الوعد الانقلابي بالتقدم الافتراضي
لا أدري إن كان لدينا من الوقت، ما نقضيه في متابعات سقطات سياسية وبروتوكولية لقائد الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي. لكن، عندما يَختزلُ الشعب ليكون الرقم صفر، ويعتقِلُ مفكريه ورموزه، وتصبح الدولة هشّة وعائمة، فلا ننظر إلى مشاهد جانبية، لكن حكومة البطة العرجاء والمنبطحين معها لا ينتظر منهم حل للمشكلات، حيث يقف على رأسها أحد الهاربين من قضايا الفساد، وهو عاجز معتمد على المسكنات والمعالجات السياسية أكثر منها اقتصادية. هي حكومة عجز في الموازنة، وارتفاع الدين المحلي، وتراجع الإيرادات، حكومة انعدام الترشيد في الإنفاق الحكومي، حكومة الاعتماد على المساعدات، وهي، بالطبع، لا يمكن الاعتماد عليها، حيث لا تؤسس لتجربة تنموية سليمة، مع فشل حقيقي في إدارة المساعدات التي منحتها دول الخليج، والأموال التي تم تجميدها من الجمعيات.
حكومة كونت عالماً افتراضياً من الفراغ، يتضمن آلاف الأكاذيب، والسيناريوهات والتوجهات التي صنعها لهم خيالهم، وسحرهم البعيد عن أرض الواقع. في وقت كان ينتظر فيه مؤيدو الانقلاب، عبقري الاقتصاد في مصر ورفاقه، أن يأتوا بالحلول السحرية التي تخلصهم من مشكلاتهم، وتغدق الأموال عليهم. حيث يظن حفنة الانقلابيين أنهم عباقرة الاقتصاد، وبهم سوف تنتقل مصر إلى العالم المتقدم. وإذا بنا نجد أنفسنا أمام سقوط مدوٍّ بعد عام من الانقلاب.
الأمر، في حقيقته، كان مواجهه حتمية بين مشروع مفهوم دولة الحرية والديموقراطية والعدالة والنهضة الرائدة والقيادة للأمة من جانب، ومشروع طريق دولة الفساد والاستبداد والظلم وأكل حقوق الناس والافقار والاذلال والتبعية، على الجانب الآخر، لكن الأحرار في بلادنا حتماً سوف ينتفضون، وحتماً سوف يعلنون راية الكرامة.