انتهاكات ضد الصحافيين في الضفة ووقفة احتجاجية في غزة

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
غزة

محمد عثمان

avata
محمد عثمان
12 يونيو 2014
4ECB8960-5C50-4BAC-A707-0B517D0FCEBE
+ الخط -

فيما كان عشرات الصحافيين الفلسطينيين ونقابتهم يستعدون لوقفة احتجاجية على دوار المنارة ظهر الأربعاء، وسط رام الله، احتجاجاً على انتهاكات الأجهزة الأمنية بحقهم، نفذ عشرات الصحافيين الفلسطينيين في غزة وقفة احتجاجية ضد الانتهاكات التي يتعرض لها زملاؤهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد يوم واحد من اعتداء الأمن على الصحافي يوسف الشايب، وآخرين في مدينة رام الله.


وفي رام الله تظاهر عشرات الصحافيين أمام مركز شرطة رام الله، يطالبون بإطلاق سراح ثلاثة من زملائهم، بعد أن تعرض اليوم العديد من الصحافيين، وعلى رأسهم نقيب الصحافيين عبد الناصر النجار، لاعتداءات عناصر الأمن سواء التي ترتدي الزي الرسمي أو الزي المدني، عندما كانوا يغطون اعتصاماً لأهالي المعتقلين السياسيين، نظم وسط رام الله، قبل نحو نصف ساعة من اعتصام الصحافيين.

وما بين دفع بالأيدي والأرجل، وضرب مباشر، ومصادرة الكاميرات وتحطيم بعضها، ومصادرة "بطاقة" الذاكرة للكاميرات، واعتقال ثلاثة من الصحافيين، انتهى يوم آخر من أيام الصحافيين الفلسطينيين في ظل إنهاء الانقسام.

ولعل المفارقة أن الصحافيين دفعوا ثمناً باهظاً من حريتهم خلال سنوات الانقسام بين حركتي"فتح" و"حماس"، وازدادت وتيرة الانتهاكات ضدهم مع إعلان إنهاء الانقسام الذي جرى في 23 أبريل/نيسان الفائت.

واعتدت الأجهزة الأمنية على الصحافيين، خاصة المصورين منهم، حيث تم الاعتداء بالضرب واعتقال كل من معاذ عمارنة مصور "ترانسميديا" الذي كان يرافق مراسل الأقصى، وأنس أبو عرقوب من تلفزيون فلسطين، ومصعب سعيد مراسل وكالة"صفا"، وفراس طنينة مراسل وكالة "معاً"، وعلي دراغمة وأحمد ملحم من وكالة"وطن"، ومعاذ حامد من "الأناضول" والمصور محمد جرادات، وغيرهم ممن لم تعرف هويتهم بعد.

وقال نقيب الصحافيين لـ"العربي الجديد": "لقد تعرضت للدفع بالأيدي من قبل عناصر الأمن، خلال تواجدي مع الصحافيين وسط رام الله".

واعتصم العشرات من الصحافيين أمام مركز شرطة رام الله، مطالبين بالإفراج عن زملائهم، حيث تم الإفراج عن أنس أبو عرقوب، ومحمد جرادات، في حين نفت الشرطة احتجازها لعمارنة، لكن مع إصرار الصحافيين على عدم المغادرة، تبين أن عمارنة كان محتجزاً لدى الشرطة الخاصة.

وأمام إصرار الصحافيين على عدم المغادرة، وتدخل نقيب الصحافيين تم إطلاق سراح عمارنة، وآثار اللكمات بادية على وجهه وعينيه، وتم تسليمه الكاميرا الخاصة به بعد مصادرة "بطاقة" الذاكرة منها، فيما تم حذف مقاطع كاملة من كاميرا قناة "فلسطين اليوم" قبل تسليمها للمصور هادي الدبس الذي أعتدي عليه أيضاً. وحسب الصحافيين، فقد بقيت على الأقل كاميرتان مصادرتان لدى المخابرات والشرطة الخاصة.

