امتحان حاسم للاندماج

06 سبتمبر 2015
مطالبات بالاندماج الفعال والمنتج(العربي الجديد)
+ الخط -
لسنوات خلت كانت نسبة التحصيل العلمي في جامعات ألمانيا هي الأكثر جذبا للطلبة العرب المهاجرين، وخصوصا بين جنسيات محددة وفق إحصاء رسمي نشر قبل 3 سنوات، حيث أشار إلى أنه من بين 700 ألف عربي-ألماني وهو رقم سيزيد بعد سنوات قليلة، ممن يحملون الجنسية، احتل المغاربة والفلسطينيون والسوريون واللبنانيون النسبة الكبرى ممن يلتحقون بالجامعات، هذا عدا عن توافد طلبة من خارج ألمانيا التي بات منذ عقد يفضلها أبناء المغرب العربي.
وبالرغم من أن هؤلاء الطلبة والتلاميذ قد ولدوا في البلدان الأوروبية، فإنه وعلى سبيل المثال لا الحصر يظل النقاش في بعض الدول الإسكندنافية يأخذ طابعه السلبي حول ما يسمى "الطلبة مزدوجي اللغة". كثيرة هي المدارس التي جرى إغلاقها ونقل تلاميذها موزعين على مدارس أخرى، وكما يعرف مهاجرون عرب في الدنمارك فإن قصة "تكاثر مزدوجي اللغة" كانت تدفع بأولياء الأمور الدنماركيين بنقل أولادهم من تلك المدارس الحكومية ليبقى النقاش ضمن دائرة
مفرغة، فتارة هؤلاء من أصول مهاجرة يعتبرون مواطنين قانونا وتارة أخرى "أصبحوا أغلبية في المدرسة" التي تغلق ويعاد توزيع الطلبة على مدارس أخرى.
بالرغم من ذلك، ومنذ عام 2010 بدأت نسب النجاح والتحصيل العلمي لمستوى فوق الصف التاسع تتطور تطورا فاق في 2013 نسبة التحصيل بين أقرانهم في دول الشمال.
وبحسب ما يقول الدكتور رضا آغا لـ "العربي الجديد" من ميونخ فإن:"الوعي عند جيل ثان وثالث بأهمية التحصيل العلمي وبحسب دراسات علمية قامت بها منظمات متخصصة بتوجهات هؤلاء كان دائما الدافع لتغيير نمط مستقبل لم ينظر إليه في السابق من خلال مقاعد الدراسة".
يقول الشاب أسامة: "كنت سلبيا في السابق وأفكر بأنه طالما أخي خالد درس سنوات ولم يحصل على عمل فلماذا علي أن أدرس".
التجربة التي عاشها "أسامة" تغلغلت كثيرا في بداية تسعينيات القرن الماضي في عقول كثيرين من الذين اعتقدوا بأنه ما من فائدة للدراسة العليا، واليوم انقلبت الصورة. فطلاب دول الشمال الإسكندنافي، مهاجرين ومواطنين، بمجرد أن يصبحوا في الثامنة عشرة تقدم لهم وزارة التعليم منحة مالية شهرية بالإضافة إلى مجانية التعليم. يستمع هؤلاء من الجيل الجديد لقصص أهاليهم أكثر عما كابدوه ليتعلم واحد من الأسرة في البلد الأصلي.
اليوم لم يعد غريبا أن تجد كليات في جامعات مختلفة يشغلها 10 بالمئة من أصول مهاجرة، إن كان في أوسلو أو كوبنهاغن أو برلين، نسبة تشير إلى تصاعد الوعي بأهمية التحصيل العلمي الذي يعول عليه أبناء الجاليات.
المساهمون