انتفاضة السكاكين... والابتسامات

15 أكتوبر 2015
اطعن" جندياً أو مستوطناً فأنت تقاوم (فرانس برس)
+ الخط -
(1)
طِفْلٌ يَكْتُبُ فَوْقَ جِدَارْ
طِفْلٌ نَبَتَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ النَّارْ
أيَّتُهَا الخُوذَاتُ البَيْضَاءُ حَذَارْ
مِنْ طِفْلٍ نَبَتَتْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ النَّارْ
مِنْ طِفْلٍ يَكْتَبُ فَوْقَ جِدَارْ
يَكْتُبُ بَعْضَ الأَحْجَارْ
وَ بَعْضَ الأشْجَارْ
وَ بَعْضَ الأَشْعَارْ


(2)
"اطعن" جندياً أو مستوطناً فأنت تقاوم؛ رفع الشباب الفلسطيني شعار مقاومته الحالية للدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته والأداة سكيناً، مُثخناً في العدو الصهيوني حدّ الرعب.

مَن يرى أداة المقاومة "السكين" يعلم أنه مجرد سلاح بدائي للغاية أمام الآلة العسكرية الصهيونية شديدة التطور، لكنه موجود في كل بيت ولا يزال يفعل الكثير، يرسل رسالة مفادها أننا لن نستسلم ولن نرضى بواقعكم البائس، وسنصنع حاضرنا ومستقبلنا متوهج النصر.

أصحاب الابتسامات وانتفاضة السكاكين والكوفية الفلسطينية هم شباب أعزل، مجرد من التوجهات الفكرية أو التحزبات السياسية، هو من أفراد الشعب، عمل على أن تنتقل فكرة إمكانية المقاومة للشعب ككل ولا تُصبح حكراً على فصائل المقاومة فقط، وعند ذلك تصعب على الأجهزة الأمنية للعدو أن تسيطر عليها ويشيع الخوف والرعب بين أفراد الكيان المحتل.

أصحاب الانتفاضة هذه المرة شباب في مقتبل حياته وريعانها تماماً، فهم من مواليد التسعينات والألفية، قرر أن لا تكبله حواجز أو معابر أو تعقيدات ومبررات وتحذيرات، وضرب باتفاقيات أوسلو والمفاوضات والخيانات عرض الحائط.

هذا الجيل لا يخاف؛ لا مكان في أساس الأمر للخوف في قلبه أو حياته، لقد فرض على العدو الصهيوني جبهة جديدة من المواجهة وجهاً لوجه مباشرةً والعين في العين ثم تتوالى الطعنات البالغة حد العمق، فأفقده القدرة على الردع تماماً، وتمتزج صدمة العدو بفرحة المقاوم لتصنع مشهداً تعجز السينما عن إخراجه، فللطعنات أثرها النفسي على المحتلّ عندما يرى أنه يتم طعنه وهو مدجج بكافة الأسلحة المتطورة.. إذن لا أمل له في الانتصار وتحقيق القمع المدرب عليه أمام سكين.

لم تكن ابتسامات هؤلاء الشباب بأقل من عملياتهم النوعية ضد الاحتلال، بل كانت سلاحاً حاداً كسكاكينهم تماماً، كانت كذلك كطعناتهم، عميقة ثابتة وغائرة حد القلب، كانت ابتسامات عزة وفخر وكرامة؛ ابتسامات نصر واستهزاء من العتاة المسلحين وهم يقبضون عليهم، حتى أن العدو الصهيوني أطلق عليها ابتسامة الإرهابيين!

جيل انتفاضة السكاكين والابتسامات أكد على إيمانه بقضية تحرير كل شبر على أرض فلسطين لا مساومات على ذلك، أعلن حبّه للأرض والاستماتة في الدفاع عنها بأي وسيلة كانت، لا بيع ولا تسليم، لا سمسرة ولا ضياع لها ولحق العودة إليها.

إن أصحاب الأرض لا يخافون، ولا يختبئون ويواجهون من وراء جُدُر، إنهم لا يخضعون لابتزازات العملاء والخونة، ولا يسمسرون على أراضيهم، فالجيل يُسلّم للجيل الذي يليه الراية.. إنهم ببساطة لا ينسون.

(3)
علّيّ الراية برام الله وبجبال النار
وعقال العز عقالك عزم وإصرار
والطلقة الأولى فيها حكاية مشوار
عند الحق نخلِّي العالي واطيها
عَلّيّ الكوفية عَلّيّ ولولح فيها
وغنّي عتابا وميجانا وسامر فيها
وخلّي البارود يهلّل ويحليها.

*(1) أبيات شعرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش.
*(3) مقطع أغنية من التراث الفلسطيني بعنوان "علّيّ الكوفية".

راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk
المساهمون