قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 12.8 مليون شخص ستزداد معاناتهم من انعدام الأمن الغذائي الشديد بحلول منتصف 2017 في منطقة القرن الأفريقي في حال عدم تمويل احتياجاتهم الملحة، كما حذر من اقتراب مناطق في الصومال من المجاعة، في تقرير بعنوان "القرن الأفريقي: دعوة إلى العمل" أصدره في فبراير/شباط 2017.
وأوضح التقرير الأممي أن التمويل الإجمالي لاحتياجات 12.8 مليون نسمة الملحة والعاجلة للغذاء تصل إلى 1.9 مليار دولار، لافتا إلى أن الحروب والجفاف والصعوبات الاقتصادية سببت مجتمعة لجوء 2.3 مليون نسمة بين دول منطقة القرن الأفريقي (إثيوبيا، الصومال، كينيا، أوغندا)، إضافة إلى نزوح 2.1 مليون شخص آخرين.
ودق التقرير ناقوس الخطر بالنسبة للصومال، معتبرا أن البلاد تقترب من إعلان المجاعة وفقا لدراسة أوضاعها المناخية والاقتصادية والنزاعات فيها. وأوضح أن عدد المحتاجين للغذاء الذي بلغ 5 ملايين شخص في سبتمبر/أيلول 2016، من المتوقع أن يصل إلى 6.2 ملايين نسمة بين فبراير/ شباط ويونيو/حزيران 2017.
وكشف أن 185 ألف طفل صومالي يحتاجون للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 945 ألفا بحلول يونيو المقبل. كما أكد أن 3.2 ملايين صومالي يحتاجون للماء والعلاج والمساعدة في المجال الصحي.
— UNOCHA (@UNOCHA) March 29, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واعتبر التقرير أن تقييم واقع الأمطار في 2017 واشتداد الجفاف المستمر منذ 2016، يبيّن أن عدد السكان الذين يواجهون انعدام الغذاء تضاعف في كينيا إلى 2.7 مليون نسمة بعد أن كان 1.3 مليون في 2016. كما زادت الحاجة الشديدة للغذاء لتطاول 5.6 ملايين نسمة في إثيوبيا.
وبيّن التقرير أن نحو ستة ملايين طفل في الدول الثلاث انقطعوا عن التعليم نتيجة النزاعات والصعوبات الاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي، كما زادت نسب التسرب من المدارس، وارتفاع معدلات عمالة الأطفال.
— United Nations (@UN) March 7, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولفت إلى أن الجفاف دفع عائلات كثيرة للنزوح بحثا عن المرعى والمياه والعمل، مقدرا عدد النازحين في الأسابيع الثلاثة الأولى من عام 2017 بما يزيد عن 33 ألف نسمة في الصومال. وأوضح أن عائلات تنفصل أفرادها بسبب النزوح، وتعرض الأطفال منهم تحديدا للاستغلال الجنسي والعنف، مشيرا إلى أن عائلات تزوّج فتياتها القاصرات مقابل الماشية للبقاء على قيد الحياة.
والتمويل العاجل المطلوب لدرء خطر المجاعة عن سكان الدول الثلاث، وفق التقرير، حتى يناير/كانون الثاني 2017، بلغ 948 مليون دولار لإثيوبيا وحدها وحصل المحتاجون على 0.1 في المائة منه فقط. بينما يحتاج سكان كينيا إلى 208 ملايين دولار لسد حاجاتهم الأساسية، التزمت الحكومة بتقديم 48 في المائة تقريبا من التمويل على أن توفر الباقي حتى يوليو/تموز 2017، أما المطلوب لسكان الصومال فيبلغ 825 مليون دولار حتى يونيو المقبل، وتكفلت الحكومة بتأمين 2.2 في المائة منه حتى ذلك التاريخ.
— UNOCHA (@UNOCHA) March 17, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضح رسم بياني أرفق بالتقرير أن عدد المحتاجين للمساعدة الأساسية التي تنقذهم من المجاعة وتبقيهم على قيد الحياة، 5.6 ملايين شخص في إثيوبيا، و2.7 مليون نسمة في كينيا، و2.9 مليون في الصومال، و1.6 مليون في أوغندا. كما بيّن رسم بياني آخر أن سوء التغذية أصاب 3 ملايين إثيوبي، ونصف مليون كيني، و0.6 مليون صومالي.
وأوضح التقرير أن العجز عن تلبية الحاجات المطلوبة يعني تعذر تلافي المجاعة في أشد المناطق تضررا من الجفاف في الصومال، واشتداد عوز 12.8 مليون شخص للغذاء في دول القرن الأفريقي، وتعرض نحو 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الشديد للموت أو أضرار صحية أو عقلية لا يمكن علاجها، وانقطاع نحو 6 ملايين طفل عن التعليم، وافتقار أكثر من مليوني لاجئ وقرابة 2.1 مليون نازح للحماية والمساعدة الأساسية.
(العربي الجديد)