انفراجة بأسواق كردستان العراق بعد فتح إيران لحدودها

02 يناير 2018
تفاؤل بأسواق كردستان العراق (فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤولون في إقليم كردستان العراق لـ "العربي الجديد" إن أسعار المواد الغذائية والإنشائية وقطع غيار السيارات والوقود اتجهت للاستقرار وقد تنخفض خلال يومين، وذلك بعد ساعات قليلة من قرار السلطات الإيرانية، أمس، فتح المعابر الحدودية مع الإقليم مجددا بعد توقف دام نحو ثلاثة أشهر.
وكانت إيران قد أغلقت معابرها الحدودية مع كردستان بناء على طلب من بغداد إثر الأزمة التي اندلعت بعد تنفيذ أربيل مشروع الاستفتاء الهادف للانفصال عن العراق، ما تسبب في أزمة اقتصادية كبيرة للإقليم الذي يعول على البضائع الإيرانية الواردة إليه لتلبية نحو 60 % من احتياجاته خاصة المنتجات الزراعية والمواد الغذائية ووقود السيارات والوقود الخاص بالتدفئة فضلا عن مواد البناء وغيرها، حسب تقارير رسمية. وأعلن مسؤول علاقات إقليم كردستان مع إيران، عبد الله آكريي، أمس، عن فتح إيران المعابر مجددا، مبينا أن القرار اتخذ بشكل رسمي.
ولإيران ثلاثة منافذ رسمية مع إقليم كردستان وهي باشماخ الذي يستخدم في عبور المسافرين والأشخاص والبضائع الخفيفة ومعبرا حاج عمران برويز خان وهما المعبران الرئيسان اللذان يستخدمان في التبادل التجاري بين إيران والإقليم.
وقال مدير معبر برويز خان علي توفيق لـ "العربي الجديد" إن "السلطات الايرانية رفعت الحواجز الموضوعة على المعبر وافتتحته بشكل كامل فجر أمس، ونحن بدورنا هيأنا أنفسنا لاستقبال الشاحنات والمركبات".
وأوضح خان أن حركة المرور كانت خفيفة "لكن أعتقد أن اليوم الأربعاء ستعود الأمور إلى طبيعتها مجددا خاصة فيما يتعلق بالتبادل التجاري". وقالت القنصلية الإيرانية في أربيل إن معبري حاج عمران وبرويز خان مع أربيل أو السليمانية أعيد فتحهما. وتبلغ قيمة التبادل التجاري على هذه المعابر نحو خمسة مليارات دولار سنويا وفقا لتقارير حكومية سابقة صادرة عن حكومة إقليم كردستان.
وسبق لمسؤولين إيرانيين الكشف عن تكبّد إيران أيضا خسائر بسبب إغلاق المعابر مع كردستان وذلك في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية عن نواب بالبرلمان الإيراني. وقال عضو غرفة تجارة أربيل كاميران أحمد لـ "العربي الجديد" إن هنالك حالة من الارتياح في السوق بشكل عام خاصة بين التجار. وأضاف كاميران أن كثرا من التجار المحتكرين خلال الأشهر الماضية بدأوا باستخراج بضائعهم لكون عملية الاحتكار لم تعد مجدية لهم ففتح المعابر من شأنه عودة البضائع بكثرة. ولفت إلى أن الأسعار ستشهد هبوطا تدريجيا لتعود إلى ما كانت عليه خاصة بالنسبة للبضائع والمواد الغذائية.
من جانبه، قال القيادي في التحالف الكردستاني شاهو علي لـ"العربي الجديد" إن إعادة افتتاح المعابر من شأنها أن تعيد آلاف المواطنين الأكراد للعمل بعد أن تعرضوا للبطالة الإجبارية بسبب إغلاقها، مضيفاً: "نتحدث عن موظفين ومراقبين وعمال جمارك وتحميل وتفريغ وسائقي شاحنات وغيرهم".
ويؤشر فتح إيران للمعابر على وجود انفراجة قريبة في الأزمة الحالية مع بغداد إذ تصر على أن تكون إدارة تلك المعابر من قبلها وفقا للدستور كونها من الملفات السيادية للبلاد، فيما تريد حكومة الإقليم أن تكون إدارة مشتركة مع بغداد سواء للمعابر الحدودية البرية أو المطارات.
المساهمون