مرت مسيرة "أنصار الله" (الحوثيين) الرافضة لقرار رفع الدعم عن الوقود، أمس الاثنين، بسلام. في حين أصدر سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بياناً أيدوا فيه دعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمصالحة وطنية شاملة، وعقدوا لقاء مع لجنة عقوبات أممية لمعرقلي التسوية في اليمن.
ونفذ مؤيدو جماعة "الحوثيين" مسيرة في صنعاء ومدينة صعدة، للمطالبة بإسقاط "الجرعة السعرية" على مشتقات النفط، وتضامناً مع غزة، تخللتها انسحابات من قبل "جبهة إنقاذ الثورة" وناشطين في الحزب "الاشتراكي" اليمني.
وشارك مسلحون في المسيرة "الحوثية" حاملين بنادق "كلاشنكوف" وأسلحة فردية أخرى، وهو ما أثار استياء العديد من الناشطين في مواقع التواصل. وقال الناشط "الاشتراكي" هاني الجنيد، إن جماعة "الحوثي" تتظاهر بالأسلحة في العاصمة، و"قد افتضحت أمام الرأي العام". وأضاف في صفحته بالفيسبوك، أنه "لن نكون مع هذه الجماعة الدينية المتخلفة، وقريباً سيسقطون كما سقط (الإصلاح) من قبلهم".
وأكد أن انسحابه وزملاءه مع "جبهة إنقاذ الثورة" وجرحى الثورة، من مسيرة الأمس، جاء بسبب "تجيير (الحوثيين) لها، ودخول مسلحين في صفوفها، وبسبب رفع شعارات وهتافات (حوثية) غير وطنية لا علاقة لها بأهداف المسيرة ولا بالأهداف التي خرجنا لإسقاطها".
من جهته، عزا الإعلامي "الحوثي" علي البخيتي، وجود المسلحين في التظاهرة، إلى توافد حشود قبلية من خارج صنعاء تلبية لدعوة زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي، لنصرة غزة.
وزاد البخيتي، في توضيحه الذي شدد فيه أنه رأي شخصي لا يعبر عن الجماعة، أن الخلاف مع "جبهة إنقاذ الثورة" كانت بسبب ترديد المتظاهرين شعارات خاصة بجماعة "الحوثي"، مبرراً أنه لم يكن بمستطاع المنظمين التحكم بالشعارات بسبب تزايد أعداد المشاركين في المسيرة.
إلى ذلك، أدان مصدر مسؤول في حزب "التجمع اليمني للإصلاح" ما وصفه بـ"الخطاب التحريضي لزعيم جماعة (الحوثي) المتمردة"، الذي أطلقه عبر قناة جماعته، يوم الأحد الماضي. وحمل المصدر "عبد الملك الحوثي، وجماعته مسؤولية خطابه التحريضي المباشر ضد (الإصلاح) وكافة ما ينتج عنه من تبعات".
وحسب موقع "الإصلاح نت" فقد أكد المصدر "مجدداً عدم انجرار (الإصلاح) لدعوات الفتنة التي تسعى إلى الانقلاب على العملية السياسية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وتحت لافتات مزيفة تدعي الحرص على الشعب الذي أثخنته جماعة (الحوثي) قتلاً وتشريداً ودماراً وتآمراً وإرهاباً". وطالب "الجهات المعنية في الدولة تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والسكينة وحماية الممتلكات الخاصة والعامة وتفويت الفرصة على من يريدون الزج بالوطن في أتون الفتنة والعنف والفوضى".
على صعيد آخر، أصدرت مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن (دول الخليج وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وممثل الاتحاد الأوروبي في صنعاء)، بياناً، أيدت فيه دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، لـ"مصالحة وطنية شاملة".
كما التقى سفراء المجموعة، أمس الاثنين، بلجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بالعقوبات على أية أطراف قد "تعرقل العملية السياسية في اليمن"، وكرس اللقاء لمناقشة المهام التي سيقوم بها الخبراء خلال زيارتهم الحالية لليمن والصلاحيات الممنوحة لهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140، والمتمثلة بالتوصية بتحديد أسماء الأفراد أو الكيانات "المنخرطين في تقديم الدعم للأعمال التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن".
ولم تذكر وكالة "الأنباء اليمنية" الرسمية التي أوردت الخبر تفاصيل أخرى عن اللقاء. غير أن مصادر سياسية رجحت لـ"العربي الجديد" أن اللقاء كان بمثابة رسالة تحذير من مجموعة السفراء ولجنة العقوبات لجماعة الحوثي حتى لا تقوم بتصعيد احتجاجها ضد الجرعة، لأعمال عنف. وحسب المصادر فإن الرسالة "وصلت".
وكان مجلس الأمن قد أقر في قراره رقم 2140 الصادر أواخر فبراير/شباط الماضي، تشكيل لجنة عقوبات تابعة لمجلس الأمن لمراقبة وتسهيل تجميد الأموال ومنع السفر، وتقصّي معلومات حول الأفراد والكيانات المتورطة في الأعمال المعرقلة للمرحلة الانتقالية أو تهديد أمن واستقرار اليمن.
في غضون ذلك، انتدبت حكومة بريطانيا وزيراً سابقاً للعمل كمبعوث خاص لها في اليمن وسلطنة عمان إلى جانب سفرائها المعتمدين في الدولتين.
واختارت لندن وزير شؤون التنمية الدولية السابق، آلان دنكان، مبعوثاً خاصاً إلى صنعاء ومسقط، وذلك حسب بيان نشرته سفارتها في صنعاء، يوم الاثنين.
وأوكلت بريطانيا لمبعوثها مهمة العمل على تنفيذ استراتيجية حكومة بلاده تجاه اليمن، والتي تشمل "تحقيق أهداف الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".
وشغل دنكان، منصب وزير شؤون التنمية الدولية حتى العام الجاري، وهو عضو سابق في البرلمان عن حزب "المحافظين"، وتلقى تعليمه في جامعة "أكسفورد" وتخرج منها بشهادة في السياسة والاقتصاد.
ويعرف دنكان، اليمن جيداً حيث زاره عدة مرات والتقى خلالها بالعديد من المسؤولين والسياسيين. وعلم "العربي الجديد" من مصادر دبلوماسية، أن دنكان، ليس بديلاً عن السفيرة الحالية في صنعاء جين ماريوت، و"لا يتعارض مع مهام السفيرة بل يأتي مكملاً لها".