يتواصل تدهور الأوضاع الإنسانية داخل حي الوعر السوري المحاصر، آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص، والذي يضم نحو 75 ألف مدني، بالتزامن مع تواصل المفاوضات بين لجنة المفاوضات التي تمثل الحي وقوات النظام منذ أشهر، دون أي اتفاق.
وقال المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد"، إنه "مضى على آخر حصار خانق للوعر قرابة ثلاثة أشهر، سبقتها سنوات من الحصار المتقطع، حيث يزيد تدهور الأوضاع الإنسانية يوماً بعد آخر، وصولاً إلى تهديد حياة السكان، في ظل فقدان حليب الأطفال وجميع المواد الغذائية والأدوية والمواد الإسعافية الضرورية".
وأضاف السباعي "يزيد الوضع سوءاً مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء، في ظل غياب كامل لمحروقات التدفئة من مازوت وحطب، منذ ثلاثة أعوام والنظام يمنع دخول المازوت إلى الوعر، ما أجبر غالبية الأهالي على حرق الملابس وأكياس النايلون وأثاث منازلهم للتدفئة، بعد أن تم قطع جميع الشجر في الحي للتدفئة والطهي".
وأوضح أن "الحي يترقب نتائج المفاوضات. توقف القصف، إلا أن النظام لا يسمح بدخول مواد غذائية، إذ يعيش الأهالي على ما تبقى من الأرز والبرغل؛ محاولين الاقتصاد به ليكفيهم لأطول مدة ممكنة".
ونقل السباعي عن "طبيب المشفى الميداني أنه يستقبل كل يوم حالات ضيق تنفس نتيجة طرق التدفئة غير الصحية، مثل حرق البلاستيك وأكياس النايلون والثياب وأثاث المنازل".
ويجري حاليا تسريب أخبار تفيد بأن النظام يصرّ على تسليم الفصائل المعارضة حي الوعر، في اتفاقية مشابهة لما عقده في مناطق ريف دمشق، تقضي بتهجير كل من لا يقبل أن يسوي وضعه ويعود للعيش تحت سلطة النظام، ما قد يؤدي إلى تهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين.