أشادت الفنانة الكبيرة، سميرة توفيق، بصوت وأداء الفنانة ديانا حداد، وأثنت على أدائها وأسلوبها الغنائي، وقامت بتسليمها راية الأغنية البدوية، وأهدتها مفتاح أرشيفها الغنائي، وقالت: "تعجبني الفنانة ديانا حداد، فهي أفضل من غنى أغنياتي، وهي كأختي الصغرى، وأحب أن تغني أغنياتي أنا بالذات ومبروك عليها أرشيف سميرة توفيق". وأكدت توفيق، خلال حديثها على هامش مهرجان "سوق واقف" الدوحة، رداً على سؤال من تختار ليأخذ مفتاح أرشيفها الفني فقالت: ديانا حداد.
هكذا، بسيلٍ مفاجئ من المجاملات، وتناقل الخبر، استطاعت سميرة توفيق أن تمنح إرثها الغنائي للفنانة ديانا حداد، التي غنت بداية حياتها "ساكن" بعد زواجها من المنتج سهيل العبدول. ومنذ ذلك الوقت، تسلقت حداد على سلم الأغنية الخليجية، وعلى ما يُسمى بـ "اللهجة البيضاء" للأغنية العربيَّة. لكن هل يحق للفنان "توريث" أرشيفه بالكامل لصوت يعتقد أنه خليفته؟ سؤال منطقي ومحق، وستكون الإجابة عنه أقرب إلى نوع من المجاملة التي يحملها الفنّان المخضرم نحو فنّان شاب، ولا يعدو كونه مجرد دعم أو شهادة للتاريخ، وأن صوت الفنان الشاب أعجب الفنان الكبير. ومن باب التكريم نفسه، يُصدِّق الفنان الشاب أنه أصبح الوريث الشرعي للفنان المكرّس.
معين شريف وريث وديع الصافي
قلة من الفنانين الشباب عاشوا هذا التكريم، وبعضهم سعى إليه واضطر إلى أن يشتريه كشهادة للتاريخ. فالفنان وديع الصافي كان من أمهر المغنين العرب الذين يمنحون بمناسبة أو بدونها ألقاب "خلفائه". ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفنان نقولا الاسطه، والفنان معين شريف. ثم جاء دور عاصي الحلاني الذي مُنح عباءة الصافي في أغنية خاصة سبقت رحيل الصافي بأربع سنوات، وحملت عنوان "الأمانة"، والتي كتبها مارسيل مدور ولحنّها عاصي الحلاني نفسه. واستطاع الحلاني إقناع الصافي بضرورة مشاركته في الكليب المُصور للأغنية. لكن ذلك لم يقدّم الحلاني قيد أنملة في مسار مراحل نجاحه الفنية والإنسانية، ويبقى كل شيء مجرد تعاون في مضمون المجاملات فقط.
لكن، في الجهة المقابلة، نجد أن الخط الفنّي لمسار الفنانين الشباب، ينقلب دائمًا على إرث الكبار المشغول بعناية ودقة، ويتجه بعد منح الإرث لهذا وذاك، إلى الخط الخاص الذي ميّز الفنان عن غيره. ويكاد بعض الفنانين ينسون أن ما حصلوا عليه من مكرمة معنوية في يوم ما، هو نتيجة لظروف ونتيجة علاقاتهم الشخصيّة ومعرفتهم بالفنانين الكبار.
رويدة عطية والشحرورة
الفنانة الراحلة صباح حاولت، أيضاً، أن تورث تاريخها الفني الجميل، لكن قلة قليلة أدركت كيفّية المزج بين الصوت الخاص الذي ميّز صباح، وبين صوت الفنانة الوريثة. وللأمانة، فإنّ الفنانة السورية، روديه عطية، كانت الأقرب إلى تقليد صوت صباح والتخلي عن مقدراتها الصوتية في الأمسيّات من أجل أداء أغاني الشحرورة، كان أهمها، مثلاً، اختيارها العام 2011 كي تجسد أعمال صباح الخالدة في مهرجان "بيت الدين" الدولي في لبنان. ومن البديهي أن تصبح هذه الصورة التي استعارتها رويدا في الصوت والأداء للصبوحة، قد أثرت في رأي المتابعين، ونستطيع بالتالي القول، إن رويدة عطية هي أشهر من غنى للفنانة الراحلة بشهادة صباح نفسها، التي منحت قبل سنوات رأيًا مشابها بصوت وأداء نجوى كرم.
