شهدت عدة مناطق في محافظة الأنبار (غرب العراق) انتشاراً أمنياً مكثفاً على خلفية هجمات متفرقة شنها عناصر بتنظيم "داعش" الإرهابي خلال الأيام الماضية.
وأكد مصدر في شرطة الأنبار، اليوم الاثنين، أن قوات عراقية من الجيش والشرطة انتشرت، بشكل مكثف، في عدد من مناطق راوة وعانة غرب الأنبار، بعد تعرض عدد من المنازل إلى هجمات متفرقة من قبل عناصر "داعش"، لافتا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى ورود معلومات استخبارية تشير إلى نية ما تبقى من فلول التنظيم هناك استهداف "المناطق الرخوة" من الناحية الأمنية.
وأضاف المصدر: "نفذت وحدات من الجيش والشرطة، تساندها تشكيلات من مقاتلي العشائر، انتشارا مكثفا في عدد من المناطق"، مشيراً إلى تفتيش بعض المنازل بحثا عن مطلوبين أو مشتبه بهم.
وكان قائممقام (رئيس بلدة) راوة غرب الأنبار قد أعلن، الليلة الماضية، عن إصابة ثلاثة أشخاص بتفجير منزل وسط البلدة، مشددا، خلال تصريح صحافي، على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن في راوة.
وفي السياق، قال الزعيم القبلي محمود الروضان إن "الخلل في القيادات الأمنية التي فكرت بتحرير الأراضي من سيطرة تنظيم "داعش"، لكنها لم تفكر في الجهة المؤهلة لمسك الأرض بعد ذلك"، موضحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات العراقية عملت على إقصاء العشائر ومسلحيها من ملف الأمن".
وشدد الروضان: "لا نقول إننا نطالب بأن يكون ملف الأمن بيد العشائر بشكل كامل، لكننا نطالب، على الأقل، بأن تكون التشكيلات العشائرية قوة رسمية ساندة"، مبينا أن "الصحراء الغربية التي تربط العراق بالأردن ما تزال تحتوي على أوكار يختبئ فيها مقاتلو "داعش" الذين فروا من المعارك".
ولفت إلى أن "عدم تطهير الصحراء بشكل كامل يعني أن المدن المحررة ستكون عرضة للهجمات المباغتة في أية لحظة، كما حدث خلال الأيام الماضية"، مطالبا بـ"عملية تطهير واسعة في الصحراء".
يشار إلى أن محافظة الأنبار كانت قد شهدت، خلال الأيام الماضية، هجمات متفرقة لتنظيم "داعش" أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وأعلنت القوات العراقية، العام الماضي، تحرير جميع مدن ومناطق محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي سيطر على مدن مهمة بالمحافظة كالفلوجة وهيت والرمادي نحو ثلاث سنوات.