اليمن: الانفصاليون يتراجعون عن التمرد والرئيس يكلف عبد الملك بتشكيل حكومة جديدة

29 يوليو 2020
الخطوة الآتية في اتفاق الرياض هي خروج القوات العسكرية من عدن وفصل قوات الطرفين (تويتر)
+ الخط -

كلّف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الحالية، معين عبد الملك، بتشكيل الحكومة المشتركة مع الانفصاليين المدعومين إماراتياً، مع استمرار بقاء الحكومة الحالية لتصريف الأعمال.

وجاء القرار الرئاسي، بعد إعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، التخلي عن إعلان "الإدارة الذاتية" وخطوات التمرد بهدف تطبيق اتفاق الرياض، وبموجب آلية عمل جديدة تقدّمت بها السعودية.

 

 

كما أصدر الرئيس هادي قراراً قضى بتعيين القيادي في المجلس الانتقالي، أحمد حامد لملس محافظاً لعدن، والعميد محمد الحامدي، مديراً للشرطة فيها، بعد ترقيته إلى رتبة لواء.

 

 

وبهذه القرارات تكون الحكومة الشرعية و"الانتقالي الجنوبي"، قد نفذا 3 خطوات من الآلية الجديدة لتسريع اتفاق الرياض. وبموجب الآلية الجديدة، التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية "واس"، ستكون الخطوة الآتية هي خروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة، وفصل قوات الطرفين في (أبين)، وإعادتها إلى مواقعها السابقة.

ووفقا للآلية، سيتم إصدار قرار تشكيل الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، بمن فيهم الوزراء المرشحون من المجلس الانتقالي الجنوبي، فور إتمام الخطوات السابقة. وأن يباشروا مهام عملهم في عدن، مع الاستمرار في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض في كافة نقاطه ومساراته.

 

 

وأعلنت السعودية أن الحكومة الشرعية و"المجلس الانتقالي" أبديا موافقتهما على هذه الآلية، وتوافقا على بدء العمل بها، لتجاوز العقبات القائمة وتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.

من جهتها، أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، عن تقديرها لـ"دور دولة الإمارات الداعم للحل السياسي في اليمن، والمكمل لجهود الأشقاء في السعودية"، مرحبة بتجاوب الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي مع الآلية الجديدة "بما يستهدف تجاوز العقبات القائمة، وتغليب مصلحة الشعب اليمني الشقيق".

وشددت مصر على أهمية تهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية، بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية، وذلك استناداً إلى مرجعيات التسوية السياسية المتفق عليها، لا سيما مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

 

عبد الملك يعلّق على قرار تكليفه

اعتبر رئيس الحكومة اليمنية المكلف، معين عبدالملك، الأربعاء، الثقة التي منحها إياه الرئيس عبدربه منصور هادي جاءت في "ظرف دقيق"، وذلك في أول تعليق بعد ساعات من صدور القرار الجمهوري بتكليفه بتشكيل حكومة مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

وذكر عبد الملك، في تغريدات على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، أن "الظرف الراهن "يحتم توحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب (الحوثي)، وبناء المؤسسات وتحسين الموارد وتقديم الخدمات وتعزيز الشراكة الوطنية".

 

 

وبالتزامن مع تشاؤم أبداه مسؤول رئاسي من الدور السعودي باليمن وخصوصاً باتفاق الرياض، دعا عبد الملك إلى تمتين العلاقة مع التحالف بقيادة السعودية.

وقال عبد الملك إن الوصول إلى مسار لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض "هو خلاصة جهود صادقة ورؤية واضحة قادها الرئيس  هادي  وقيادة السعودية، ولعبت فيها القيادات السياسية (اليمنية) دورا كبيرا يستشعر متطلبات اللحظة التاريخية ويستجيب لمهامها واستحقاقاتها".

وتباينت ردود أفعال المسؤولين اليمنيين على القرارات الصادرة فجر الأربعاء، والتي قضت أيضا بتعيين القيادي الانفصالي أحمد حامد لملس محافظا لعدن وأحمد الحامدي، مديرا للشرطة فيها.

وفيما اتجه الغالبية لكيل المديح للسعودية بأنها ساهمت في ما وصفوه بـ"الإنجاز الكبير"، قال مستشار الرئيس اليمني ورئيس الحكومة السابق، أحمد عبيد بن دغر، إن وعي الشرعية والانتقالي، سيقاس بمدى تنفيذ باقي الالتزامات.

وذكر بن دغر، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أن "الاتفاق يمنح الجميع أملاً في العيش المشترك بسلام"، لافتا إلى أن "الأحداث أثبتت أن عدن لم تكن سوى عنوان للتنوع، وأن الجنوب المتصالح مع نفسه طريق للنصر، وأن البحث في القواسم المشتركة والسعي لها خير من البحث عن السلاح أو اللجوء إليه".

 

 

وفي المقابل، سيطر الغموض على ردود فعل القيادات الانفصالية إزاء القرارات الأخيرة، فيما حاول أنصار "المجلس الانتقالي"، تكريم مدير أمن عدن السابق الموالي لهم، شلال شائع، والذي تمت الإطاحة به، وذلك عبر حملة إلكترونية شارك فيها القيادي السلفي المقيم بالإمارات، هاني بن بريك.

وقال بن بريك في تدوينة على "تويتر": "الشكر واجب لرجل كبير خدم وطنه وقدم روحه في أحلك الظروف وأصعب المراحل، والقادم مع هذا الرجل أعظم وأكبر".

وقوبلت الخطوات الأولية بمسار اتفاق الرياض بين الشرعية والانفصاليين بترحيب أممي، حيث اعتبرها المبعوث مارتن غريفيث، بأنها تمثل "خطوة مهمة على طريق حل النزاع الشامل باليمن بشكل سلمي".

 

 

وقال غريفيث في تدوينة على "تويتر": "أرحب باتفاق الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، وأرحب كذلك بالدور السعودي المحوري في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يمثل خطوة مهمة على طريق حل النزاع في اليمن بشكل سلمي من خلال عمليه سياسية بقياده يمنية ورعاية أممية".

وفي صنعاء، لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل السلطات الحوثية، حول التقارب الذي تم بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، والذي يقولون إن غايته ستكون توحيد الجهود ضد التمرد الحوثي، لكن الجماعة أصدرت قرارا بتعيين القيادي فيها، محمد ناصر البخيتي، محافظا لذمار الخاضعة لسيطرتهم.