انهيار جسور وكباري مصر.. فساد التنفيذ وغياب الصيانة

04 فبراير 2016
(تويتر)
+ الخط -

يفتح انهيار جسر فوق نهر النيل بمحافظة سوهاج، في صعيد مصر، يربط بين شرق وغرب المحافظة، أمس الأربعاء، بعد تشغيله بـ7 أشهر فقط، مأساة الجسور المهددة بالانهيار في مصر، والتي يزيد عددها على 2370 جسراً بالمحافظات، نصفها تجاوز عمره الافتراضي.

وتعد محافظة القاهرة من أكثر المحافظات المصرية التى تضم عدداً كبيراً من الجسور والكباري، بسبب الزحام وحالة الاختناق التي تصيب معظم شوارع المحافظة.

واتهم عدد من خبراء الطرق والهندسة، الحكومة بعدم الصيانة المستمرة للكباري والجسور، وأنه لا توجد خطة للصيانة، ما يؤدي إلى تدهور حالها بشكل ملحوظ، وتسرب الرطوبة داخل الخرسانة مما يسبب صدأ حديد التسليح، وتآكل الفواصل ويؤثر على العمر الافتراضي للكوبري أو الجسر، مؤكدين أن تردي حالة الكباري المنتشرة في عدد من المحافظات وراء زيادة حوادث الطرق وحصد آلاف الأرواح سنوياً.

وأكد خبراء فى تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن وزير النقل الحالي فى الحكومة المصرية، الدكتور سعد الجيوشي، هو من فجر من قبل أزمة انهيار الكباري عندما كان رئيساً لهيئة الطرق والكباري الحكومية، وأن 850 كوبري في مصر مهددة بالانهيار بسبب عدم صيانتها، ولكن بعد توليه مسؤولية الوزارة لم يسع للاهتمام بالقضية.

وعدد الخبراء أسماء الكباري والجسور المهملة في القاهرة فقط، ومن بينها جسر يربط بين القاهرة والجيزة يطلق عليه "كوبري إمبابة"، ويعاني من تهالك في الصيانة وتلف الحواجز الحديدية على جانبيه، ومثله كباري وجسور غمرة، و6 أكتوبر، وقصر النيل، والملك الصالح، ومايو، والجامعة، والجلاء، وعباس، والساحل، والمنيب.

وتشدد المصادر أن تصدعات الكباري وانهيارها، نتيجة طبيعية للإهمال وانعدام الصيانة، خاصة فى ظل الزحام الشديد، وزيادة أعداد السيارات بشكل مبالغ فيه، ما تسبب بوجود ضغط مروري شديد عليها، في الوقت الذي تحتاج فيها لإجراءات يجب اتخاذها بشكل دوري لمنع انهيارها.


ويرى الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، أن وزير النقل الحالي الذي فجر تلك الكارثة قبل توليه حقيبة الوزارة؛ متهم بالتراخي في الاهتمام بالكباري، مشيراً إلى أن تصدع أي كوبري أو انهياره في القاهرة، يعني شللاً مرورياً في العاصمة.

وقال صلاح إن "كوبري سوهاج" الذي انهار أمس، يمثل إهداراً للمال العام، لكون الكوبري لم يمر على تشغيله سوى 7 أشهر فقط، متهماً هيئة الطرق والكباري بأنها أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المرور بالقاهرة بالكبرى، نتيجة تراجع استثمارها وتجاهلها توسيع شبكة الطرق، رغم تزايد أعداد السيارات بشكل مستمر، وتنفيذ الطرق بشكل غير مطابق للمواصفات العالمية.

وأضاف أن حوادث الطرق فى مصر التي تحصد ما يقرب من 18 ألف ضحية سنوياً، أحد أسبابها الأبرز الطرق والكباري، حيث أن أغلبية الكباري الموجودة في مصر غير صالحة للسير، والحمولات الزائدة للشاحنات تؤدي لحدوث اهتزازات بها، بالإضافة إلى أن الفواصل الموجودة بأي كوبري لا يتم اعتماد أموال لصيانتها، رغم أهميتها لمنع حدوث أي عمليات هبوط قد تحدث في الكباري.

ويرى الدكتور أسامة عقيل، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، أن غياب الصيانة سيؤدي إلى المزيد من انهيار الكباري بمصر، وحصد أرواح آلاف الأبرياء سنوياً، مطالباً الحكومة بإنشاء هيئة تتلخص مهمتها في الإشراف على ومراقبة جودة عمليات الصيانة للكباري والطرق.
وقال عقيل إن زيادة حمولة الشاحنات السبب الرئيسي وراء احتمال انهيار الكباري، لأن هناك كباري طاقتها خمسة أطنان إلا أنها تحمل أكثر من 20 طناً، وهو ما يجعل الكباري غير قادرة على تحمل هذه الحمولات، ومن ثم تؤدي لانهيارها.



اقرأ أيضاً:شبهة فساد وراء انهيار جسر عزبة النخل

دلالات