افتتحت صناديق الاقتراع في محافظتي، لبنان الجنوبي حيث يوجد أكثر من 410 آلاف ناخب، والنبطية حيث تُسجّل لوائح الشطب وجود أكثر من 440 ألف ناخب، للمشاركة في الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية، كما فُتحت الصناديق أمام ناخبي قضاء جزين، (نحو 58 ألف ناخب)، للمشاركة في الانتخابات النيابية الفرعية لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو.
وتدور أهم المعارك في مدينة صيدا، حيث تتنافس ثلاث لوائح، واحدة مدعوة من النائبين بهية الحريري وفؤاد السنيورة وتيار المستقبل، والثانية من رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، وثالثة غير مكتملة، مدعومة من التيار الإسلامي القريب من الشيخ الموقوف أحمد الأسير.
وتُعد الانتخابات في صيدا اختباراً ثالثاً لشعبية تيار المستقبل ورئيسه الحريري، خصوصاً وأن المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات أظهرت أن وضع شعبية الحريري أسوأ بكثير مما يُردد في مجالس التيار، تحديداً ما أبرزته النتائج الإيجابية للائحة "بيروت مدينتي"، وخسارة المستقبل لانتخابات بلدية عرسال.
أما مدينة جزين وقضاؤها، فتشهد منافسة بين التيار الوطني الحرّ (برئاسة النائب ميشال عون) والقوات اللبنانيّة وبعض العائلات، في وجه آل عازار، حيث تدور المنافسة على المجالس البلدية والمقعد النيابي الشاغر، الذي يتنافس عليه بشكلٍ رئيسي أمل أبو زيد، وهو مرشح التيارالحرّ ويُعدّ من المقربين من وزير الخارجية جبران باسيل، ويُنافسه إبراهيم عازار، وهو نجل النائب السابق سمير عازار.
وفي باقي مناطق الجنوب، تبدو حظوظ الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، أكبر من غيره، وقد فازت 50 بلدية من أصل 263 بلدية (الجنوب والنبطية) بالتزكية. ويواجه الحزب الشيوعي اللبناني (يخوض الانتخابات في 67 بلدة) ومرشحون ديمقراطيون ويساريون وعائلات، لوائح الثنائي الشيعي، في عدد من البلدات.
بالتالي، يبدو عنوان معركة الثنائي الشيعي، هو منع الخرق أو خسارة بعض البلديات، خصوصاً أن الخرق أو الخسارة، سيعني أن هناك أفقاً لخيار ثالث جنوباً، وهو ما يسعى الثنائي جاهداً لمنعه، والتأكيد أنه يختصر تمثيل المواطنين الشيعة. ورغم أن لا طابع سياسي مباشر للانتخابات، إلا أن النتائج ستحمل مؤشرات، لمدى موافقة الناس المطلقة على قتال حزب الله إلى جانب النظام السوري.
وفي قضاء حاصبيا، خرج كبير مشايخ خلوات البياضة (للمشايخ الدروز)، غالب قيس، للتأكيد على رفض المشايخ مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وهو ما أثّر سلباً على ترشح النساء إلى المجالس البلدية في المنطقة. وعلى الرغم من هذا الموقف، ومن قلق الأحزاب السياسية من دعم أي منهنّ خوفاً من ردة فعل رجال الدين، اجتماعياً وانتخابياً، استمرت أربع نساء بالترشّح.
لكن في الجانب الآخر من حاصبيا، تقع معارك سياسية قاسية، تحديداً في قرى الهبارية، وكفرشوبا، وكفرحمام، إذ يتنافس كل من الحزب الشيوعي من جهة والجماعة الإسلامية وتيار المستقبل من جهة أخرى.