يبدو أن العلاقات التركية ــ اليونانية، بعد الانتخابات اليونانية الأخيرة، لن تتعزز بشكل أكبر كما تتمنى أنقرة، إذ بدأ الصدام، اليوم الجمعة، عندما قرر وزير الدفاع اليوناني الجديد، بانوس كامينوس، بشكل مفاجىء زيارة جزر متنازع عليها في بحر إيجة، في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الحكومة اليونانية، ألكسيس تسيباريس، بزيارة قبرص اليونانية كأول محطة له خارج البلاد، في ظل غياب أية توقعات بحدوث أي اختراق في القضية القبرصية.
ووصل كامينوس، اليوم الجمعة، إلى جزر إيما (باليونانية) أو كاراداك (بالتركية) بواسطة مروحية، وتبعاً لوسائل الإعلام اليونانية، رافق الوزير كامينوس سبعة قوارب حربية لحماة السواحل اليونانية واجهت ثلاثة قوارب من حرس السواحل التركية قبالة الجُزر، في الوقت الذي تحرشت فيه الطائرات المقاتلة اليونانية والتركية ببعضها بعضاً.
وجزر إيما أو كاراداك هما عبارة عن جزيرتين صخريتين صغيرتين غير مأهولتين في بحر إيجة، تقعان بين سلسلة من الجزر اليونانية الالدوديكانيز والساحل الجنوبي الغربي من البر الرئيسى التركي، وكانت سبب توتر كبير حصل بين الجانبين عام 1996 كاد أن يؤدي إلى حرب، وذلك بعد أن قام الجانبان بالهبوط العسكري كلّ على جزيرة.
وكان كامينوس قد أعلن، يوم الخميس الماضي، أنه سيزور الجزيرتين لوضع إكليل من الزهور عليهما لإحياء ذكرى الضابط اليوناني الذي قتل قبل عشرين عاماً، عندما تحطمت طائرته على إحدى الجزيرتين، وينتمي الوزير كامينوس إلى حزب اليونان المستقلة اليميني القومي المتطرف، والذي حصل على نسبة 27.8 من الأصوات في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وقبل بالتحالف مع حزب سيريزا اليساري الراديكالي، الذي حصل على 36.3 من عموم الأصوات لتشكيل الحكومة اليونانية المقبلة بزعامة أليكس تسيباريس، ليحصل كامينوس على وزراة الدفاع.
يذكر بأن العديد من أحزاب اليسار اليوناني تدعم الموقف التركي، وتقول إن الجزيرتين تابعتان لأنقرة، حتى أن أحد النواب عن حزب سيريزا، والذي شارك في اللجنة البرلمانية المختصة بهذا الأمر، تم طرده من اللجنة العام الماضي بعد أن تم اتهامه بالخيانة والتآمر إثر موقفه الداعم لأنقرة، ليحاول الحزب تجاوز الأمر في وقت لاحق بإصدار بيان يؤكد بأن موقف النائب هو موقف شخصي لا يعبر عن الحزب.