وأكد الصحافيون أنهم بصدد الاجتماع لاتخاذ خطوات قانونية مقبلة بحق الأجهزة الأمنية وعناصرها، التي لا تتوقف عن استهداف الصحافيين والمصورين، رغم أن الرئيس محمود عباس يؤكد في كل اجتماعاته مع الصحافيين أن "حرية الصحافة في فلسطين عنانها السماء".



وقفة احتجاجية في غزة

وشارك العشرات من صحافيي غزة في الوقفة التي نظمتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في حديقة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، رافعين شعارات منددة بالاعتداءات وتكميم الأفواه، ومنها "حقنا في التعبير مكفول" و"نحن شركاء في الوطن ومدان من يعتدي علينا" و"عار على قمع الكلمة ومصادرة الصورة".

وعبّر نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، عن رفضه والنقابة للاعتداءات كافة والانتهاكات التي يتعرّض لها بعض صحافيي الضفة الغربية ومنع عدد من الصحف من التوزيع في بعض محافظاتها.

وقال لـ"العربي الجديد" خلال الوقفة: "استبشرنا خيراً بعد توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ونناضل من أجل الحصول على حرية كاملة للصحافيين لأداء واجبهم، غير أننا نجد الكثير من الانتهاكات من قبل الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية وقطاع غزة".

وطالب الأسطل بوحدة الصحافيين في وجه تلك الاعتداءات، متمنياً على الرئيس محمود عباس العمل على وقفها وفتح كافة المؤسسات الاعلامية المغلقة بالضفة الغربية، وضمان حرية العمل الاعلامي في الاراضي الفلسطينية.

أما الكاتب الصحفي وجيه أبو ظريفة، فقال لـ"العربي الجديد" إن تعدد الاعتداءات في الآونة الأخيرة بالضفة وغزة "يعد انحداراً خطيراً في تعامل الحكومة وقوى الأمن الفلسطينية مع الصحافيين".

وأضاف أبو ظريفة: "كل اعتداءات الأمن في الضفة وغزة تشكّل خطورة على حياة الصحافيين، بالإضافة إلى أنها تؤثر على مهنيتهم في تغطية الأحداث"، موضحاً أن مهمة رجال الأمن تسهيل عمل الصحافيين وحمايتهم، مؤكداً على ضرورة إبعادهم عن التجاذبات السياسية لأنهم يقومون بعملهم بكل حيادية.

من جانبه، وجّه الصحافي سمير خليفة، رسالة للأجهزة الأمنية في الضفة وغزة بأن الصحافيين تعرضوا للكثير من الانتهاكات من قبل الاحتلال الاسرائيلي من أجل رسالتهم الوطنية، وقدّموا الكثير من التضحيات، متسائلاً عن سبب الاعتداء عليهم من قبل الأجهزة الأمنية.

ولفت خليفة في حديثه مع "العربي الجديد" إلى أن واجب الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الامنية "احترام الصحافيين وشكرهم على ما قدموه من خدمات"، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يكون الشكر من خلال الضرب واللكمات، إنما يجب أن يُحترموا على كل ما قدموه من خدمات، حتى لو تجاوزوا بعض المرات فيمكن التجاوز عن تلك الاخطاء القليلة وعدم التعامل معها على أنها كبيرة، لأن تضحياتهم أكبر وأسمى من أي خطأ".

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
تجمّع عسكري إسرائيلي على حدود لبنان، 30 سبتمبر 2024 (إريك مارمور/Getty)

سياسة

بعد عام على فتح الجبهة اللبنانية تحوّل لبنان من معركة إسناد غزة، إلى الحرب الشاملة، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي بدأت في 23 سبتمبر الماضي.
الصورة
فعالية رام الله

سياسة

أحيا مئات الفلسطينيين في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت
المساهمون