28 مايو 2019
انسكاب
استيقظ، أو لم يستيقظ، ربما خيّل له فقط، مرجّح أن تكون مجرّد بقايا هلاوسه الكوليرية، إذ لم يعد يستطيع التفريق بين الواقع والخيال، تكسّر الحاجز بين المنطق واللامنطق، يتنقل بين الجنون والعقل كإلكترون يحاول طي الزمن، هل تحول إلى زومبي سلمي يقضم من نفسه كلّما تملّكه الجوع؟ وهل ابتلعت الوسادة واقعه بعد جفاف أحلامه؟ هل شكّ في شكه حتى تحوّل إلى شكّاك بعيدا عن الفلسفة؟ هل استنزفت الحياة المشوهة متعة الموت الخلاص؟
درهمان ثروته الصباحية، تمارسان الفاحشة بالتناطح في جيبه المبلل، خشي ألا يكون النبيذ سبب البلل، تجنّب التحقّق كي لا يفقد احترامه نفسه، كان قاب شك أو أدنى من التحول إلى زبون شركة مناشف بلل الأطفال. اتجه نحو آلة إعداد القهوة يتمايل ذات اليمين وذات الشمال، لا زال تأثير الجاذبية يحاول ضبط نفسه داخل عقله، وضع الدرهمين في المكان المخصّص لهما، اختار قهوة مركزة كي يتخلص من مخلفات ليلة أفقرته. همس للآلة كأنها تسمعه: كم هو مكلف حب فتاة من دين آخر!؟ هل ضاجعت فتاة مثل هذه؟ كيف حدث ذلك والمنزل كان مكتظا بي فقط؟
جلس القرفصاء يتأمل العملية، سقط السكر في الفراغ، تبعته القهوة. راقب انسكاب نقوده في مجاري المياه بعينيه الذابلتين، تبع السكر الأحلام، كان قدره أن يتلاشى كل شيء أمام عينيه، رحلت الوالدة، الحبيبة الواهبة للحياة، بينما كان يعاقر النبيذ مع انعكاس إناث في زجاج قناني فارغات في كوخ تسكنه أشباح عنب، ورحلت الكرامة من جسده بعدما رضي أن يكون مجرّد رقم ينتظر كسرة خبز في وطن جرّده من كل شيء، تلاشت الوعود وعوّضت بعالم ميتافيزيقي يشك في وجوده، لكنه يشعره بطمأنينة كلّما استيقظت جراح الواقع المجحف. فرغت الآلة من الفناجين البلاستيكية كفراغ قلبه من المشاعر، وفراغ جيبه من النقود، حظ الكلب ذنب يفزعه كلّما أنشد الحرية، نفذت الفناجين عندما أراد معانقة السمراء ليتخلص من أوهام الليل.
ركل الآلة، تفّ عليها، لعنها، تمنّى لو كانت لديه القدرة ليرديها أرضا ويترك أصابعه منقوشة على وجهها. ولاها ظهره، تنفس عميقا، آمن أخيرا أنه أصبح فقيرا، واستبدل الدرهمين بفكرة الحب كما قال الديك "بورياش"، ربما تكون القهوة آخر فنجان من حياة سكبت في الفراغ أمام عينيه.
درهمان ثروته الصباحية، تمارسان الفاحشة بالتناطح في جيبه المبلل، خشي ألا يكون النبيذ سبب البلل، تجنّب التحقّق كي لا يفقد احترامه نفسه، كان قاب شك أو أدنى من التحول إلى زبون شركة مناشف بلل الأطفال. اتجه نحو آلة إعداد القهوة يتمايل ذات اليمين وذات الشمال، لا زال تأثير الجاذبية يحاول ضبط نفسه داخل عقله، وضع الدرهمين في المكان المخصّص لهما، اختار قهوة مركزة كي يتخلص من مخلفات ليلة أفقرته. همس للآلة كأنها تسمعه: كم هو مكلف حب فتاة من دين آخر!؟ هل ضاجعت فتاة مثل هذه؟ كيف حدث ذلك والمنزل كان مكتظا بي فقط؟
جلس القرفصاء يتأمل العملية، سقط السكر في الفراغ، تبعته القهوة. راقب انسكاب نقوده في مجاري المياه بعينيه الذابلتين، تبع السكر الأحلام، كان قدره أن يتلاشى كل شيء أمام عينيه، رحلت الوالدة، الحبيبة الواهبة للحياة، بينما كان يعاقر النبيذ مع انعكاس إناث في زجاج قناني فارغات في كوخ تسكنه أشباح عنب، ورحلت الكرامة من جسده بعدما رضي أن يكون مجرّد رقم ينتظر كسرة خبز في وطن جرّده من كل شيء، تلاشت الوعود وعوّضت بعالم ميتافيزيقي يشك في وجوده، لكنه يشعره بطمأنينة كلّما استيقظت جراح الواقع المجحف. فرغت الآلة من الفناجين البلاستيكية كفراغ قلبه من المشاعر، وفراغ جيبه من النقود، حظ الكلب ذنب يفزعه كلّما أنشد الحرية، نفذت الفناجين عندما أراد معانقة السمراء ليتخلص من أوهام الليل.
ركل الآلة، تفّ عليها، لعنها، تمنّى لو كانت لديه القدرة ليرديها أرضا ويترك أصابعه منقوشة على وجهها. ولاها ظهره، تنفس عميقا، آمن أخيرا أنه أصبح فقيرا، واستبدل الدرهمين بفكرة الحب كما قال الديك "بورياش"، ربما تكون القهوة آخر فنجان من حياة سكبت في الفراغ أمام عينيه.
مقالات أخرى
29 مارس 2019
25 مارس 2019
23 أكتوبر 2018