يسلط "متحف الفنون الزخرفية" في باريس الضوء على ثراء مساهمات اليابان في الفن والتصميم، من خلال معرض بعنوان "اليابان، واليبننة 1867-2018" المتواصل حتى الثالث من آذار/ مارس المقبل.
المعرض جزء من تظاهرة "الفن الياباني: أرواح تتصادى" التي تحتفي بالفن الياباني في قراءة مئة شارع في باريس ومدن أخرى التي بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وتتواصل لثمانية أشهر.
منذ تأسيسه في عام 1864، كان "متحف الفنون الزخرفية" مهتماً بتقديم واقتناء وعرض الفنون اليابانية، لا سيما مع فتح الحدود اليابانية مع الغرب عام 1868 في بداية فترة ميجي. وفي عام 1869، نظم المتحف أول معرض ضخم للفن الشرقي في فرنسا مع التركيز بشكل خاص على الياباني منه، ومن تلك الأعمال اقتنى المتحف عدداً كبيراً.
يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية اليابانية التاريخية تلك التي يقتنيها المتحف، كما تم إعارة المعرض أعمالاً من قبل مؤسسات ثقافية ومجموعات خاصة لمقتنين وفنانين يابانيين.
من بين الأعمال المعروضة لوحات لهوكوساي وكوروماتا شيرو وتاناكا إيكو، إلى جانب لوحات وأوان لفنانين فرنسيين تأثروا بالفن الياباني بل إنهم مارسوا رسمه، منهم إيميل جاليه ورينيه لاليك وشارلوت بيريان.
كما يشمل العرض أعمالاً لفنانيين فرنسيين كانت موضوع معرض أقيم في متحف طوكيو الوطني في 2017 تحت عنوان "مختبر العجب" ومنهم جان غابرييل، وسيلفان لوجوين، لوران نوج، وفرانسوا اكزافييه، وريتشارد بيترو، ونيللي سونييه.
تتيح التظاهرة فرصة رؤية ما يقرب 1500 عمل فني نادر بين التشكيل والتصميم والأزياء والفنون التصويرية والتصوير الفوتوغرافي، والزخرفة، والأواني. يمكن أيضاً مشاهدة أعمال من السيراميك والبرونز ومخطوطات قديمة، وأحذية تقليدية، وأمشاط، ومنسوجات، ونماذج مختلفة من الكيمونو.
أما سينوغرافيا المعرض التي تعتبر عملاً فنياً بحد ذاتها فهي من تصميم المعماري الياباني سو فوجيموتو، أحد أبرز المعماريين المينيماليين المعاصرين في العالم اليوم. وقد راعى فيها أمرين الأول إظهار أثر الطبيعة في الفنون اليابانية المختلفة، حيث يغرق الزائر في عالم من النباتات والزهور والحيوانات والجبال.
أما الأمر الثاني فهو الحفاظ على تسلسل مرتبك ليس فقط بتاريخ الفنون اليابانية، بل إنه يتضح من خلال إيقاع الفصول والحياة التقليدية في فترة إيدو (1603-1868). وأبرز المواضيع المتعلقة بالحياة اليومية والعادات مثل الاحتفالات المحيطة بالشاي والعطور والبخور وتعلم التخطيط، وكذلك تلك المرتبطة بالجوانب الروحانية.