انتقادات لواشنطن بعد امتناعها عن تقديم مساعدات في مؤتمر بروكسل

27 ابريل 2018
تذمر من التملص الأميركي (ستيفان لوكوك/ فرانس برس)
+ الخط -

تتعرض الإدارة الأميركية لانتقادات شديدة لامتناعها عن التقدم بأي تبرعات في مؤتمر مانحي سورية، الذي عقد في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء، وهو ما ساهم في عجز قيمته 5 مليارات دولار في أموال الأمم المتحدة المخصصة للمساعدات الإنسانية للسوريين داخل سورية وخارجها.


ورأت صحيفة "ذا غارديان" أن الامتناع الأميركي عن المساهمة في تمويل جهود الإغاثة، أتى بعد أن كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعرب في عدة مناسبات عن رغبة بلاده في الانسحاب من سورية وأن تحل محلها قوات من دول عربية غنية، وأن تتحمل هذه الدول العبء المالي للمأساة السورية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تزال أكبر المساهمين في الجهود الإنسانية في سورية على مدى السنوات السبع الماضية، والتي تصل إلى 8 مليارات دولار، وستستمر في توفير هذه المساعدات.

وأضافت "الولايات المتحدة ملتزمة بدورها في أن تقود عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية لمن جرى تهجيرهم قسراً بسبب النزاع والملاحقة عبر العالم"، داعية "المانحين الآخرين أيضاً إلى تعزيز مساهماتهم لتوفير المزيد من الدعم لهذه التحركات".



وبحسب الصحيفة، فإن خبراء دوليين انتقدوا امتناع الولايات المتحدة عن تقديم التبرعات في مؤتمر بروكسل هذا العام، كوسيلة لحث الأطراف الأخرى على رفع مساهماتهم. ولا تقوم الولايات المتحدة عادة بالإعلان عما ستتبرع به في مؤتمرات المانحين، بل تكتفي بالإعلان عما تم تقديمه حتى ذلك الحين.

ورأت أن مناورة الإدارة الأميركية تعكس التغير الذي أتى به ترامب، فالولايات المتحدة في عهده لا تلتزم بدورها القيادي العالمي بأن تكون مثالاً يحتذى به، ويتبعها العالم في خطواتها، بل تريد أن تعطي الأوامر للدول الأخرى. وبالتالي امتنعت الإدارة الحالية عن تقديم المساعدات هذا العام وطالبت الآخرين برفع مساهماتهم، عوضاً عن رفع مساعداتها لتحث الآخرين على فعل الأمر ذاته.

أما من الجانب البريطاني، فقد أعلنت الحكومة في مؤتمر بروكسل على لسان وزير التنمية الدولية، بيني موردونت، عن تعهدها بتقديم ما لا يقل عن 450 مليون جنيه إسترليني دعما لسورية والمنطقة خلال عام 2018، إلى جانب 300 مليون خلال عام 2019. وبذلك يرتفع إجمالي ما رصدته المملكة المتحدة لتمويل الاستجابة الإنسانية في سورية والمنطقة من 2.46 مليار إلى 2.71 مليار جنيه استرليني.

إضافة إلى ذلك، أكدت موردونت أيضاً أن المملكة المتحدة ستدفع حصتها من الجولة الثانية من ميزانية صندوق الاتحاد الأوروبي لدعم اللاجئين السوريين في تركيا.

ومن جهة أخرى، أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" عن عدم تقدمها لطلب الدعم المالي من الحكومة البريطانية حتى إشعار آخر، على خلفية الفضائح التي ضربت قطاع المنظمات الخيرية العام الحالي.

وتعد المنظمة غير الحكومية من كبار متلقي التمويل الحكومي الذي تقدمه وزارة التنمية الدولية، وحصلت على عقود قيمتها 91 مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية عام 2016، وفقاً لتقريرها السنوي العام الماضي.

كما كانت الحكومة البريطانية قد أوقفت تمويلها لمنظمة أخرى، هي منظمة "أوكسفام"، بداية هذا العام بعد اتهام "أوكسفام" بالتغطية على فضائح التحرش الجنسي التي ارتكبها موظفوها في هايتي عام 2011 خلال تقديم المساعدة لضحايا الزلزال.



وينتظر أن تمتنع "أنقذوا الأطفال" عن التقدم بطلبات التمويل الحكومي حتى إعلان موردونت عن رضاها عن طبيعة عمل المنظمة والتزامها بمعايير الوزارة.

وتعد منظمة "أنقذوا الأطفال" من كبرى المنظمات غير الحكومية الناشطة في مساعدة اللاجئين السوريين، ويتوقع أن يؤثر انخفاض الدعم المالي على عملياتها الخاصة بسورية وفي الدول المجاورة.