انتخابات العراق: تشديد إجراءات الأمن وقطع الطرق بين المحافظات

11 مايو 2018
الخطة الأمنية لا تتضمن حظراً للتجوال (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -


شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، تكثيفا لإجراءات الأمن قبل يوم واحد من موعد الانتخابات التشريعية المقرر أن تجرى غدا السبت.

وأكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن مداخل العاصمة العراقية شهدت، منذ صباح اليوم، تشديدا في الإجراءات، من خلال التدقيق في هويات المواطنين الداخلين، موضحا لـ"العربي الجديد" أن بعض المداخل الواقعة غرب وشمال بغداد منعت العراقيين الذين يحملون هويات صادرة عن محافظات أخرى من دخول العاصمة.

وأشار إلى أن "الإجراءات شملت وضع حواجز تفتيش لعزل الأحياء السكنية بعضها عن البعض الآخر، من خلال قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية"، لافتاً إلى الاستعانة بطيران الجيش العراقي، الذي كثف طلعاته فوق المراكز الانتخابية لحمايتها من أي تهديد محتمل.

وأضاف "كما منعت القوات العراقية سير الشاحنات وسيارات الحمل الصغيرة والدراجات النارية والهوائية حتى انتهاء موعد الانتخابات مساء السبت"، موضحا أن "تشديد إجراءات الأمن لم يشمل بغداد وحدها، بل امتد إلى جميع المحافظات العراقية التي اتخذت إجراءات مماثلة، أهمها قطع الطرق بين محافظة وأخرى إلى فترة ما بعد الانتخابات".

في غضون ذلك، أكد قائد عمليات الجيش في البصرة (جنوب العراق)، الفريق الركن جميل الشمري، تشديد إجراءات الأمن في المحافظة استعدادا لإجراء الانتخابات، مبينا، خلال مقابلة متلفزة، أن "الخطة الأمنية لا تتضمن حظرا للتجوال".

وأشار الشمري إلى أن الإجراءات الأمنية شملت "إغلاق مطار البصرة والمنافذ الحدودية يوم الانتخابات"، مؤكداً "تلافي جميع الثغرات التي قد تواجه عمل القوات العراقية المكلفة بحماية المراكز الانتخابية".



وأوضح أن "الأوضاع ستكون طبيعية داخل البصرة فيما يتعلق بحركة السيارات والأشخاص"، مؤكدا قطع الطريق مع المحافظات الأخرى.

وجرت، أمس الخميس، عملية التصويت الخاص في الانتخابات العراقية دون وقوع أية حوادث تذكر، فيما أعلنت القوات العراقية عن نجاح خطتها لحماية الناخبين الذين شاركوا في التصويت الخاص.

واختلفت آراء العراقيين بشأن تكثيف الإجراءات الأمنية، وقطع عدد كبير من الطرق.

وقال المهندس محمد علي، الذي يعمل مديرا لشركة مقاولات في حي المنصور وسط بغداد، إنه اضطر لإغلاق شركته منذ الأربعاء الماضي، بسبب صعوبة وصوله إلى مقر عمله من منزله الواقع في حي البلديات شرقي العاصمة العراقية، مضيفاً في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" "لكن ذلك لا يعني أنني متذمر من حالة الاستنفار التي تعيشها القوات العراقية".

وأشار إلى أن "هذا الأمر إجراء طبيعي في بلد مثل العراق شهد انهيارات أمنية متكررة"، موضحاً أنه يؤيد إجراءات تكثيف الأمن وقطع الطرق.

ويختلف خالد حامد، الذي يعمل سائق سيارة أجرة ببغداد، مع محمد علي، إذ أكد أن إغلاق الطرق أثر عليه بشكل كبير، وحجب عنه مصدر رزقه، منتقداً في حديث لـ"العربي الجديد"، الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها القوات العراقية منذ أيام، وتكثفت اليوم الجمعة، معتبراً  أن "هذا الأمر يتسبب بقطع رزقه وأرزاق آخرين غيره".