انطلاقة تونس نحو الاستثمار في الفضاء

20 مايو 2015
تونس تشجع الأجيال الصاعدة على دراسة الفضاء واكتشافه(فرانس برس)
+ الخط -
يعتبر الاستثمار في الفضاء في تونس قطاعاً اقتصادياً من الدرجة الثالثة من حيث نفقات الدولة عليه. إذ دخلت تونس مجال صناعة التكنولوجيا الفضائية منذ التسعينيات في محاولة منها لاستقبال شركات دولية عملاقة في هذا المجال. غير أنّ هذه الشركات حاولت منع كل محاولات ومبادرات الغوص في هذا المجال الاستثماري، فقام نظام بن علي حينها بمنع صناعة الطائرات و التكنولوجيا الفضائية بأياد وأدمغة تونسية.

بدأت أولى التجارب في 2009 عندما نجح المهندس التونسي كريم حميد المتخصص في مجال الاختراعات الفضائية في صنع صاروخ علمي أطلق عليه مسمى "قرطاج 01". ونجح أيضاً بصنع صاروخ علمي تجريبي "قرطاج 02" يقيس تغيرات الحرارة من الضغط الجوي فضلاً عن الرطوبة، ويتضمن نظاماً إلكترونياً متطوراً لقياس سرعة الصاروخ، وذلك بمساع فردية وتمويل خاص، لم يكن للدولة التونسية فيها أي مساهمة على حد تعبير حميد.

في 2012 ودون الحصول على ترخيص من وزارة الدفاع أسس حميد، وكالة الفضاء التونسية ومن بين أهدافها إثراء الساحة الوطنية التونسية بالدراسات والبحوث المتخصصة في علوم الفضاء والفلك وتكنولوجيا الاتصالات، وتنظيم المعارض والملتقيات العلمية والدورات وإشراك الشباب التونسي بفعالية فيها، علاوة على استكشاف الفضاء وقياس العوامل المناخية.

يقول حميد إن ثقافة الاستثمار في الفضاء وتطوير الصناعات الفضائية لم ترسخ بعد في المنظومة الاقتصادية التونسية، مشيراً إلى أن محاولات قمع الإنتاج والمبادرات الفردية لملامسة الصناعات الفضائية مازالت قائمة، خصوصاً أن تونس تندرج ضمن الدول التي تحظر وتمنع الصناعات التكنولوجية المتطورة، كصناعة الصواريخ العلمية والطائرات دون طيار، والروبوتات المتطورة.

في إبريل/نيسان 2015 ولأول مرة في تونس أشرفت المدرسة العليا الخاصة للهندسة والتكنولوجيا على مدى يومين على احتضان المسابقة السنوية التي تنظمها وكالة الفضاء الأميركية ناسا منذ 2012. وتعتبر تونس ثالث دولة تشارك في هذه المسابقة على المستوى العربي. تتناول المسابقة أربعة محاور وهي على التوالي: الفضاء والأرض والإنسان والروبوت. يقول المكلف بالإعلام في وكالة الفضاء التونسية محمد العربي الزغلامي لـ"العربي الجديد" إن تونس احتضنت لأول مرة فعاليات التظاهرة السنوية التي دأبت وكالة "ناسا" على تنظيمها منذ عام 2012، مؤكداً أنه تم اختيار مائة مرشح من مختلف الكليات الخاصة والوطنية في تونس للتباري في هذه المسابقة.

ويؤكد الزغلامي أن أكثر من 130 دولة حول العالم شاركت في هذه المسابقة العالمية، التي اختير فيها مشروعان فائزان من تونس، من أصل 100 مشروع للمشاركة في المسابقة العالمية للوكالة التي ستجري الشهر الحالي وفي يونيو/حزيران 2015، حيث ستختار "ناسا" في النهاية أفضل خمسة أفكار.

أخيراً، يأمل رئيس وكالة الفضاء التونسية كرم حميد أن يدخل المجال الجوي الفضائي ضمن مجالات الدراسة في الجامعات والمعاهد الثانوية التونسية، وألّا يحرم التلاميذ والطلبة من صنع وتركيب وإضافة التقنيات الجديدة إلى كل الآلات. ويدعو إلى "تمكين طلبة الاختصاصات المتنوعة من تطبيق ما يدرسونه وتجريبه، لأن التطبيق يحمس ويحفز الخلق والإبداع".

إقرأ أيضا: الإدارة الإلكترونية للموارد البشرية
المساهمون