تستعر منذ أيام المواجهات بين قوات الجيش اليمني الموالية للحكومة، ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على أطراف محافظة الضالع، لتمتد للمرة الأولى إلى إحدى المناطق المحاذية بمحافظة إب، وهي إحدى أهم المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وتخشى الجماعة من تمدد جبهات الحرب إليها، بما تمثله من أهمية بالنسبة لمختلف الجبهات جنوباً من الضالع مروراً بتعز وحتى الحديدة. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "منطقة النادرة بمحافظة إب، شهدت معارك عنيفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، على الأقل، عقب هجومٍ شنّه الحوثيون، حاولوا من خلاله السيطرة على جبل العود الاستراتيجي، بعدما تمركزت فيه قوات حكومية ومسلحون قبليون ينتمون لـ(المقاومة الشعبية)". وفي الوقت الذي قال فيه الحوثيون إنهم "تمكنوا من التقدم في مواقع بمنطقة العود، خلال المواجهات"، أفادت مصادر تابعة للقوات الحكومية بأنها "كسرت الهجوم الذي شنه الحوثيون، ونفذت مقاتلات التحالف ضربات جوية ضد أهداف مفترضة للحوثيين في منطقة قعطبة، بمحافظة الضالع، استهدفت تعزيزات كانت في طريقها إلى جبهات المواجهات بالمناطق المحاذية لإب".
وتُعدّ مواجهات الأطراف الشرقية لإب، امتداداً لجبهات الحرب المفتوحة في الضالع، وأبرزها جبهة مدينة دمت، التي تشهد معارك كرّ وفرٍ منذ سنوات، وصولاً إلى جبهة مديرية الحشا التي تصاعدت المواجهات فيها منذ أسابيع، بعد تقدم قوات حكومية للمرة الأولى بمناطق جديدة في هذه المديرية، التي ترتبط أيضاً بمحافظة تعز من جهة الجنوب.
وتقع منطقة العود ومحيطها، ضمن سلسلة المناطق التي عُرفت بانتشار السلاح وكانت ميداناً لحروب الشطرين قبل إعادة توحيد اليمن عام 1990، بما في ذلك ما تعرف بمعارك "المناطق الوسطى"، أو "حرب الجبهة"، التي شهدتها البلاد خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، بين الحكومة ومجموعات مسلحة مناهضة لها. ولا تزال القرى الحدودية بين المحافظتين تستذكر أحداثها المؤلمة في الغالب حتى اليوم. من زاوية أخرى، تبرز أهمية التصعيد الدائرة في المناطق الحدودية بين محافظتي الضالع وإب، في كونها بوابة نحو إحدى أهم الجبهات التي يمكن أن تؤثر في مسار المعارك، وتتمثل بمحافظة إب الأكثر كثافة سكانياً في اليمن، إذ إنه على بعد كيلومترات عديدة من منطقة دمت التابعة إدارياً لمحافظة الضالع، تقع منطقة يريم التي يمرّ فيها الخط الرابط بين صنعاء وعدن مروراً بمحافظة تعز. وإذا ما امتدت المواجهات إلى هذه المناطق، فإنها تقطع إمدادات الحوثيين عن تعز وحتى الجهات الحدودية بمحافظة لحج، كما يمتد تأثيرها المباشر إلى الحديدة. وتمثل إب إلى جانب تعز ما سُمّي بـ"إقليم الجند"، في تقسيم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المنعقد 2013 وحتى 2014، بسبب ما يجمع المحافظتين المتجاورتين اجتماعياً وسياسياً وتاريخياً. لذلك، فإن التأثير المباشر الذي ستخلقه أي معركة في إب، يتمثل في تعز، والأخيرة من أكثر المحافظات المتضررة من الحرب. وتسببت المواجهات المتصاعدة من حين لآخر فيها، بموجة نزوحٍ كانت إب إحدى الوجهات البارزة فيها.
اقــرأ أيضاً
ومنذ الإعداد لحملة الحديدة، كشفت مصادر قريبة من قوات الشرعية لـ"العربي الجديد"، عن أن "محافظة إب، كانت من أبرز الخيارات المطروحة للتحرك العسكري لقوات الشرعية، لتحقيق اختراقات جديدة في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها المحافظة على خريطة الحرب الدائرة. ومن الممكن أن تغيّر مسار الحرب في الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد، ابتداءً من الضالع وتعز وحتى الحديدة. مع ذلك، فإن الأهمية التي تمثلها الحديدة، جذبت إليها مع تمحور التصعيد حولها".
في السياق، تمثل الضغوط الدولية التي أدت إلى وقف معركة انتزاع السيطرة على الحديدة من الحوثيين، دافعاً إضافياً يرفع فرص توجه الشرعية نحو التصعيد في محافظة إب، كميدان جديد للمعركة مع الجماعة انطلاقاً من الحسابات العسكرية التي يمكن أن يخلقها هذا التحرك.
