الولايات المتحدة لن تتقيّد بأيّ حدود في مواجهة "داعش"

23 اغسطس 2014
تزايد التخوّف الأميركي من "داعش" (مانديل نغان/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

دخل تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، على خط الانتخابات الأميركية النصفية المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لجميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، إذ بدأ الحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي، يتنافسان في التهويل من خطر "داعش" على الأمن القومي الأميركي، وتقديم كل طرف لنفسه بأنه القادر على حماية الأميركيين.

ففي حين لوّح مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الديمقراطية، بتصعيد العمليات ضد "داعش" بعدما ظهرت خطورته، حذّر سيناتور جمهوري من أن لدى "داعش" قدرة على مهاجمة مدن أميركية كبرى بعمليات إرهابية.

وكان وزير الدفاع، تشاك هيغل، الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري رغم اختياره للمنصب من قبل إدارة ديمقراطية، قد ساهم في حملات التهويل إياها، معلناً أن "داعش" أخطر وأقوى وأكثر تمويلاً ممّا كان المسؤولون الأميركيون يعتقدون.

ويبدو أن الحزب الديمقراطي، الذي يحكم في البيت الأبيض حالياً، أراد مجاراة الجمهوريين حتى لا تُطلق على الحزب تهمة عدم الاكتراث بالأخطار الخارجية بما يخدم الجمهوريين في الانتخابات المقبلة.

وفي هذا السياق، قال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الابيض، بن رودس، في مؤتمر صحافي: "إن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح أكثر خطورة ممّا كان عليه قبل ستة أشهر، وإن إدارة أوباما عملت وستعمل كل ما في وسعها لحماية أرواح الأميركيين من إرهاب داعش".

واعتبر رودس أن قطع رأس الصحافي الأميركي، جيمس فولي، هو عمل إرهابي بكل المقاييس، ملوّحاً بالثأر وعدم ترك دمه يذهب هدراً.

وقال إن الإدارة الأميركية "فعلت كل شيء في إمكانها لإنقاذ الرهائن الاميركيين الذين يحتجزهم هذا التنظيم، وستستمر في المحاولة"، مؤكداً أن إدارة أوباما، في سبيل ذلك، لن تتقيّد بأي حدود ولن تحصر عملياتها في العراق فقط بل ربما تمدها إلى سورية أو غير سورية من معاقل "داعش".

كما ذكرت وكالة "فرانس برس" أن رودس، ورداً على سؤال عن احتمال شن غارات جوية أميركية في سورية، لم يستبعد هذا الأمر مع تأكيده أن أي "خيار عسكري محدد" يتجاوز إطار المهمات التي تنفّذ حالياً في شمال العراق، لم يطرح حتى الآن أمام الرئيس أوباما.

وفي الإطار نفسه، حذر السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، جيم إنهوفي، من هجمات محتملة قد يشنها "داعش" على مدن أميركية، قائلاً، في حديث تلفزيوني: "إننا حالياً في أسوأ وضع وأكثر تعرّضاً للخطر من أيّ وقت مضى".

وكرّر السيناتور الجمهوري ما قاله وزير الدفاع بأن "داعش" أكثر خطراً على أمن الولايات المتحدة من تنظيم "القاعدة".

وفي السياق ذاته، استبعدت بريطانيا، اليوم الجمعة، الحوار مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في المعركة ضد تنظيم "داعش".

وأفادت وكالة "رويترز" أن وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، قال إن السبيل الوحيد للتعامل مع التهديد هو من خلال العمل مع الحكومة العراقية التي لديها قوات على الأرض، وإن الحوار مع الأسد لن يفيد القضية.

وأضاف، لإذاعة "بي.بي.سي": "ربما نرى جيداً أننا في بعض المناسبات نحارب الأشخاص إياهم، كما يفعل، لكن هذا لا يجعلنا حلفاءه، ومجرد التفكير لن يكون عملياً ولا منطقياً ولا مفيداً للسير في هذا الطريق".