إثر تصاعد الانتقادات في إيران اتجاه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عشية زيارته المرتقبة لطهران، تولى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شخصياً الدفاع عن وزيره. واعتبر هولاند أن "فابيوس يمثل فرنسا وسنقيِّم سلوك إيران انطلاقاً من الطريقة التي سيتم بها استقباله".
وقال هولاند "نحن ننتظر من الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يبرهن بأن إيران تستطيع المساهمة في حل عدد من الأزمات الخطيرة في الشرق الأوسط خاصة في سورية" وأضاف الرئيس الفرنسي: "يجب على إيران أن تساهم في ايجاد حلول لعدد من الأزمات في لبنان وسورية واليمن والبحرين".
وكان فابيوس تعرض لوابل من الانتقادات العنيفة من طرف المعلقين السياسيين المقربين من الدوائر المحافظة في إيران. وعاب هؤلاء على فابيوس موقفه المتشدد خلال المفاوضات حول النووي الإيراني بين إيران ومجموعة خمسة + واحد التي أفضت إلى التوقيع مؤخراً على اتفاق وصف بـ "التاريخي"، ويسعى إلى الحد من النشاط النووي الإيراني مقابل الرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على إيران. وبادر بعض المعلقين الإيرانيين إلى التذكير بالدعم الفرنسي الكبير للعراق وللرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء الحرب العراقية مع إيران.
وفي بادرة تعكس حجم الامتعاض الإيراني اتجاه فابيوس، فتح بعض المعلقين الإيرانيين ملف فضيحة "الدم الملوث" التي تفجرت في الفترة التي كان فيها فابيوس رئيساً للوزراء في الثمانينيات من القرن الماضي، عندما قام المركز الوطني الفرنسي للدم بتوزيع دم ملوث بفيروس "الايدز" على المئات من المرضى المصابين بالهيموفيليا مما أدى إلى وفاة المئات منهم في فرنسا.
ورغم حظر توزيع "الدم الفاسد" في فرنسا واصلت السلطات تصديره إلى الخارج وخاصة إلى إيران مما أدى أيضاً إلى إصابة مئات الأشخاص ووفاة العشرات. ورغم أن القضاء الفرنسي برأ فابيوس من تهمة القتل غير العمد عام 1999 فقد اعتبر المعلقون الإيرانيون بأن فابيوس لا يزال يتحمل مسؤولية وفاة المرضى الإيرانيين.
اقرأ أيضاً "ذي غارديان": هكذا تلقّى الشارع العراقي الاتفاق النووي الإيراني