
ويضيف: "بعدما حصلت على الشهادة الأولى في تخصص تعليم التكنولوجيا، طرقت أبواب المؤسسات والوزارات المعنية كافة، من أجل الحصول على فرصة عمل تتلاءم مع شهادتي وقدراتي، ولكن جميع محاولاتي اختتمت بالفشل في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية".
وعمل فلاح خلال ذات العام الذي تخرج فيه من الجامعة بعدة مجالات ومهن شاقة، كنقل الحجارة والرمال وأيضاً غسل السيارات، من أجل توفير بعض الأموال لحياته اليومية كشاب عاطل عن العمل، إلى أن تمكن من الحصول على فرصة عمل مؤقتة لمدة 70 يوماً في أحد المشاريع المحلية.
ويتابع "فور حصولي على راتبي الكامل مقابل عملي المؤقت توجهت نحو الجامعة للتسجيل لشهادة البكالوريوس الثانية تخصص تعليم أساسي بكلية التربية، بناءً على تقديرات تتحدث بأن المدارس التعليمية التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" توظف سنوياً أعدادا كبيرة من خريجي هذا التخصص".
اقرأ أيضا: الصيد يتحول من هواية إلى مهنة لعاطلي غزة
واعتمد الشاب فلاح خلال دراسته الجامعية لشهادتي البكالوريوس، على المنح والمساعدات الخارجية في تدبير نفقات الدارسة، ولكن عندما قرر الحصول على درجة الماجستير كان الأمر مختلفا.
ويوضح أنه اعتقد بعد حصوله على الشهادة الجامعية الثانية بمعدل جيد جداً، أن فرص التوظيف ستكون متاحة له بشكل أكبر، ولكن الواقع كان عكس ما تمنى، إذ توغلت قدماه أكثر في البطالة بفعل تشديد الحصار الإسرائيلي والحرب على القطاع عام 2012.
وعن ذلك يقول فلاح: "لم تقف الأوضاع القاسية في وجه طموحاتي، فتوجهت للتسجيل في برنامج الدراسات العليا ماجستير تخصص إدارة تربوية، بعدما استدنت تكاليف الدراسة، التي أنجزت غالبية متطلباتها بنجاح، قبل أن أتوقف عند المرحلة الأخيرة المتمثلة بمناقشة الرسالة، بسبب عدم توفر الأموال الكافية".
وبعدما سدت في وجه فلاح أبواب الوظائف، التي تتناسب مع مستواه العلمي، قرر العودة مجدداً لبيع الشاي والقهوة على عربة صغيرة، لتمكنه من إعالة طفليه بجانب مساعدة أخوته وعائلته على مواجهة الأعباء المعيشية الصعبة، الذين لا مصدر دخل لهم إلا بعض المساعدات المالية المتقطعة.
ويضيف "أعمل على العربة التي جهزتها لي إحدى الحملات الخيرية، منذ ساعات الصباح الأولى حتى وقت متأخر من الليل، بمساعدة شقيقي الأصغر وليد، الذي لم يتمكن من إكمال دراسته في جامعة الأزهر تخصص خدمة اجتماعية، بسبب عدم قدرته على تسديد تكاليف الدارسة التي تتجاوز 1200 دولار سنوياً".
وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة، وفقاً لإحصائية أعدتها اللجنة الشعبية لكسر الحصار 80%، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف عاطل من العمل، إذ تتجاوز نسبة البطالة في القطاع 55% من إجمالي القادرين على العمل.
وأشار فلاح إلى أنه يعمل بين الحين والآخر على إعطاء الدروس الخصوصية لطلبة المدارس مقابل نحو 15 شيكلا للساعة الواحدة، ليوفر بجانب العمل على العربة قرابة 200 دولار شهرياً، تصرف غالبيتها على ثمن الإيجار الشهري للشقة المتهالكة التي يعيش فيها مع زوجته وطفليه.
اقرأ أيضا: كافيهات الفقراء.. عربات المشروبات الساخنة في غزة