وكانت قد دخلت الهدنة المعلنة في اليمن من قبل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حيّز التنفيذ ليل الأربعاء في مختلف الجبهات والموقع العسكرية، من أجل سهولة إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السكان في مختلف المحافظات، لا سيما مدينة تعز التي تعاني أوضاعاً مأساوية جراء عمليات الحصار التي تفرضها مليشيا الحوثي وصالح على المدينة منذ عامٍ ونصف.
وتمنّى الرئيس هادي، خلال لقائه ولد الشيخ أحمد في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، استمرار الهدنة ووقف الأعمال القتالية، وإيصال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المدن، لانعكاساتها وفوائدها الإيجابية على المواطن اليمني في مختلف المدن والمحافظات.
وسجلت في الساعات الأولى منذ بدء سريان الهدنة عشرات الخروقات من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في عدد من المواقع والجبهات العسكرية، لا سيما في مدينة تعز، حيث أكد قائد قوات الاحتياط بالجيش الوطني التابعة للشرعية، اللواء سمير الحاجفي، في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن عدد الخروقات التي تم رصدها بلغت نحو 69 خرقاً في المدينة، مشيراً إلى أن الخروقات لا تزال مستمرة.
وبحسب قائد قوات الاحتياط، فقط شنت المليشيا الانقلابية قصفاً عنيفاً على الأحياء السكنية وعدد من مديريات المحافظة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في الوقت الذي تتواصل فيه التعزيزات، إذ تمّ رصد 17 سيارة محمّلة بالمسلحين تم توزيعها على مداخل المدينة وبعض المديريات، وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من محافظات صنعاء والحديدة وعدن.
ولفت اللواء الحاج إلى أنه تم رصد تسعة خروقات في جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن المليشيا الانقلابية قامت بقصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظات مأرب والجوف وشبوة، مستخدمة في قصفها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مؤكداً التزام قوات الجيش والمقاومة بالهدنة.
في غضون ذلك، تواصلت المواجهات الميدانية في اليمن بأكثر من محافظة، وسط اتهامات متبادلة بالخروقات في أول أيام الهدنة.
وأفادت مصادر تابعة لقوات الشرعية وأخرى لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم بأن المواجهات تواصلت، اليوم الخميس، في منطقة ميدي الساحلية التابعة لمحافظة حجة على الحدود مع السعودية، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وذكرت المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية أن الحوثيين خرقوا الهدنة وأطلقوا قذائف باتجاه مواقعهم، فيما اتهم الحوثيون قوات الشرعية بأنها نفذت محاولة زحف بغطاء جوي من الجهة الساحلية لمنطقة ميدي.
وكانت قوات الشرعية بدأت، أمس الأربعاء، عملية للتقدم في جبهة ميدي الحدودية مع السعودية والتي تشهد مواجهات متقطعة منذ أواخر العام الماضي، وترتفع وتيرتها بين الحين والآخر.
وفي محافظة تعز، اتهمت مصادر المقاومة والجيش الانقلابيين بعدم الالتزام بالهدنة منذ الساعات الأولى لانطلاقها، إذ سُجلت العديد من الخروقات بإطلاق القذائف المدفعية والرشاشات من مواقع يتمركز فيها الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، باتجاه مواقع لقوات الشرعية.
وفي المحافظات البعيدة عن المواجهات، تبدو الهدنة نسبياً صامدة حتى الآن، إذ لم يسجل وقوع غارات جوية للتحالف في صنعاء، أو محافظات أخرى، بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ، باستثناء ما قال الحوثيون إنه غطاء جوي لدعم قوات الشرعية في ميدي.
وكانت قوات التحالف أعلنت، الليلة الماضية، عن توقف الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف، غير أنها اشترطت "في حال استمرار قيام المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لمليشيات الحوثي والقوات الموالية لها".