اليمن: قتلى باشتباكات في الحديدة... وجهود أممية لإنقاذ الهدنة

25 مارس 2019
عادت نيران الأسلحة الثقيلة إلى الحديدة (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

سقط خمسة قتلى، في مواجهات جديدة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بمدينة الحديدة، تبادلوا خلالها نيران الأسلحة الثقيلة، فيما سارعت الأمم المتحدة لمحاولة إنقاذ اتفاق الهدنة في الميناء الذي يعد شريان حياة لملايين يواجهون خطر المجاعة.

وقال مسؤول في القوات الحكومية، لوكالة "فرانس برس"، إنّ المواجهات اندلعت، مساء الأحد، في الجزء الشرقي من المدينة و"استمرت لساعات".

وذكر طبيب في مستشفى الحديدة الرئيسي رفض الكشف عن اسمه، أنّ جثث ثلاثة مقاتلين في صفوف الحوثيين لقوا مصرعهم في الاشتباكات نقلت إلى المستشفى، بينما تحدّث طبيب آخر في مستشفى ميداني تابع للقوات الحكومية، عن مقتل عنصرين في هذه القوات، خلال المواجهات ذاتها.

وأشار سكان، لوكالة "رويترز"، إلى أنّ تلك الاشتباكات هي "الأعنف"، منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما جاءت الاشتباكات مع إعلان الأمم المتحدة لاتفاق يحدد تفاصيل انسحاب متبادل للقوات من المدينة بموجب الاتفاق المبرم في استوكهولم.

وقال السكان إنّ قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران، والقوات اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، تبادلت القصف بالمدفعية وقذائف المورتر والصواريخ، في وقت متأخر أمس الأحد، ووقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، حيث سمعت أصوات انفجارات في أنحاء المدينة.

وقال مصدر عسكري من الحكومة، لـ"رويترز"، إنّ الحوثيين حاولوا المباغتة بالهجوم على قواتهم، مشيراً إلى أنّهم تمكنوا من صدهم. في المقابل، اتهم تلفزيون "المسيرة" التابع للحوثيين قوات الحكومة، بقصف مواقعهم دون استفزاز من جانبهم.

وطاول القصف المناطق التي عادة ما تنشب فيها المعارك في الحديدة، وهي؛ حي السابع من يوليو الذي يقع على بعد أربعة كيلومترات من الميناء، وعلى الأطراف الجنوبية، حيث يحتشد آلاف الجنود المدعومين من الإمارات.


وكانت أطراف النزاع توصّلت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في السويد، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، والتي تضم ميناء حيوياً يعتمد عليه ملايين السكان، ويُعتبر نقطة دخول أغلب المساعدات الإنسانية لليمن وكذلك أغلب الواردات التجارية.

كما نصّ الاتفاق على انسحاب الحوثيين من هذا الميناء ومن ميناءين آخرين في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وانسحاب القوات الحكومية من شرق وجنوب المدينة حيث تتواجد، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكن الاشتباكات المتقطّعة لم تتوقّف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر /كانون الأول، بينما لم يطبّق اتفاق الانسحاب وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخرقه.

وصمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير على الرغم من نشوب اشتباكات متفرقة مع مواجهة الأمم المتحدة لصعوبات في تطبيق انسحاب القوات الذي كان يهدف لبناء الثقة، وتمهيد الطريق لتسوية سلمية أوسع نطاقا للحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات.


تفاصيل الانسحاب

والأسبوع الماضي، أفاد المبعوث الدولي مارتن غريفيث، بأنّ الأمم المتحدة تناقش مع أطراف النزاع، خطة جديدة لسحب القوات من مدينة الحديدة، على أن يجري تنفيذها بإشراف اللجنة المشتركة التي يترأسها فريق تابع للأمم المتحدة بقيادة الدنماركي ميشيل لوليسغارد.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"رويترز"، أنّه من المتوقع أن يعقد لوليسغارد، اجتماعاً يضم الطرفين هذا الأسبوع، للبدء رسمياً في تطبيق خطوات تم الاتفاق عليها مؤخراً لفض الاشتباك.

وقالت ثلاثة مصادر إنّ قوات الحوثيين وافقت على الانسحاب لمسافة خمسة كيلومترات من ميناء الصليف في الحديدة الذي يستخدم لاستقبال الحبوب، وميناء رأس عيسى المستخدم للنفط كخطوة أولى.

وأضافت المصادر أنّ قوات التحالف ستنسحب بالتزامن مع ذلك من منطقة الكيلو 7، وحي مدينة صالح، لمسافة كيلومتر واحد كخطوة ثانية.

وسيخلي انسحاب قوات الحكومة الطريق إلى صوامع البحر الأحمر التي تضم نحو 500 ألف طن من الحبوب من برنامج الأغذية العالمي والتي تكفي لإطعام 3.7 ملايين شخص.

وبموجب الاتفاق، سيُعاد فتح الممرات الإنسانية أيضاً.

ومن المفترض أن تشهد المرحلة الثانية انسحاب الطرفين لمسافة 18 كيلومتراً من المدينة، وسحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 30 كيلومتراً.


وقُتل عشرات الآلاف في الحرب، وتدخل التحالف في 2015 لإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي للسلطة، بعد أن أجبرها الحوثيون على الخروج من العاصمة صنعاء. وتسببت الحرب في تشريد أكثر من مليوني شخص، ودفعت بالبلاد إلى حافة المجاعة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الإثنين، إنّها سجلت 108889 حالة اشتباه في الإصابة بالكوليرا و190 حالة وفاة بالمرض، منذ بداية 2019 في عدة محافظات، مشيرة إلى أنّ نحو ثلث الحالات من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

(العربي الجديد)

المساهمون