اليمن: هجمات القاعدة تشل حركة المصارف في "حضرموت"

20 اغسطس 2014
مخاوف من السطو المسلح على المصارف اليمنية (فرانس برس/getty)
+ الخط -

أدت هجمات تنظيم القاعدة خلال الأيام الماضية، على مقار حكومية في محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، إلى شل حركة المصارف التجارية في المدينة، وإغلاق عدد منها، خشية تعرضها للنهب.

وقال مسؤول في فرع المصرف المركزي اليمني في المدينة، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": إن المصرف أغلق أبوابه بسبب استهداف حراسته واستمرار تواجد مسلحي القاعدة في المحافظة، مشيراً إلى أنهم يخشون تتطور الأوضاع واقتحام المسلحين المصرف.

ويعاني اليمن اضطراباً أمنياً في جنوب البلاد وشماله، ففي حين يهاجم مسلحو القاعدة مقار حكومية في محافظة حضرموت، يخشى خبراء اقتصاد أن يصل الأمر إلى إغلاق المصارف في العاصمة صنعاء بسبب الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على العاصمة ومطالبهم بإسقاط الحكومة، والتراجع عن قرار رفع دعم الوقود الذي اتخذته الحكومة اليمنية نهاية يوليو/تموز الماضي.

نهب المصارف
واقتحم مسلحو القاعدة، مطلع الأسبوع الجاري، فرع مصرف اليمن الدولي، أحد المصارف الأهلية، ونهبوا مبالغ مالية منه، وبحسب مسؤول في المصرف في تصريح لـ"العربي الجديد" فإن فرع المصرف لن يستأنف عمله في ظل استمرار تواجد مسلحي القاعدة في حضرموت وغياب التواجد الامني.

وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن العاملين في المصارف غير قادرين على الاستمرار في العمل، في ظل التوتر الأمني الحاصل في المحافظة، وقيام مسلحي القاعدة بمهاجمة المصارف ومحاولة نهبها.

وأغلقت عدد من المصارف التجارية والأهلية أبوابها في المحافظة، بعد نهب مصرف اليمن الدولي، فيما قامت إدارة المصارف بسحب العملة الاجنبية من الفروع وتحويلها إلى المكاتب الرئيسية في العاصمة صنعاء، خشية تفاقم الأوضاع خلال الأيام القادمة.

وأقدم مسلحون يتبعون القاعدة مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، على اقتحام محلات صرافة ومصارف أهلية، قبل أن تشتد المواجهات وتسيطر القاعدة على مناطق متفرقة من المحافظة منذ مطلع شهر أغسطس الجاري.

الاقتصاد يتضرر
وبحسب خبراء اقتصاد، فإن التوتر الأمني الحاصل جنوب شرقي اليمن وشماله، يضر بشكل مباشر المصالح الاقتصادية في البلاد ويعمل على طرد رؤوس الأموال الأجنبية وإحداث شلل في الحركة الاقتصادية.

وقال الخبير الاقتصادي، ياسين التميمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد": إن الاقتصاد سيدفع ضريبة ما يحدث. مشيراً إلى أن التحول في نشاط القاعدة نحو المهاجمة والسطو على المصارف، يفسر الطبيعة السياسية لنشاطها في محافظة حضرموت وفي غيرها من المحافظات.

وأضاف: في حين تغطي هذه العمليات جزءاً من الاحتياجات التمويلية للقاعدة، فإنها تستهدف بشكل أساسي الحلقة الأضعف والأكثر حساسية في حياة الناس، مما يدفعهم إلى اليأس وإلى فقدان الثقة في قدرة السلطة الحاكمة، ومن هنا تنفذ هذه المجاميع المسلحة والإرهابية المنفلتة، وتفرض هيمنتها على المجتمع".

وحذرت الخارجية البريطانية في بيان صحافي، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، من أن هناك تهديداً للمراكز التجارية والبنى التحتية للنقل والبعثات الدبلوماسية، مشيرة الى رعاياها بمغادرة اليمن خلال الأيام القادمة.

وأوضح التميمي، أن سيناريو القاعدة في حضرموت، قد يتكرر مع جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، في ظل التوتر الأمني ومحاصرة العاصمة.

مظاهرات الحوثيين
وتواصل جماعة الحوثي، تسيير مظاهرات يومية، بعد طلب زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مطلع الاسبوع الجاري، من أنصاره الخروج لإسقاط الحكومة واسقاط ما أسماها الجرعة (أي رفع أسعار الوقود).

وكانت الحكومة، أقرت رفع دعم الوقود والسولار، بين 80 و150 في المائة كحل سهل لتجاوز الأزمات الاقتصادية، والذي يوفر عليها، بحسب البنك الدولي، نحو 10 ملايين دولار يومياً، بما يعادل 8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

ويعاني اليمن أزمات اقتصادية وإنسانية على نطاق واسع خلال العام الجاري، ويعيش ثلث سكانه البالغ عددهم 25 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم، وتقدر البطالة بحوالي 35 في المائة، في حين تصل نسبة البطالة بين الشباب إلى 60 في المائة.

المساهمون