اليمن: "القاعدة" يوافق على الانسحاب من أبين..ويحذر القيادات العسكرية

04 مايو 2016
"القاعدة" حذّرت القادة العسكريين المشاركين في الحملة (Getty)
+ الخط -




أكد رئيس لجنة وساطة محلية في محافظة أبين جنوب اليمن، اليوم الأربعاء، أن مسلحي تنظيم "القاعدة" المعروفين بـ"أنصار الشريعة" وافقوا على الانسحاب من مدينتين سلمياً بعد أكثر من أسبوع على بدء القوات الحكومية عملية عسكرية في المحافظة، في الوقت الذي أصدر فيه التنظيم تحذيراً شديد اللهجة للقيادات العسكرية والجنود المشاركين في الحملة التي تنفذها القوات الحكومية ضده.

وأوضح رئيس لجنة الوساطة التي تألفت من قبليين ووجهاء محليين، الشيخ شائع الداحوري، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه "تم الاتفاق اليوم بين اللجنة الأهلية وجماعة أنصار الشريعة بعد مشاورات على الانسحاب من مدينتي زنجبار وجعار لتجنيبهما شبح الحرب وما ينتج عنها".

وأشار إلى أن "الاتفاق يتضمن تحديد مدة أسبوع للتسليم، بحيث يتم خلالها نزع الألغام وتسليم المرافق الحكومية التي يسيطر عليها المسلحون".

وحول مدى إمكانية وفاء التنظيم بالاتفاق الذي جرى، لتنفيذ الانسحاب، قال الداحوري إنه "من خلال الجلوس مع الجماعة وجدنا أن لديهم النية الصادقة لما تم الاتفاق عليه".

وجاء هذا التطور بعد أكثر من أسبوع على بدء القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة "زنجبار" مركز محافظة أبين، الواقع إلى الشرق من عدن على بعد نحو 50 كيلومتراً.

وتوقفت القوات الحكومية على مداخل زنجبار منذ أكثر من أسبوع، تاركة للجهود المحلية فرصة لتعمل على انسحاب مسلحي التنظيم سلماً لتجنيب المدينة آثار أي معركة قد تدور هناك.

ويسيطر مسلحو "القاعدة" منذ مطلع العام الجاري على مدينة "زنجبار" وكذلك مدينة "جعاز" ومناطق أخرى في محافظة أبين، وفي الشهرين الأخيرين تراجعت سيطرة التنظيم بعد حملة حكومية شملت محافظات لحج وحضرموت وأبين.

وفي وقتٍ سابق اليوم، كان تنظيم "القاعدة" في اليمن، قد أصدر تحذيراً شديد اللهجة للقيادات العسكرية والجنود المشاركين في الحملة التي تنفذها القوات الحكومية المدعومة من "التحالف العربي" في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وقال بيان منسوب لتنظيم "القاعدة" وعليه شعار جماعة "أنصار الشريعة": "إننا نحذر كل القيادات العسكرية والجنود الذين شاركوا في هذه الحملة بأن بيوتهم هدف مشروع لنا في الزمان والمكان المناسبين"، ونصح نساءهم وأطفالهم بالخروج من البيوت لأنها ستكون "هدفنا القادم".

واعتبر التنظيم أن ما يسمى "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن" قام بقصف "موقع المجاهدين وبيوت الآمنين في ساحل حضرموت وأبين ولحج وغيرها من المناطق بأوامر من الأميركيين وبزعم إخراج المجاهدين منها".

ويتوقع محللون أن يكثف تنظيم "القاعدة" من هجماته المباغتة وعمليات الاغتيال كرد على التحركات الحكومية مؤخراً.

في موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم "المقاومة الشعبية" في صنعاء، عبدالله الشندقي، أن 12 قتيلاً من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، قتلوا اليوم خلال هجوم على مواقع المقاومة شرق صنعاء.

وأوضح الشندقي، في بيان، أن الحوثيين وحلفاءهم هاجموا منطقة ملح بمديرية نِهم، ما أدى إلى مواجهات سقط فيها هذا العدد من القتلى، مشيراً إلى أن "هذا الهجوم ضمن سلسلة خروقات مستمرة ومتواصلة للهدنة"، لكنها "لم تفلح في إحراز أي تقدم ميداني".

وكان الحوثيون قد أعلنوا صباح اليوم أن مقاتلات التحالف نفذت غارتين في منطقة نِهم بعد توقف الضربات الجوية منذ نحو أسبوع. ​