اليونان تطالب باستعادة تماثيل البارثينون كجزء من اتفاق بريكست

19 فبراير 2020
المتحف البريطاني مؤسسة مستقلة (ديفيد كليف/SOPA/LightRocket/Getty)
+ الخط -

 

لا يقتصر الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على العلاقات السياسية والاقتصادية فحسب، بل يمتد إلى الآثار التي يمتلكها المتحف البريطاني، حيث تطالب اليونان باستعادة تماثيل البارثينون الشهيرة، أو المعروفة باسم تماثيل إلغين، كجزء من أي اتفاق تجريه بروكسل مع لندن. 

 

وتداولت وسائل الإعلام البريطانية مسودة وثيقة تفاوضية أوروبية تكشف تشدداً في بروكسل في عدد من القضايا الخلافية مع بريطانيا، خاصة قضية الصيد البحري. ويأتي ذلك في إطار الجهود الأوروبية لتشكيل موقف تفاوضي موحد مع بدء المفاوضات الثنائية مع بريطانيا بداية الشهر المقبل. 

ويبدو أن الحكومة اليونانية استغلت المسألة لتطالب بحل المشكلة العالقة مع بريطانيا، خاصة بعدما كشف الاتحاد الأوروبي عن تضامنه مع الدول الأعضاء، كما كان الحال مع أيرلندا خلال مفاوضات بريكست السابقة. وتقول اليونان إن التماثيل المعروضة في المتحف البريطاني، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، سرقها الدبلوماسي البريطاني اللورد إلغين من معبد البارثينون من أثينا قبل مئتي عام. 

وتقول المسودة إن الاتحاد الأوروبي سيطلب مناقشة "القضايا المتعلقة باستعادة المواد الثقافية التي تمت إزالتها بصورة غير قانونية إلى بلدان الأصل"، وهو ما تم تفسيره بأنه إشارة إلى التماثيل. وتعد هذه القضية شديدة الأهمية لليونان. 

وبدوره، أكد المتحف البريطاني أن التماثيل التي بحوزته وصلت إليه بطريقة قانونية، وأنه سيرفض أي طلب أوروبي خلال المفاوضات القادمة مع أوروبا للتخلي عنها. ويبدو أن الطلب اليوناني يحظى بدعم كل من إيطاليا وقبرص، اللتين تعانيان من نزيف آثارهما إلى متاحف الدول الأكثر ثراء. 

وعلقت كريستي كونستانتاكوبولو، المحاضرة في جامعة لندن، لـ"العربي الجديد"، بالقول "إن التصور الشعبي في اليونان أن تماثيل إلغين (أو تماثيل البارثينون كما تعرف في اليونان)، تمت سرقتها على يد اللورد إلغين، ولذلك فإن المتحف البريطاني يمتلكها بصورة غير قانونية. ولكن موقف القانون أكثر تعقيداً من هذا التصور".

وتضيف "تمتلك تماثيل البارثينون أهمية كبرى في العقيدة القومية لليونان الحديث. ويعتبر البارثينون وتماثيله أكثر رموز اليونان أهمية، إذ تُعتبر مثالاً على ما يراه اليونانيون أكثر الحقب التاريخية أهمية في ماضيهم القومي وفي التاريخ الإغريقي. وكان نزع التماثيل التي أخذها إلغين في القرن التاسع عشر قد ألحق الضرر بها، وهو ما تراه العقيدة القومية اليونانية الحديثة كإهانة". 


وتابعت بالقول "إن فتح الباب أمام النقاش حول شرعية ملكية الآثار سيقود بالتأكيد إلى العديد من المطالب. وإذا أعادت بريطانيا هذه الآثار كجزء من أي اتفاق أوروبي بريطاني فحينها باعتقادي، ستقوم دول أخرى بطلبات مماثلة، رغم أنه قد لا يحالفها النجاح. وبالأخص أن الحكومة البريطانية لا تمتلك فعلاً هذه الآثار الموجودة في المتحف البريطاني، الذي هو عبارة عن مؤسسة مستقلة".  

وتعد مجموعة التماثيل اليونانية المنحوتة من الرخام من رموز التاريخ اليوناني القديم، وكانت جزءاً من معبد البارثينون على تلة الأكروبوليس في أثينا اليونانية. وقام اللورد إلغين بين عامي 1801-1812 بإزالة نصف ما نجا من هذه التماثيل عبر التاريخ ونقلها بحراً إلى بريطانيا. 

وزعم إلغين حينها أنه حصل على إذن من الباب العالي (الحكومة العثمانية)، حيث كانت اليونان لا تزال حينها جزءاً من الدولة العثمانية. إلا أن الأرشيف العثماني لا يحتوي أي فرمان بهذا الصدد، وهو ما يشكك بمزاعم إلغين.  

وباشرت اليونان بعد استقلالها عام 1832 حملة لترميم إرثها الكلاسيكي القديم، وطالبت ولا تزال باستعادة التماثيل.

المساهمون