ويأتي التحرك على حدود إب لافتاً في توقيته، إذ إنه يتزامن مع دخول حرب التحالف في اليمن عامها الخامس، من دون أن تحقق أي نصر عسكري حاسم، تحديداً في الجبهات القريبة من العاصمة صنعاء. كما أن اقتراب المعارك من إب يتزامن مع اعتبار مصادر عسكرية في الشرعية، أن اتفاق الحديدة الذي رعته الأمم المتحدة في السويد قبل أكثر من ثلاثة أشهر، أصبح في حكم المنتهي، بفعل تعنّت الحوثيين ورفضهم تطبيق بنود الاتفاق، واستغلالهم له لترتيب أوضاعهم في المحافظة، بعدما كانوا تعرضوا لخسائر كبيرة من جراء المعارك مع القوات المدعومة من التحالف.
وإزاء التصعيد الذي امتد إلى إب، على حدود الضالع للمرة الأولى، تتباين وجهات النظر بتقييم هذا التطور، فهناك من يتخوّف من تحوّل المحافظة المعروفة أيضاً بـ"اللواء الأخضر"، إلى ساحة جديدة للمأساة الإنسانية وللانتهاكات المتعددة الأطراف، كما حصل في تعز. كما أن الرأي الآخر يركّز في الحديث عن المكاسب الاستراتيجية التي يمكن للشرعية أن تحصدها من وراء هذا التحرك، لا في إطار المحافظة فحسب، بل بالامتداد إلى جوارها.
الجدير بالذكر، أن الحوثيين خاضوا العديد من المعارك منذ توسعهم عام 2014، في إب، بدءاً من معركة الرضمة مع القبائل المناوئة للجماعة، ولاحقاً الحملة ضد المقاومة الشعبية في مناطق بعدان وحزم العدين، إلا أن الحسم لصالح الحوثيين كان النتيجة الحتمية لانتفاضات محاصرة من جميع الاتجاهات، يحشد إليها الحوثيون قواهم لكسرها. وكان المصير مماثلاً لما جرى في منطقة حجور بمحافظة حجة في الأشهر الأخيرة. ولا يزال من المبكر الحكم على أن التقدم الذي تحقق على أطراف إب، يمكن أن يمثل تهديداً كبيراً على سيطرة الجماعة في المحافظة.
اقــرأ أيضاً
وتُعدّ مواجهات الأطراف الشرقية لإب، امتداداً لجبهات الحرب المفتوحة في الضالع، وأبرزها جبهة مدينة دمت، التي تشهد معارك كرّ وفرٍ منذ سنوات، وصولاً إلى جبهة مديرية الحشا التي تصاعدت المواجهات فيها منذ أسابيع، بعد تقدم قوات حكومية للمرة الأولى بمناطق جديدة في هذه المديرية، التي ترتبط أيضاً بمحافظة تعز من جهة الجنوب.
ومنذ الإعداد لحملة الحديدة، كشفت مصادر قريبة من قوات الشرعية لـ"العربي الجديد"، عن أن "محافظة إب، كانت من أبرز الخيارات المطروحة للتحرك العسكري لقوات الشرعية، لتحقيق اختراقات جديدة في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها المحافظة على خريطة الحرب الدائرة. ومن الممكن أن تغيّر مسار الحرب في الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد، ابتداءً من الضالع وتعز وحتى الحديدة. مع ذلك، فإن الأهمية التي تمثلها الحديدة، جذبت إليها مع تمحور التصعيد حولها".
في السياق، تمثل الضغوط الدولية التي أدت إلى وقف معركة انتزاع السيطرة على الحديدة من الحوثيين، دافعاً إضافياً يرفع فرص توجه الشرعية نحو التصعيد في محافظة إب، كميدان جديد للمعركة مع الجماعة انطلاقاً من الحسابات العسكرية التي يمكن أن يخلقها هذا التحرك.
وإزاء التصعيد الذي امتد إلى إب، على حدود الضالع للمرة الأولى، تتباين وجهات النظر بتقييم هذا التطور، فهناك من يتخوّف من تحوّل المحافظة المعروفة أيضاً بـ"اللواء الأخضر"، إلى ساحة جديدة للمأساة الإنسانية وللانتهاكات المتعددة الأطراف، كما حصل في تعز. كما أن الرأي الآخر يركّز في الحديث عن المكاسب الاستراتيجية التي يمكن للشرعية أن تحصدها من وراء هذا التحرك، لا في إطار المحافظة فحسب، بل بالامتداد إلى جوارها.
الجدير بالذكر، أن الحوثيين خاضوا العديد من المعارك منذ توسعهم عام 2014، في إب، بدءاً من معركة الرضمة مع القبائل المناوئة للجماعة، ولاحقاً الحملة ضد المقاومة الشعبية في مناطق بعدان وحزم العدين، إلا أن الحسم لصالح الحوثيين كان النتيجة الحتمية لانتفاضات محاصرة من جميع الاتجاهات، يحشد إليها الحوثيون قواهم لكسرها. وكان المصير مماثلاً لما جرى في منطقة حجور بمحافظة حجة في الأشهر الأخيرة. ولا يزال من المبكر الحكم على أن التقدم الذي تحقق على أطراف إب، يمكن أن يمثل تهديداً كبيراً على سيطرة الجماعة في المحافظة.