وتبنى تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي وتنظيمات سياسية أخرى الدعوة للمسيرة المليونية للمطالبة بحل حزب المؤتمر الوطني (حزب البشير)، وملاحقة رموزه و"القصاص لدماء الشهداء".
وسار المتظاهرون لمسافة طويلة من مناطق الخرطوم بحري والحاج يوسف وأم درمان للوصول إلى مكان الاحتفال، خاصة مع انعدام وسائل النقل وإغلاق عدد من الطرق، والانتشار الأمني الكثيف في الخرطوم.
Facebook Post |
وردد المتظاهرون هتفات الثورة السودانية، ومنها "الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدية"، و"الشعب يريد قصاص الشهيد"، ونددوا بالسماح لحزب البشير بالاستمرار في ممارسة نشاطه، مطالبين بسرعة حله ومصادرة مقاره وممتلكاته.
وقال المواطن أحمد عثمان، لـ"لعربي الجديد": "خرجنا اليوم لأننا نشعر أن هناك الكثير من أهداف الثورة لم تتحقق، وأن هناك تباطؤا في مواجهة حزب البشير المتورط في قتل المتظاهرين، والذي تسبب في كل المآسي في البلاد".
Facebook Post |
بدورها، أكدت هنادي علي عبد الرحيم أن "كتائب النظام السابق لا تزال نشطة، ولا تزال تسرح وتمرح في الجامعات السودانية"، مستشهدة، في حديثها لـ"العربي الجديد"، بما حدث بجامعة الزعيم الأزهري، حيث اعتدى طلاب موالون للنظام السابق، أمس، على بقية الطلاب مستخدمين شتى أنواع الأسلحة.
ومن المتوقع أن يخاطب عدد من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير الاحتفال المقام بساحة الحرية.
وكان حزب الأمة، بقيادة الصادق المهدي، وهو واحد من مكونات الحرية والتغيير، قد أعلن مقاطعته للفعالية، محذراً مما سمّاه "الفوضى"، كما حذر حزب المؤتمر السوداني من "المليونيات التي تدعو لها جهات مجهولة، هدفها تمهيد البلاد لانقلاب عسكري".
وشهدت مدن سودانية أخرى مسيرات ومواكب مماثلة، حيث خرج الآلاف في مدينة ودمدني، وسط السودان، وعطبرة، شمال السودان، والدمازين، جنوب شرق البلاد.
ولم تسجل حتى اللحظة أي حالة عنف بين السلطات الأمنية والمتظاهرين.
ودعا ناشطون وأحزاب سياسية لتسيير مواكب، اليوم، للاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر/ تشرين الأول 1964، التي أطاحت بأول حكم عسكري في البلاد، مع تحويل المناسبة للضغط على حكومة عبد الله حمدوك لـ"تحقيق أهداف الثورة، وفي مقدمتها حل حزب المؤتمر الوطني، حزب الرئيس المعزول عمر البشير، وملاحقة المفسدين والقصاص لدماء شهداء الثورة".
ووجه النائب العام الجديد في السودان تاج السر علي الحبر، بحماية مواكب ومسيرات اليوم.
وكانت القوات المسلحة قد أصدرت بياناً دعت فيه المتظاهرين لـ"الابتعاد عن المواقع والمقار العسكرية بولاية الخرطوم والولايات الأخرى حفاظاً على قومية ونهج القوات المسلحة في الحياد".
كما حثتهم على "عدم الاقتراب من نقاط التأمين التي ستكون على شارع الجيش والنقاط الفرعية على الطرق المؤدية إليه، حسب التوقيت المعلن من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء"، واعتبرت هذا بـ"مثابة تنويه لجميع المشاركين في هذه المسيرة".
واستبق حمدوك مليونية اليوم بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة المحامي نبيل أديب، للتحقيق في حادثة فض اعتصام محيط قيادة الجيش، التي سقط خلالها عدد من القتلى من المعتصمين.
من جهتها، دعت قوات الشرطة السودانية الأحزاب السياسية المشاركة في التظاهرات إلى "تفويت الفرصة على أصحاب الغرض والأجندة، والحرص على عدم انحراف المسيرات عن أهدافها المشروعة"، محذرة من "خلق الفوضى والانفلات الأمني المفضي لعواقب غير محمودة".
وأكد بيان للشرطة أنّ "حق التعبير السلمي والتظاهر مكفول بموجب الوثيقة الدستورية والقانون"، مناشدا الجميع بـ"المطلوبات اللازمة لإقامة وتسيير المواكب والمسيرات، والالتزام بالمسارات والمواقيت، بغية تأمين وحماية تلك التجمعات".