محمد خيري يتسلّم راية صباح فخري
أما محاولات الفنان السوري صباح فخري، تسليم الراية لوريثه الفني الشرعي، فاعتبِرَت مجرَّد مجاملات ستنتهي بعد انتهاء برنامج أو لقاء تلفزيوني، سيجمعه بوريثه المحتمل من المغنين السوريين أو العرب. وفي السنوات الأخيرة، استطاع، محمد خيري، أن يُمهّد لنفسه على أنه وريث للفنان صباح فخري في أكثر من لقاء إعلامي. شهادات فخري بحق خيري كانت مهمّة جداً، واستطاعت أيضاً إقناع الجمهور، بأن فخري ورغم صعوبة مزاجه أو عدم ثقته وتشدّده تجاه من هم أقل موهبة منه، بات مُسلِّمًا بأن مطربًا آخر قد ينوب عنه، أو يكون الأقرب إلى مدرسته الغنائية الصعبة جداً في طريقة الأداء، وخصوصًا الألوان التراثيَّة الموسيقيّة التي يقوم صباح فخري بأدائها، كـ "الموشّحات الأندلسية" و"القدود الحلبيّة" ومن التراث العراقي أيضاً.
وردة لم تعطِ لقب الوريثة
الفنانة الراحلة، وردة، أُعجبت أيضاً بمجموعة من الفنانات اللواتي تأثرن بها لجهة المغنى والأداء الذي تميزت به وردة. لكنها بخلّت في توزيع الألقاب، أو إطلاق لقب الخليفة على أي فنانة عربية، على العكس، كانت تشاركهن قبل رحيلها في أجزاء أساسية ضمن البرامج المنوعة، وتعطي شهادات حول الأصوات وكيفية تعاطيها مع هذه الأصوات التي تستفزّها نوعًا ما. ففضلت أصالة على غيرها من الفنانات، وكذلك منحت أمل ماهر شهادات بالجملة، ومدحت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي. لكنها يومًا لم تعط لقبها، أو تؤكد خليفتها الفنية، بل التزمت الصمت.
خليجيًا، قذ يكون الخلفاء معدومين قياسًا إلى عدد المطربين الخليجيين. الفنان محمد عبده أعطى قبل أعوام شهادة كبيرة بالمغني الشاب، عباس إبراهيم، صاحب أغنية “ناديت"، التي شغلت الجمهور في اكتشاف واحد من أهم الأصوات اليافعة اليوم في العالم العربي. ابراهيم الذي لم يتجاوز أنذاك السادسة عشرة، استطاع بحسن أدائه وموهبته الغنائية الفذّه، أن يقنع فنان العرب الذي يُبالغ أحيانا كثيرة في صعوبة تقبله لصوت آخر يحاول الصعود على شهرة عبده نفسه، بمنحه راية خلافته. علمًا أن عبّاس قد قلل من إنتاج الأعمال الغنائية، إلى الدرجة التي يكاد فيها أن يُنسَى اسمه.
من ناحية أخرى، حاول البعض الآخر توريث مهنته الفنية الغنائيّة أو التمثيليّة لأحد أبنائه. لكن ذلك لم ينجح كثيرًا.
اقرأ أيضاً: 6 فنانين من المغرب العربي صنعت مصر شهرتهم
هكذا، بسيلٍ مفاجئ من المجاملات، وتناقل الخبر، استطاعت سميرة توفيق أن تمنح إرثها الغنائي للفنانة ديانا حداد، التي غنت بداية حياتها "ساكن" بعد زواجها من المنتج سهيل العبدول. ومنذ ذلك الوقت، تسلقت حداد على سلم الأغنية الخليجية، وعلى ما يُسمى بـ "اللهجة البيضاء" للأغنية العربيَّة. لكن هل يحق للفنان "توريث" أرشيفه بالكامل لصوت يعتقد أنه خليفته؟ سؤال منطقي ومحق، وستكون الإجابة عنه أقرب إلى نوع من المجاملة التي يحملها الفنّان المخضرم نحو فنّان شاب، ولا يعدو كونه مجرد دعم أو شهادة للتاريخ، وأن صوت الفنان الشاب أعجب الفنان الكبير. ومن باب التكريم نفسه، يُصدِّق الفنان الشاب أنه أصبح الوريث الشرعي للفنان المكرّس.
معين شريف وريث وديع الصافي
قلة من الفنانين الشباب عاشوا هذا التكريم، وبعضهم سعى إليه واضطر إلى أن يشتريه كشهادة للتاريخ. فالفنان وديع الصافي كان من أمهر المغنين العرب الذين يمنحون بمناسبة أو بدونها ألقاب "خلفائه". ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفنان نقولا الاسطه، والفنان معين شريف. ثم جاء دور عاصي الحلاني الذي مُنح عباءة الصافي في أغنية خاصة سبقت رحيل الصافي بأربع سنوات، وحملت عنوان "الأمانة"، والتي كتبها مارسيل مدور ولحنّها عاصي الحلاني نفسه. واستطاع الحلاني إقناع الصافي بضرورة مشاركته في الكليب المُصور للأغنية. لكن ذلك لم يقدّم الحلاني قيد أنملة في مسار مراحل نجاحه الفنية والإنسانية، ويبقى كل شيء مجرد تعاون في مضمون المجاملات فقط.
