انقطاع الغاز الروسي يهدد الأوكرانيين بشتاء قاس

20 سبتمبر 2014
شتاء قاس ينتظر الأوكرانيين (أرشيف/Getty)
+ الخط -

على أبواب الشتاء، نار المدافع تنذر بمزيد من البرد في أوكرانيا، فكييف في مواجهة مع موسكو، والنار في المواقد الأوكرانية روسية المصدر.
وهكذا، فالدفء لن يحل في البيوت الأوكرانية ما لم يحل أولاً في العلاقات السياسية بين البلدين، لكن الولايات المتحدة وتابعها الاتحاد الأوروبي لا يتركان لكييف أن تفكر بعقل بارد، وليس في الخزينة الأوكرانية ما تسدد به ثمن الغاز الروسي، فالقليل الذي كان موجودا استنفدته الحرب، فإلى أين المآل؟
بات معلوماً أن إدارتي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، تجريان مفاوضات مع موسكو لتزويدهما بالغاز الطبيعي الروسي بصورة مباشرة ذلك ما نقلته وكالة ريا نوفوستي عن النائب الأول لرئيس وزراء دونيتسك، أندريه دورغين.
وقال نوفوستي إن "هذا الأمر في الحقيقة أكثر من واقعي، أخصائيونا يسافرون إلى موسكو، وقد جرت لقاءات" بهذا الشأن.
ومن وجهة نظر تقنية، ذكر موقع "بوليت.رو" أنّ هناك بنية تحتية متطورة وخزانات غاز تتسع لمليار طن تخدم هذا الهدف في دونباس، وهي موروثة منذ العهد السوفيتي، حيث كانت تشكّل جزءا من بنية الغاز التحتية في جنوب روسيا.
أما في كييف، فقد نقلت وكالة "إيتار تاس" عن أندريه كوبولويف، رئيس شركة "نفط غاز" الأوكرانية الحكومية، ترجيحه تأجيل بدء موسم التدفئة حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، لتعذر تأمين الكمية المطلوبة من الغاز.
ويبدو أن كييف تدرك استحالة استغنائها عن موسكو في الأفق المنظور، فها هو الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، يقول، في الثامن عشر من سبتمبر/أيلول الجاري، عقب مباحثاته مع الرئيس الأميركي: "يمكنني الإعلان عن أننا سنستقبل في كييف، الأسبوع المقبل، فريق خبراء أميركيين لمناقشة مشاكل الطاقة، بدءاً من خطوات تزويدنا بالطاقة وانتهاء بكيفية تجنب مشكلات جدية هذا الشتاء".
وفي السياق، كانت وكالة "إيتار تاس" قد نقلت في السادس من سبتمبر الجاري أن المفوضية الأوروبية لم تصل إلى توافق بعد حول موعد إجراء المباحثات الثلاثية، بين بروكسل وكييف وموسكو، في مسألة الغاز.
وكان قد تم الإعلان قبل ذلك عن أن المباحثات ستجري في 22 سبتمبر الجاري، وأن الأطراف تنوي الاتفاق خلالها على سعر الغاز الروسي لأوكرانيا، ويشار هنا إلى أن موسكو اقترحت سعرا مؤقتا هو 385 دولاراً للألف متر مكعب، فيما كييف تصر على شروط أخرى: في الصيف، 300 دولار للألف متر مكعب، مقابل قبولها بسعر شتوي يبلغ 380 للألف متر مكعب.
إلى ذلك، نقلت وكالة "إيتار تاس عن المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، غونتر أوتينغر، في التاسع والعشرين من أغسطس/آب الفائت أن "الديون المترتبة على شركة "نفط غاز" الأوكرانية لشركة "غازبروم" الروسية لا جدال فيها".
بالمقابل، وبصورة مناقضة، دعا البرلمان الأوروبي، في جلسته المنعقدة في الثامن عشر من سبتمبر الجاري في ستراسبورغ، دول الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، علماً بأن البيان الذي نشر على موقع البرلمان الأوروبي الرسمي يدعو المفوضية الأوروبية إلى إلغاء مشاريع الاتفاقات مع روسيا في مجال الطاقة، بما في ذلك أنبوب "السيل الجنوبي".
ويبدو أن كييف تقف على أبواب الشتاء أمام خزينة شبه فارغة، فهاهو وزير المالية الأوكراني، ألكسندر شلاباك، يصرّح على الهواء لقناة "أوكرانيا" التلفزيونية، بأن موجودات الخزينة الأوكرانية، حتى صباح السابع عشر من سبتمبر الجاري هي فقط 9 مليارات غريفين (حوالي 690 مليون دولار)، إضافة إلى ملياري دولار.
ومن تصريحات أخرى، يتضح أن العملية العسكرية في جنوب شرقي البلاد أنهكت الخزينة، بل كادت تفرغها.
المساهمون