انتفاضة العراق: نحو 75 مصاباً بنيران الأمن في ذي قار

26 يناير 2020
التحاق لافت للطلاب بالتظاهرات (أحمد الربيع/ فرانس برس)
+ الخط -
أوقع العنف المفرط الذي استخدمته القوات الأمنية العراقية، اليوم الأحد، بمواجهة التظاهرات الحاشدة في محافظة ذي قار، عشرات الإصابات في صفوف المحتجين، فيما استمرت التظاهرات رغم ذلك القمع في المحافظة والمحافظات المنتفضة الأخرى.

وشهدت ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات الجنوبية، منذ الصباح، توافد المئات من الطلاب الجامعيين وطلاب المدارس الثانوية، الذين انضموا إلى الساحات، ليبدأوا تظاهرات واسعة وصفت بـ"المفاجئة" حتى للموجودين من المعتصمين في ساحات التظاهر.

ووسط انتشار أمني مكثف استيقظت عليه محافظة ذي قار، احتشد مئات المتظاهرين والطلاب في مركز المدينة (الناصرية)، وقطعوا تقاطع البهو، فيما هاجمهم عناصر الأمن بالرصاص الحي وقنابل الغاز محاولين تفريق التظاهرات، ما أسفر عن سقوط نحو 75 متظاهرا بإصابات مختلفة، بينما أحرق المتظاهرون عجلتين لعناصر الأمن.

كذلك شهدت محافظة البصرة تظاهرات ضمت المئات من الطلاب، في ساحة البحرية، وردد المتظاهرون شعارات وهتافات تندد بـ"محاولات فض التظاهرات، وما لحقها من إجرام حكومي"، وفق قول المتظاهرين.

واعتصم المئات في مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، تنديدا بمواقف الأحزاب الموالية للجهات الخارجية، والتي "تقدم الدعم لها على حساب مصلحة العراق".

كما شهدت مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى، تظاهرات ومسيرات طلابية واسعة لدعم المتظاهرين في المحافظات الأخرى، وجدد المتظاهرون تمسكهم بالمطالب المشروعة، محذرين من محاولات تسويفها.

وعمّت التظاهرات محافظات بابل والنجف وكربلاء وميسان، والتي عززها مئات من الطلاب، الذين حذروا من "استمرار القمع الحكومي للتظاهرات السلمية".

وشهدت ساحة التحرير تظاهرات واسعة جدا، أحياها المئات من المعتصمين والطلاب الجامعيين، وهتف المتظاهرون ضد أحزاب السلطة التي تسعى لفض التظاهرات بالقوة.

من جهتها، أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية توثيق مقتل 12 متظاهرا في بغداد وذي قار، وقالت، في بيان لها، إنها "مستمرة بتوثيق التظاهرات الحاصلة في بغداد وعدد من المحافظات"، مبدية أسفها وقلقها البالغ "للأحداث التي رافقتها، والتي أدت إلى سقوط شهداء ومصابين من المتظاهرين والقوات الأمنية، والذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان".

وأوضحت المفوضية أنها "وثقت مقتل 12 متظاهرا، منهم 9 في محافظة بغداد، و3 في ذي قار"، مضيفة أنها "وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية، منهم 118 في بغداد و78 في ذي قار، و34 في البصرة، فضلا عن تسجيل 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة".

في غضون ذلك، حذّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من محاولات بعض الجهات ركوب موجة التظاهرات.


وفي تغريدة نشرها المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، أكد أن الصدر "يتفهم عواطفكم الجياشة إزاء الهجمة الأميركية ضد سماحته، إلا أنه ينهاكم عن التظاهر لأجل ذلك حتى لا ننجر إلى فتنة داخلية".

وأكد الحساب ذاته: "إذ أوقفت الدعم الإيجابي والسلبي إن جاز التعبير (في إشارة إلى دعمه للمتظاهرين)، إنما أردت إرجاع الثورة إلى مسارها ورونقها الأول، لا إلى معاداتها. وإن لم يعودوا فسيكون لنا موقف آخر لمساندة القوات الأمنية البطلة، والتي لا بد لها من بسط الأمن لا الدفاع عن الفاسدين، بل من أجل مصالح الشعب ولأجل العراق وسلامته".

وشدد: "لن نسمح للفاسدين بركوب موجها (التظاهرات لا سيما من سارعوا إلى تصريحات لصالح الثورة، ما إن ظنوا أننا ابتعدنا عنها. ولن نبتعد إنما لا نريد أن تسوء سمعتها".