لكن، في الجهة المقابلة، نجد أن الخط الفنّي لمسار الفنانين الشباب، ينقلب دائمًا على إرث الكبار المشغول بعناية ودقة، ويتجه بعد منح الإرث لهذا وذاك، إلى الخط الخاص الذي ميّز الفنان عن غيره. ويكاد بعض الفنانين ينسون أن ما حصلوا عليه من مكرمة معنوية في يوم ما، هو نتيجة لظروف ونتيجة علاقاتهم الشخصيّة ومعرفتهم بالفنانين الكبار.
رويدة عطية والشحرورة
الفنانة الراحلة صباح حاولت، أيضاً، أن تورث تاريخها الفني الجميل، لكن قلة قليلة أدركت كيفّية المزج بين الصوت الخاص الذي ميّز صباح، وبين صوت الفنانة الوريثة. وللأمانة، فإنّ الفنانة السورية، روديه عطية، كانت الأقرب إلى تقليد صوت صباح والتخلي عن مقدراتها الصوتية في الأمسيّات من أجل أداء أغاني الشحرورة، كان أهمها، مثلاً، اختيارها العام 2011 كي تجسد أعمال صباح الخالدة في مهرجان "بيت الدين" الدولي في لبنان. ومن البديهي أن تصبح هذه الصورة التي استعارتها رويدا في الصوت والأداء للصبوحة، قد أثرت في رأي المتابعين، ونستطيع بالتالي القول، إن رويدة عطية هي أشهر من غنى للفنانة الراحلة بشهادة صباح نفسها، التي منحت قبل سنوات رأيًا مشابها بصوت وأداء نجوى كرم.
محمد خيري يتسلّم راية صباح فخري
أما محاولات الفنان السوري صباح فخري، تسليم الراية لوريثه الفني الشرعي، فاعتبِرَت مجرَّد مجاملات ستنتهي بعد انتهاء برنامج أو لقاء تلفزيوني، سيجمعه بوريثه المحتمل من المغنين السوريين أو العرب. وفي السنوات الأخيرة، استطاع، محمد خيري، أن يُمهّد لنفسه على أنه وريث للفنان صباح فخري في أكثر من لقاء إعلامي. شهادات فخري بحق خيري كانت مهمّة جداً، واستطاعت أيضاً إقناع الجمهور، بأن فخري ورغم صعوبة مزاجه أو عدم ثقته وتشدّده تجاه من هم أقل موهبة منه، بات مُسلِّمًا بأن مطربًا آخر قد ينوب عنه، أو يكون الأقرب إلى مدرسته الغنائية الصعبة جداً في طريقة الأداء، وخصوصًا الألوان التراثيَّة الموسيقيّة التي يقوم صباح فخري بأدائها، كـ "الموشّحات الأندلسية" و"القدود الحلبيّة" ومن التراث العراقي أيضاً.
وردة لم تعطِ لقب الوريثة
الفنانة الراحلة، وردة، أُعجبت أيضاً بمجموعة من الفنانات اللواتي تأثرن بها لجهة المغنى والأداء الذي تميزت به وردة. لكنها بخلّت في توزيع الألقاب، أو إطلاق لقب الخليفة على أي فنانة عربية، على العكس، كانت تشاركهن قبل رحيلها في أجزاء أساسية ضمن البرامج المنوعة، وتعطي شهادات حول الأصوات وكيفية تعاطيها مع هذه الأصوات التي تستفزّها نوعًا ما. ففضلت أصالة على غيرها من الفنانات، وكذلك منحت أمل ماهر شهادات بالجملة، ومدحت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي. لكنها يومًا لم تعط لقبها، أو تؤكد خليفتها الفنية، بل التزمت الصمت.
خليجيًا، قذ يكون الخلفاء معدومين قياسًا إلى عدد المطربين الخليجيين. الفنان محمد عبده أعطى قبل أعوام شهادة كبيرة بالمغني الشاب، عباس إبراهيم، صاحب أغنية “ناديت"، التي شغلت الجمهور في اكتشاف واحد من أهم الأصوات اليافعة اليوم في العالم العربي. ابراهيم الذي لم يتجاوز أنذاك السادسة عشرة، استطاع بحسن أدائه وموهبته الغنائية الفذّه، أن يقنع فنان العرب الذي يُبالغ أحيانا كثيرة في صعوبة تقبله لصوت آخر يحاول الصعود على شهرة عبده نفسه، بمنحه راية خلافته. علمًا أن عبّاس قد قلل من إنتاج الأعمال الغنائية، إلى الدرجة التي يكاد فيها أن يُنسَى اسمه.
من ناحية أخرى، حاول البعض الآخر توريث مهنته الفنية الغنائيّة أو التمثيليّة لأحد أبنائه. لكن ذلك لم ينجح كثيرًا.
اقرأ أيضاً: 6 فنانين من المغرب العربي صنعت مصر شهرتهم