انقطاع التيار الكهربائي بالإسكندرية.. أزمة متفاقمة

15 يناير 2015
مواطنون يهدّدون بوقفات احتجاجية (العربي الجديد)
+ الخط -


عادت من جديد أزمة انقطاع التيار الكهربائي بمحافظة الإسكندرية، في غالبية المناطق، بالتزامن مع موجة البرد الشديدة التي تجتاح البلاد والتي أثرت بشكل ملحوظ على العديد من الصناعات والشركات والمحلات ما أدى لتوقف معظمها عن العمل، وزادت من غضب المواطنين، ووسط تهديدات بتنظيم وقفات احتجاجية.
ورفض عدد كبير من أهالي مدينة الإسكندرية دفع فاتورة الكهرباء لهذا الشهر، خاصة بسبب تفاقم الأزمة والانقطاع الدائم لعدة مرات في اليوم الواحد، فضلاً عمّا وصفوه بالمبالغة في طريقة احتساب الاستهلاك مقارنة بالأشهر الماضية، بعدما زادت أسعار الكهرباء.
وأكد أحد محصّلي الكهرباء بمنطقة وسط المدينة، رفض ذكر اسمه، أن عدداً كبيراً من المواطنين رفضوا دفع فواتير هذا الشهر، بسبب تصاعد الشكاوى من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وقال محمود حسين، أحد سكان منطقة غرب: "نعاني من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وبشكل شبه يومي، وهذا الأمر يتسبب في حدوث مشكلات كثيرة للمواطنين"، خاصة بعد أن تسبب الانقطاع المتكرر في تعطّل أجهزة المنزل الكهربائية لديه أكثر من مرة وقام بتصليحها على نفقته الخاصة.
وقال محمد السيد، (موظف): "إن لم يتوقف انقطاع التيار الكهربائي، فسنمتنع عن سداد فواتير الكهرباء التي تضاعفت في الفترة الأخيرة بسبب الزيادات غير المبررة لطريقة الحساب، فضلاً عن إطلاق دعوات للتظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية لإجبار المسؤولين على حل المشكلة".
وأضاف: إذا كانت السلطة الحاكمة بعد 30/6 عاجزة عن إدارة أمور الدولة وليس لديها القدرة على توفير التيار الكهربائي في فصل الشتاء، فماذا سيفعلون خلال أشهر الصيف الصعبة؟ منتقداً ما وصفه بتقاعس المسؤولين في البحث عن حلول نهائية للأزمات والاكتفاء بترحيلها إلى مراحل لاحقة.

وأضافت زينب عبد الله، ربة منزل من سكان منطقة سيدي بشر: "النور ينقطع بشكل يومي لمدة ساعة ونصف، وأحياناً ساعتين، دون مراعاة لظروف وجود مرضى أو طلاب. وأصبحنا الآن نخشى النزول بالشارع بسبب انقطاع الكهرباء بسبب استغلال البلطجية للأزمة وتعديهم على المارة ومحاولاتهم سرقة حقائب السيدات".
حالة الغضب من أزمة الانقطاع الدائم للكهرباء بمحافظة الإسكندرية، لم تقتصر على المواطنين العاديين بل امتدت للتجار وأصحاب المحال التجارية والمصانع بعد أن تسببت في خسائر وأضرار كبيرة تهدد أعمالهم ومصالحهم.
ووصف محمود سعد، صاحب أحد المصانع بمنطقة برج العرب الصناعية وعضو الغرفة التجارية، الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بأنه يعدّ "كارثة" بالنسبة للمجال الصناعي المصري، لما يسببه من خسائر وأضرار على أصحاب الأعمال نتيجة توقف خطوط الإنتاج وتعرّض الكثير من السلع إلى التلف.
وأشار إلى أن الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، خاصة عن المناطق الصناعية، لأكثر من 3 مرات يومياً، ضربة قاصمة للاقتصاد القومي المصري، وتدمير الإنتاج، وتعمل على "تطفيش" الاستثمار في مصر، إذ إن من أقل الموارد التي يجب أن تتوافر في البيئة الاستثمارية هي الطاقة أو التيار الكهربائي.
واشتكى سيد مجاهد، عضو رابطة تجار المنشية، من مطالبة المسؤولين للمواطنين بترشيد الاستهلاك حتى في أشهر الشتاء. قد يكون من المقبول أن نسمع ذلك في فصل الصيف بحجة ارتفاع درجة الحرارة، ومن غير المنطقي الاستمرار في الاستماع إلى مبررات لا تتناسب مع حجم المشكلة أو طريقة حلها.
وأكد أن مخاوف التجار تزايدت في الفترة الأخيرة من استمرار الأزمة لأكثر من ذلك لما تسببه لهم من خسائر لأعمالهم، نتيجة الحوادث التي تنشأ من الانقطاع المتكرر، بالإضافة إلى إصابة السلع والأجهزة بالتلف، وهو الأمر الذي دفع العديد منهم والأهالي إلى عدم دفع الفواتير هذا الشهر.
بدوره، قال المهندس محمد بكر، رئيس شركة الكهرباء، إن نقص الوقود وزيادة الطاقة الاستهلاكية، هما السبب في انقطاع الكهرباء لعدة مرات، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء الاستثنائي كمحاولة لتفادي الضغط والأحمال الزائدة التي تهدد الشبكة بأكملها والذي يتم تطبيقه على كافة المناطق بالتساوي.
وأشار إلى أن استمرار سياسة تخفيف الأحمال مرتبطة بتعويض الفارق الشاسع بين الاستهلاك والطاقة الإنتاجية والتي تحدد أيضاً مرات انقطاع الكهرباء في اليوم الواحد، إلى جانب الاستمرار في دفع الفواتير حتى لا نضطر إلى قطع الخدمة عن الممتنعين وفقاً للقانون الذي ينص على قطع الخدمة عن الممتنع نهائياً.
دلالات